عاد مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم في شمال قطاع غزة، ليجدوها تحولت إلى أنقاض، جراء القصف الإسرائيلي الوحشي طيلة الشهور الـ15 الماضية، مؤكدين أن رحلة العودة المريرة لشمال غزة، تؤكد تمسك النازحين بأرضهم وهزيمة محاولات التهجير الإسرائيلية المتواصلة.
في هذا السياق، قال بشير جبر، مراسل "القاهرة الإخبارية" من مخيم النصيرات بقطاع غزة، إن طريق صلاح الدين يشهد اصطفاف مركبات النازحين طويلًا في وسط قطاع غزة باتجاة مدينة غزة والشمال، مضيفًا أن المركبات تحمل الفلسطينيين بأمتعتهم، وامتدت لمسافات تقدر بنحو 10 كيلومترات، متجهين إلى منازلهم التي هجروا منها بفعل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأوضح "جبر"، في رسالة على الهواء، اليوم الأربعاء، أنه برغم المشقة التي تواجها العائلات الفلسطينية، فإنهم ينتظرون منذ 3 أيام على حاجز صلاح الدين، لتحقيق حلم العودة الذي انتظروه طيلة الـ15 شهرًا الماضية منذ بدء العدوان.
وتابع: "مدينة غزة أصبحت مدمرة بالكامل بفعل القصف الإسرائيلي، الذي أدى إلى مسح معالم الشوارع والطرقات والبنية التحتية، ورغم معرفة الفلسطينيين بكل ذلك فإنهم ذاهبون نحو ركام ومصرون على العودة، وسيقومون ببناء الخيام لكن هذه المرة فوق ركام منازلهم في رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي بانهم باقون في الأرض ولن يجبروا على ترك هذه الأرض مهما ارتكب الاحتلال الإسرائيلي من جرائم".
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا دمويًا على القطاع، منذ السابع من أكتوبر 2023، خلف أزمات إنسانية خانقة في كل نواحي الحياة، وقضى على الخدمات الأساسية ومقومات البنية التحية فيها، ودمر عشرات الآلاف من المنازل والوحدات السكنية، وأسفر عن استشهاد 47 ألفًا و107 فلسطينيين على الأقل، وإصابة أكثر من 111 ألفًا و147 آخرين، في حين لا يزال نحو 11 ألف مفقود تحت الركام وفي الطرقات.