بصمة خاصة وضعها مهرجان القاهرة الدولي للكتاب في المشهد الثقافي العربي والدولي عبر دوراته السابقة، ليستكمل دوره البارز في دورته الـ56، التي تنطلق غدًا الخميس، بحضور يقتصر على الدعوات فقط، فيما يفتح أبوابه للجمهور، الجمعة المقبل، تحت شعار "اقرأ.. في البدء كان الكلمة".
المعرض الذي تنفذه الهيئة المصرية العامة للكتاب، يعزز مكانة مصر الثقافية، إذ يلتقي المبدعين من كل الدول ليشكل تجربة ثقافية متكاملة تؤكد تنوع وثراء الثقافة المصرية والعربية، حسبما أوضح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، خلال تصريحات صحفية في أثناء تفقده التجهيزات النهائية للدورة المقبلة.
ومشهد اصطفاف الجمهور على بوابات دخول المعرض بشكل منظم، بات اعتياديًا ويعكس حجم الإقبال الكبير على فعالياته، بل حقق في دورته الماضية رقمًا قياسيًا كبيرًا بلغ نحو 5 ملايين زائر، ما يؤكد أنه أحد أبرز الأحداث الثقافية العربية التي تحظى باهتمام كبير من الجمهور، خصوصًا مع التطور الكبير الذي تشهده فعالياته لمواكبة تطورات العصر وتحدياته الكثيرة، ليحتفظ المعرض دائمًا بشبابه المتجدد ولا يدركه الهرِم أو الوهن.
ومن أبرز ملامح الدورة المقبلة للمعرض التي تواكب التطور التكنولوجي، تسليط الضوء على الذكاء الاصطناعي، من خلال عدة محاور، منها إطلاق مشروع الإجابة الذكية لتسهيل الوصول إلى المعرفة العلمية المتعلقة بسلسلة "في بحور العلم" للدكتور أحمد مستجير، مشروع تلخيص "موسوعة مصر القديمة" للدكتور سليم حسن باستخدام الذكاء الاصطناعي، وأيضًا عدد من الفعاليات الأخرى منها محور "ترجمة العلوم الإنسانية في زمن الذكاء الاصطناعي"، وإطلاق منصة الكتب الإلكترونية والتي ستتيح مجانًا عددًا من إصدارات وزارة الثقافة في مختلف فروع المعرفة، كما تشهد الدورة المقبلة إطلاق أول بودكاست بالمعرض.
وتقام عدة حلقات نقاشية وندوات ضمن محور "المجتمع الرقمي"، منها "التشريع في عالم الذكاء الاصطناعي"، "الإنسانيات الرقمية"، "مجتمع الثورة الصناعية الخمسة" و"هل العلم يفكر؟"، وأيضًا ندوة بعنوان "الإعلام والذكاء الاصطناعي".
والمعرض الذي يقام على مساحة 55 ألف متر مربع، بمركز مصر للمعارض الدولية، يشارك به 1345 دار نشر، من 80 دولة مختلفة من دول العالم، و6150 عارضًا، ما يؤكد مدى قوة ومكانة المعرض عالميًا.
وانطلاقًا من رؤية تتلخص في أن الكتاب يعد الجسر الذي يربط بين العقول، يطلق المعرض مبادرة "المليون كتاب"، لدعم الوزرات والهيئات بالكتب في مكتباتهم المتخصصة، وكذلك تم تخصيص صالة عرض جديدة للكتب المخفضة تضاف إلى صالات العرض الخاصة بالمعرض.
شخصية المعرض
واختارت إدارة المعرض العالم المصري الدكتور أحمد مستجير، شخصية هذا العام، وهو رائد علم الهندسة الوراثية في العالم العربي، وصاحب أبحاث أفادت البشرية كثيرًا، منها أبحاث حول زراعة القمح بواسطة مياه البحر مباشرة دون تحليتها، التي استفادت منها دولة الهند وتحولت من دولة مستوردة للقمح إلى مصدرة له.
واختارت أيضًا تكريم الكاتبة فاطمة المعدول، لتكون شخصية كتاب الطفل، وتعد إحدى رائدات أدب الأطفال في الوطن العربي، وأول امرأة تتولى منصب مدير عام ثقافة الطفل في 1996، ثم تولت رئاسة المركز القومي لثقافة الطفل في 1998، وألفت نحو 50 كتابًا أدبيًا، وفازت بجائزة اليونيسكو للتسامح عام 1999، عن كتاب "خطوط ودوائر".
رموز فنية
وتشهد فعاليات معرض الكتاب إلقاء الضوء على مسيرة رموز فنية وأديبة، منها مناقشة إصدار "الأسطورة تتكلم- سيرة ذاتية سميحة أيوب"، ومحور خاص بعنوان "شخصيات مصرية" يشهد ندوات عن الممثل شكري سرحان، الفنان التشكيلي عبدالهادي الجزار، الدكتور حسين نصار، المؤرخ الدكتور أحمد عبدالرحيم مصطفى، والدكتور صوفي أبو طالب.
وضمن محور "كتاب وجوائز" سيتم الاحتفاء بالمبدعين والكتاب المصريين الحاصلين على جوائز عام 2024، من بينهم المخرج محمد فاضل، الدكتور صابر عرب، السيناريست وليد يوسف، والمصور السينمائي سعيد الشيمي، فيما يشارك عدد من المثقفين من دول مختلفة في محور خاص بعنوان "تجارب ثقافية" لتبادل الخبرات والتجارب الذاتية بين مختلف المبدعين.
الدورة التي تحل سلطنة عمان ضيف شرف عليها، ستشهد أيضًا إقامة أمسيتين شعريتين، بمشاركة نخبة من الشعراء المصريين، والعرب، والأجانب، والعديد من النقاشات والندوات الثقافية والفعاليات.