الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تضارب مصالح.. عملة "ترامب" المشفرة تفجر موجة استياء بمعسكره

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

بعد فوز دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر الماضي، وتوليه الرئاسة الأمريكية للمرة الثانية، تحوّل الحديث من سياساته التقليدية إلى مغامرة مالية مثيرة للجدل، وهي إطلاقه عملة مشفرة تحمل اسمه، في حين أن هذه الخطوة، التي وُصفت بـ"الأكثر استفزازًا" في تاريخ العملات الرقمية، أثارت عاصفة من الانتقادات حتى داخل معسكره المحافظ.

ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان"، تحولت العملة التي أُطلقت تحت شعار "الفوز" إلى كابوس للمستثمرين الصغار، وفتحت الباب أمام تساؤلات حول أخلاقيات الجمع بين السلطة الرئاسية والمصالح التجارية.

من هجوم على البيتكوين إلى تبني "ترامب كوين"

في عام 2021، وصف ترامب عملة البيتكوين علنًا بأنها "أداة احتيال"، لكنه فاجأ الجميع قبل أيام من تنصيبه بإعلانه عن إطلاق عملة مشفرة تحمل اسمه واسم زوجته ميلانيا، ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان"، لم تكن هذه الخطوة مدفوعة بتحولٍ فكري، بل بخطط لاستغلال قاعدة مؤيديه الموالين (المعروفة باسم MAGA) لتحقيق أرباح سريعة.

العملة، التي تم تسويقها كرمز للانتصارات السياسية، شهدت ارتفاعًا جنونيًا في قيمتها خلال الساعات الأولى من إطلاقها، إذ اندفع آلاف المؤيدين لشرائها، إلا أن هذا النجاح لم يدم طويلًا، ففي غضون أيام، انخفضت قيمتها بنسبة 85%، ما تسبب في خسائر فادحة للمستثمرين المبتدئين.

أحد المستخدمين على منصة "ريديت" كتب: "شعرت كأنني خُدِعت.. وضعت كل مدخراتي هنا لأنني وثقت بترامب".

من الدعم إلى التمرد

على الرغم من الولاء التقليدي لقاعدة ترامب، إلا أن العديد من المحافظين عبّروا عن غضبهم من هذه الخطوة.

وفي منتديات نقاشية تابعة للحزب الجمهوري، وصف أحد المشاركين العملة بأنها "مخطط احتيالي مُتقن"، مشيرًا إلى أن القيمة الوحيدة لها هي "الارتباط العاطفي باسم ترامب".

أثارت التعليقات الساخطة تساؤلات حول تناقض ترامب مع خطابه السابق، ففي 2022، هاجم الرئيس الأمريكي العملات المشفرة عالية المخاطر خلال خطاب جماهيري، قائلًا: "هذه ألعاب للمضاربين، وليست لشعبنا العامل"، واليوم يُنظر إلى هذا التحول كخيانة للمبادئ التي ادّعى الدفاع عنها.

صراع مصالح

لم تكن الانتقادات مقتصرة على العامة، إذ حذّر خبراء قانونيون من أن إطلاق ترامب لعملة مشفرة وهو في منصبه الرئاسي يُشكل "صراع مصالح غير مسبوق".

وبحسب الصحيفة البريطانية، يمتلك البيت الأبيض الآن نفوذًا مباشرًا في سوق غير منظم، ما يسمح لترامب بالتأثير على قيمتها عبر تصريحاته السياسية.

الدكتور ماركوس ويليامز، أستاذ القانون المالي في جامعة هارفارد، أوضح لـ"ذا جارديان": "هذا يشبه أن يطلق رئيس دولة أسهمًا تحمل اسمه ويستخدم منصبه لتعزيز قيمتها.. إنه انتهاك صارخ لمبدأ فصل السلطات".

عائلة ترامب في قلب العاصفة

لم يسلم أفراد عائلة ترامب من التداعيات، فبعد إطلاق عملة تحمل اسم "إيفانكا" الأسبوع الماضي، سارعت ابنة الرئيس إلى نشر بيان رسمي تنفي فيه أي علاقة بالمشروع، محذرةً من أن العملة "قد تخدع الجمهور وتستغل اسمنا العائلي".

لكن النقاد سرعان ما أشاروا إلى التناقض في موقف العائلة، فبينما تدين إيفانكا العملات الوهمية، تُروج عملتا "ترامب كوين" و"ميلانيا كوين" بشكل رسمي عبر منصات تابعة لمجموعة ترامب التجارية.

وعلق أحد الخبراء الماليين لـصحيفة "ذا جارديان" قائلًا: "هذا يدل على ازدواجية المعايير.. فهم يبيعون الوهم ويشجبونه في الوقت نفسه".

التوسع في عالم التشفير

رغم الجدل، يبدو أن ترامب عازم على تعميق وجوده في سوق العملات الرقمية، ففي خطوة مفاجئة، أعلنت مجموعة "ترامب ميديا"، المالكة لمنصة "تروث سوشيال"، عن إطلاق قسم مالي جديد باسم "تروث.فاي"، يهدف إلى استثمار 250 مليون دولار في العملات المشفرة والأصول الرقمية.

هذه الخطوة أثارت مخاوف جديدة من تداخل المصالح. فوفقًا لوثائق حصلت عليها صحيفة "ذا جارديان"، فإن جزءًا من هذه الاستثمارات سيُوجّه نحو شركات مرتبطة بمقربين من ترامب، ما يزيد من احتمالية تضارب المصالح.

وعلق النائب الديمقراطي آدم شيف على ذلك قائلًا: "هذا ليس استثمارًا.. إنه مخطط لتحويل الخزانة العامة إلى جيوب خاصة".