الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قصور تونس.. وجهة سياحية شاهدة على إبداع فن معماري فريد

  • مشاركة :
post-title
قصر النجمة الزهراء بتونس

القاهرة الإخبارية - متابعات

تقف كنوز تونس التاريخية شاهدة على إبداع فن معماري فريد، ومن قصور عريقة تحولت فيما بعد إلى متاحف، لتصبح وجهة سياحية، تستقطب على أثرها الزائرين.

من هذه الكنوز، تلك التي خلّفها حُكم البايات والملوك والأعيان في البلاد، على غرار قصر النجمة الزهراء، وقصر الوردة، والقصر العلوي، وقصر حبيبة مسيكة، وغيرها من القصور التي شُيّدت في عدة مدن، لا سيما المدن العتيقة منها، وأصبحت اليوم متاحف، ووجهة للسائحين. 

النجمة الزهراء

ويعتبر قصر النجمة الزهراء، في مدينة سيدي بوسعيد بالعاصمة، من بين أبرز هذه القصور، الذي تحوّل إلى متحف، حيث استغرق بناؤه عقدًا كاملًا، امتد منذ عام 1912 إلى 1922، وأصبح ملكًا للجمهورية التونسية في عام 1989، ومنذ ذلك التاريخ أصبح يخضع لصيانة دورية، ليبقى من أبرز المتاحف التي تشهد زيارات سياحية على مدار العام.

وشارك في تشييد القصر حرفيون من تونس والمغرب الأقصى ومصر، أنجزوا أعمال نقش على الرخام والجص والخشب المنحوت، واستجلب ردولف درلنجي، صاحبه، مختصين من أوروبا، لإعداد البنية التحتية للقصر، الذي تم تشييده بواجهة مرتفعة، وشرفات مغلقة، ذات مشربيات زرقاء وقرميد باللون أخضر، تراعي الخصوصية، حيث أنجزت على الطريقة العثمانية.

القصر تم تشييده على مساحة كبيرة، في وسطه ساحة زُيّنت جدرانها برسومات مختلفة، وتحيط به شرفات وغرف من جهاته الأربع، فتحجب المكان عن العالم الخارجي.

وتتوسط القصر "نافورة مياه" من الرخام الأبيض، وتم تزيين أسقف بعض غرفه بأنواع من الرخام التي نُقشت فيها الخطوط العربية، وأسقف أخرى بالخشب المنقوش بعناية، إضافة إلى تزيين البلاط بأشكال هندسية مختلفة.

وفي الجزء السفلي للقصر شُيّدت مجالس للضيوف وقاعات للاجتماعات، فيما خصصت الغرف في الطابق العلوي لسكان القصر، ونُقشت بعض أسقف تلك الغرف من الذهب، وتم الحفاظ على الأثاث القديم للقصر، ليكون وجهة للسائحين، لمشاهدة تحفة معمارية تجمع بين الطابعين الأندلسي والعثماني.

القصر العلوي

من بين القصور التي تحولت إلى متاحف في تونس أيضًا، القصر العلوي، الذي يعد من أشهر القصور في تونس، وأصبح اليوم متحفًا يُعرف باسم "متحف باردو"، ويعود إلى القرن التاسع عشر، وكان يُسمى المتحف العلوي نسبة إلى الباي الحاكـم في تلك الفـترة علي باي "1882-1902"، وأصبحت تسميته الرسمية منذ مارس 1956 إلى اليوم "المتحف الوطني بباردو".

وتم تشييد القصر حسب طابع معماري يمزج بين مختلف تأثيرات الحضارات الكبرى، وهي الحضارات الأندلسية، والموريسكية، والعثمانية، والإيطالية.

وبتحول القصر إلى متحف، أصبح يضم مجموعات تاريخية وأثرية مختلفة تعكس تاريخ تونس منذ فترة ما قبل التاريخ إلى الفترة الحديثة، ويحتوي القسم النوميدي بالمتحف على قطع أثرية متنوعة.

البرج الكبير 

ومن القصور التي تحولت إلى متاحف كذلك، قصر الوردة في محافظة منوبة قرب العاصمة، تم إنشاؤه في عام 1798 من قِبل حمودة باشا باي الحسيني "1782-1814"، وكان يُسمى "البرج الكبير"، وهو عبارة عن إقامة للنزهة والراحة.

وبُني القصر، وسط حقول وبساتين شاسعة، تطل واجهتها على باحة واسعة، ويحده من الجهة الشرقية رواق محمول على أعمدة ذات تيجان تركية، وتتكون الواجهة من درج رخامي، يفضي إلى رواق ذي استطالة محمولة على أعمدة تعلوها تيجان ذات زخارف حلزونية، ويتوسط الواجهة مدخل بارز يعلوه قوس رخامي، وفتحت بها نوافذ تطل على ساحة القصر، أما أعالي جدران الواجهة فحملت نقوشًا جصية توحي بانتماء المبنى إلى الطراز الأندلسي المغربي.

وفي عام 1840، قام أحمد باي بإسناد البرج الكبير لاحتضان الخيالة، وفي عام 1984 تم تحويله إلى متحف تاريخي.

قبة النحاس

أما قصر قبة النحاس، الذي تحول إلى متحف، فيعود إلى فترة محمد الرشيد باي "1756-1758"، ويعد من روائع العمارة التونسية، حيث تتمازج في هندسته خصائص المعمار العثماني والطراز الأندلسي المغربي، وسُمي "قبة النحاس" لوجود قبة كبيرة تعلو "جناح الحريم"، تغشيها طبقة من النحاس، ويتشابه في هندسته المعمارية "قصر الوردة" الذي بناه أيضًا حمودة باشا ويقع على مقربة منه.

حبيبة مسيكة 

ولا يختلف قصر "حبيبة مسيكة"، الواقع في مدينة تستور بمحافظة باجة عن بقية القصور التي تحولت إلى متاحف، من حيث شكل البناء والمعمار وطريقة التزيين، حيث يعد هندسة معمارية، ويشهد كغيره من القصور توافد السياح الأجانب، لاكتشاف جماليات المعمار الأندلسي وتفرده.