أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عن خمسة مخاطر رئيسية تواجه رواد الفضاء في رحلاتهم إلى الفضاء السحيق، خاصة عند التوجه إلى القمر والمريخ، مشيرة إلى أن التعرف على هذه المخاطر يتيح للوكالة إيجاد طرق للتغلب على تحديات إرسال البشر إلى القمر والمريخ وما وراءه.
ومن قائمة المخاطر التي وضعتها ناسا الإشعاعات الفضائية، حيث تعد الإشعاعات الفضائية واحدة من أخطر التهديدات لرواد الفضاء الذين يقضون فترات طويلة بعيدًا عن الأرض، وفقًا لوكالة الأنباء القطرية.
وقالت ناسا، إن "الإشعاع الفضائي، الذي لا يُرى بالعين المجردة، لا يعتبر فقط من أكثر جوانب السفر إلى الفضاء خطورة، بل يعتبر أيضًا أحد التهديدات الأكثر خطورة، فعلى الأرض يحمينا المجال المغناطيسي والغلاف الجوي من هذه الإشعاعات، لكن في الفضاء يصبح رواد الفضاء عُرضة للإشعاعات المؤينة التي يمكن أن تسبب أضرارًا جسيمة، فخلال ستة أشهر في الفضاء، يتعرض الجسم لكمية إشعاعات تعادل 1000 صورة أشعة سينية للصدر، وهذه الإشعاعات تُزيد من خطر الإصابة بالسرطان، وتلف الجهاز العصبي المركزي، وهشاشة العظام، وأمراض القلب والأوعية الدموية".
وأوضحت أنه من المخاطر الصحية العزلة والاحتجاز، حيث إن الرحلات الفضائية الطويلة عزلة شديدة عن الجميع في الأرض، وعلى متن محطة الفضاء الدولية، يمكن لرواد الفضاء التواصل مع الأرض، لكن في رحلة إلى المريخ سيكون الوضع أسوأ بكثير، كما أن في الأرض لدينا رفاهية الاتصال الفوري مع كل شيء وكل شخص، أما في رحلة إلى المريخ فسيكون الرواد معزولين ومحصورين بشكل يصعب تخيله، وهذه العزلة إلى جانب قلة النوم والإرهاق، يمكن أن تؤدي إلى تراجع الأداء ومشكلات صحية.
وبالإضافة إلى البُعد عن الأرض حيث يبعد المريخ نحو 140 مليون ميل عن الأرض في المتوسط، ما يعني أن الرحلة ذهابًا وإيابًا ستستغرق نحو ثلاث سنوات، يواجه رواد الفضاء ثلاثة أنواع مختلفة من الجاذبية خلال رحلتهم، وذلك بحسب ناسا، وهي انعدام الوزن في الفضاء، وجاذبية المريخ التي تعادل ثلث جاذبية الأرض، والعودة إلى جاذبية الأرض، وهذه التغيرات تؤثر على التوازن، والتنسيق بين العين واليد، وقد يواجه الرواد أيضًا خطر الإغماء عندما يهبطون على المريخ. كما أن انعدام الجاذبية في الفضاء يؤدي إلى فقدان كثافة العظام بنسبة 1% إلى 1.5% شهريًا، وزيادة الضغط على العينين بسبب تحرك السوائل نحو الرأس، ما قد يسبب مشكلات في الرؤية وحتى حصوات الكلى بسبب الجفاف وزيادة إفراز الكالسيوم من عظامهم.
ونوّهت "ناسا" إلى أن المركبات الفضائية والمحطات التي يجب أن تكون مغلقة لحماية الرواد من البيئة المعادية في الفضاء، ما يجعلها بيئات مغلقة تأتي بتحدياتها الخاصة، مثل انتقال الميكروبات بسهولة بين الرواد، وتغيرات في جهاز المناعة، وزيادة مستويات هرمونات التوتر.