الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بسبب طموحات بكين.. اليابان تلجأ للتعاون العسكري مع واشنطن ولندن

  • مشاركة :
post-title
اليابان تلجأ للتعاون العسكري مع واشنطن ولندن

القاهرة الإخبارية - مروة الوجيه

في خضم تزايد التهديدات في منطقة المحيط الهادئ، والمتسبب الرئيسي فيها الصين وكوريا الشمالية، أعلنت الولايات المتحدة واليابان في ختام اجتماع وزاري عقد أمس الأربعاء، في واشنطن عزمهما تعزيز تحالفهما الدفاعي ليشمل التصدّي لأي هجوم عبر الفضاء.

وجاء في بيان مشترك، صدر بعد اجتماع بين وزيري الخارجية والدفاع، في العاصمة الأمريكية، أن البلدين "قدما رؤية لتحالف حديث تكون له السيادة في حقبة جديدة من المنافسة الاستراتيجية".

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحفي مشترك بعد الاجتماع، "نتفق على أن الصين أكبر تحدٍ استراتيجي مشترك نواجهه نحن وحلفاؤنا وشركاؤنا".

كما أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، تعاونًا بحريًا مع اليابان، سيوفر قدرات كبيرة منها الصواريخ المضادة للسفن، وقال بلينكن إن الجانبين اتفقا أيضًا على تمديد شروط معاهدة الدفاع المشترك لتشمل الفضاء.

وقال البيان المشترك إنه بالنظر إلى "البيئة التي تشهد تنافسًا شديدًا"، يتعين تعزيز وضع القوات الأمريكية في اليابان "من خلال نشر قوات أكثر تنوعًا ومرونة وقدرة على الحركة، مع زيادة قدرات المراقبة والاستطلاع والنقل".

قوات "المارينز"

كما أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين، أن الولايات المتحدة ستنشر في جزيرة أوكيناوا في جنوب اليابان وحدة للتدخل السريع من قوات مشاة البحرية لتعزيز القدرات الدفاعية لليابان.

وأوضح أوستين خلال مؤتمر صحفي في أعقاب اجتماع وزراء الخارجية والدفاع الأمريكيين واليابانيين، أنه "بحلول العام 2025 سنستبدل كتيبة مدفعية بهذه القوة التي ستكون أكثر فتكا وأكثر قدرة على الحركة" في "بيئة أمنية متزايدة الصعوبة"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.

وشدد وزير الدفاع على أن هذه الوحدة "ستقدم مساهمة كبيرة في تعزيز الدفاع عن اليابان وضمان أن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة".

ويذكر أن عدد العسكريين الأمريكيين في اليابان يبلغ حاليا نحو 50 ألف عسكري، يتمركز أكثر من نصفهم في جزيرة أوكيناوا.

ومن المقرر أن يلتقي وزيري دفاع البلدين مرة أخرى، اليوم الخميس، في مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قبل الاجتماع المقرر بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا غدًا الجمعة.

ونقلت وكالة "رويترز" الإخبارية عن مسؤول في الإدارة الأمريكية، أنه من المتوقع أن يناقش بايدن وكيشيدا القضايا الأمنية والاقتصاد العالمي، وأن محادثاتهما من المرجح أن تشمل الرقابة على صادرات أشباه الموصلات إلى الصين بعد أن أعلنت واشنطن قيودًا صارمة العام الماضي.

التحالف الإنجليزي- الياباني

وعلى صعيد متصل، وقع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ونظيره الياباني فوميو كيشيدا، الأربعاء، "اتفاق وصول متبادل" يقرب بين جيشيهما، وسط الطموحات الصينية المتزايدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وتعكس هذه المعاهدة، التي تم توقيعها في برج لندن، إشارة إلى اهتمام بريطانيا المتزايد بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ من جهة، ومن أخرى العناية بجهود اليابان لتعزيز تحالفاتها خصوصًا لمواجهة الصين التي تصنفها الحكومة اليابانية على أنها "تحد استراتيجي غير مسبوق" لأمنها.

وأشاد رئيس الوزراء البريطاني بالعلاقات بين البلدين والتي تعتبر "الأقوى من أي وقت مضى"، وقال سوناك: "ليس فقط من خلال التجارة والأمن، بل أيضًا من خلال قيمنا، وأعتقد أننا شهدنا تجسيدًا رائعًا لذلك العام الماضي" في إشارة إلى دعم أوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي.

وبفضل المعاهدة التي وقعت بين طوكيو ولندن، والتي تعتبر الأهم من حيث الدفاع بين البلدين منذ التحالف الإنجليزي-الياباني عام 1902 ضد روسيا، أصبحت المملكة المتحدة أول بلد أوروبي لديه اتفاق وصول متبادل مع اليابان، ويسمح الاتفاق للجيشين البريطاني والياباني بالانتشار على أراضي كل منهما، ويضع إطارًا قانونيًا لتعاونهما.

وقد أوضحت رئاسة الوزراء البريطانية أن هذا الاتفاق سيسمح لجيشَي البلدين "بالتخطيط لتدريبات عسكرية أكثر تعقيدًا وأوسع نطاقًا ".

ألعاب "جيوسياسية"

من جانبه، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وينبين، إن "منطقة آسيا والمحيط الهادئ ليست ساحة للألعاب الجيوسياسية".

وتعتبر اليابان والصين ثاني وثالث أكبر اقتصادين في العالم، لكن علاقتهما تدهورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، إذ تشكو اليابان بانتظام من النشاط البحري الصيني حول جزر سينكاكو المتنازع عليها بين البلدين.

وبعد زيارة لندن الأربعاء، يفترض أن يصل كيشيدا إلى أوتاوا الكندية الخميس قبل لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، في واشنطن.

"الإندو باسيفيك" الأهمية الكبرى لواشنطن

تعتبر جنوب آسيا والمعروفة باسم "الإندو باسيفيك" من أهم المناطق الاستراتيجية التي تحظي باهتمام عالمي قوي خاصة مع تنامي قوة الصين أمام منافسيها في الغرب خاصة الولايات المتحدة.

وتكمن أهمية هذه المنطقة، في أنها تمثل حلقة مهمة من حلقات الصراع على النفوذ الدولي بين الولايات المتحدة والصين، خاصة في ضوء التحالفات الدولية التي يسعى كل طرف لتشكيلها في مواجهة الآخر.

وقد عملت الولايات المتحدة على مدار عقود لفرض نفوذها في هذه المنطقة، حيث تم إنشاء تحالفات عسكرية واقتصادية بينها وبين أستراليا والهند بالاشتراك مع عدد من الدول الأوروبية.

ومن أهم هذه التحالفات تحالف كواد (الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والهند)، تحالف أوكوس (تحالف أمني استراتيجي مع أستراليا وبريطانيا) وهو تحالف يمتد جغرافيًا من القارة الأمريكية إلى المحيط الهادئ مرورًا بأوروبا، ويأتي في إطار مواجهة الصعود الصيني الدولي، ومساعي بكين لأن تصبح القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية المهيمنة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وبعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان عام 2021 عملت واشنطن على تزويد أستراليا بأسطول من الغواصات المتقدمة التي تعمل بالطاقة النووية، كما تم الإعلان عن خطط تتعلق بالتعاون المشترك في مجال التكنولوجيا العسكرية الجديدة، بما يشمل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي والصواريخ التي تفوق سرعة الصوت؛ حيث تدرك واشنطن جيدًا أن بكين تمثل الخصم الاستراتيجي فعليًا، والذي يفوق في خطورته الاتحاد السوفيتي في أفضل مراحله.