مع تصاعد الدمار الذي خلفته حرائق الغابات في كاليفورنيا، وتحديدًا في منطقة باسيفيك باليسيدز، توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ ليتفقد الأضرار ويؤكد على ضرورة دعم الحكومة الفيدرالية في جهود التعافي.
ورغم الخلافات المستمرة بينه وبين حاكم الولاية جافين نيوسوم، شدد ترامب على أهمية التنسيق بين الجهات الفيدرالية والمحلية لمواجهة التحديات الناتجة عن هذه الكارثة، واستعداده لتقديم الدعم الفيدرالي.
دمار هائل
خلال جولته في المناطق المتضررة، تفاجأ ترامب بحجم الدمار الذي أصاب المنطقة، وصرح بأن الوضع يشبه تعرض المدينة لهجوم قنبلة، إذ إن الحرائق الأخيرة دمرت أكثر من 15,000 هيكل سكني، وأدت إلى مقتل 28 شخصًا.
في مواجهة هذا الوضع المأساوي، التقى ترامب بالحاكم نيوسوم في مطار لوس أنجلوس، حيث تبادل حديث قصير معه حول حجم الكارثة، وفقًا لـ"وول ستريت جورنال".
ورغم خلافاتهما السياسية المستمرة، بدا أن اللقاء عكس ضرورة التعاون بين الحكومة الفيدرالية وحكومة الولاية لتسريع عملية التعافي، ما كان بمثابة محاولة للتهدئة وسط الأزمة المستمرة.
خلافات ترامب ونيوسوم
أشارت الصحيفة إلى أن الخلاف بين ترامب ونيوسوم لم يكن خافيًا على أحد، إذ تركز بشكل رئيسي على طريقة إدارة مياه الولاية وتوزيع الموارد لمكافحة الحرائق، إذ انتقد الرئيس الأمريكي بشدة سياسة نيوسوم المتعلقة بتقنين ضخ المياه من شمال كاليفورنيا إلى الجنوب، التي يراها مهددة لجهود مكافحة الحرائق.
كما طالب ترامب بزيادة ضخ المياه لمكافحة النيران، وهو ما اعتبره حلًا حاسمًا لأزمة الحرائق، بينما نيوسوم، الذي لم يخطط للقاء ترامب لكنه استقبل الرئيس على أرض المطار، أشار إلى أنه يرحب بأي دعم فدرالي ضروري ولكنه شدد على أن التنسيق بين كافة الأطراف هو الأساس للتغلب على الكارثة.
وفي هذا الصدد أكد ترامب على ضرورة العمل المشترك بين الحكومة الفيدرالية وحكومة الولاية في ظل هذا الوضع الكارثي.
إصلاح الطوارئ الفيدرالية
أثناء زيارة ترامب لمناطق أخرى في الولايات المتضررة من الكوارث، أعلن عزمه اتخاذ خطوات جادة لتغيير طريقة استجابة الحكومة الفيدرالية للأزمات الطبيعية.
وفي تصريح له نقلته الصحيفة، أعلن ترامب عن نيته توقيع أمر تنفيذي لإصلاح وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية "FEMA" أو حتى إلغائها، إذ أبدى عدم رغبته في التعامل مع الوكالة، مشيرًا إلى أنها فشلت في تقديم الدعم الكافي للمناطق المتضررة من الكوارث، وأكد أنه سيعمل على نقل مزيد من السلطة والمسؤولية إلى حكام الولايات، بما في ذلك تمويل مباشر من الحكومة الفيدرالية لتسريع استجابة الكوارث.
وتشير وول ستريت جورنال إلى أن ترامب كان جادًا في دعوته للإصلاحات العميقة في هذا المجال.
سياسة ترامب مع الكوارث
أشار ترامب إلى أن إدارة الطوارئ الفيدرالية لم تكن فعالة في مواجهة الكوارث السابقة، بما في ذلك الإعصار الذي ضرب ولاية نورث كارولينا في سبتمبر 2024، والذي أدى إلى تدمير العديد من المنازل، كما انتقد أيضًا المعلومات المضللة المتداولة حول الكوارث، مثل الادعاء بأن إدارة الطوارئ الفيدرالية كانت مفلسة؛ بسبب الأموال التي تم تخصيصها لمساعدة المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة.
وأكد ترامب في أكثر من مناسبة أن الحكومة الفيدرالية يجب أن تكون أكثر كفاءة في إدارة المساعدات للأسر المتضررة من الكوارث، مشيرة إلى أن تصريحات ترامب بدأت تركز على تغيير طريقة استجابة الحكومة الفيدرالية.
تعاون لتجاوز الأزمة
على الرغم من الخلافات الواضحة بين ترامب وحاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، يبدو أن الجانبين يدركان أن الفترة الحالية تتطلب تعاونًا حقيقيًا لتجاوز الأزمة، إذ أكد الرئيس الأمريكي في تصريحاته خلال زيارته أن المساعدات الفيدرالية ستكون متاحة بالكامل للولاية، لكن بشرط أن تتخذ كاليفورنيا خطوات إصلاحية تشمل إدخال قوانين جديدة تتعلق بإثبات هوية الناخبين وضخ المزيد من المياه.
من جانبها أشارت وول ستريت جورنال إلى أن تصريحات ترامب كانت بمثابة تذكير بأن الدعم الفيدرالي لا يأتي دائمًا بدون شروط، كما نقلت عن الأخير أنه يتوقع من ولاية كاليفورنيا اتخاذ خطوات ملموسة قبل زيادة المساعدات.