الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هجوم من أجل الدفاع.. ترامب يواجه قراصنة الصين بـ"الطموح والمهارة"

  • مشاركة :
post-title
قال مسؤولون في البيت الأبيض إن عمليات الاختراق هذه يجب اعتبارها دائمة

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

مع دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب فترته الثانية بعد غد الاثنين، ينتقل إليه -من إدارة جو بايدن- تهديد أجنبي غير مسبوق يتمثل في القراصنة الصينيين، فعلى مدى السنوات القليلة الماضية، حدثت ثلاث حملات قرصنة صينية مزعومة في الولايات المتحدة، وصلت لاختراق أجهزة كمبيوتر تابعة للحكومة الأمريكية وكبار المسؤولين في إدارة بايدن.

في حين كانت الصين منذ فترة طويلة الخصم السيبراني الأول للولايات المتحدة، إلا أنها أصبحت خلال فترة إدارة بايدن أكثر إصرارًا وطموحًا من أي وقت مضى، كما يقول خبراء ومسؤولون أمريكيون لشبكة NBC News؛ ما أدى إلى أن أصبح أكبر تحديًا سيبرانيًا تواجهه واشنطن حتى الآن.

وينقل التقرير عن آدم سيجال، مستشار الأمن السيبراني السابق في الخارجية الأمريكية: "ليس هناك شك في أن خطر الهجمات السيبرانية الصينية قد ارتفع، ويبدو أن القدرات الصينية قد زادت بشكل ملحوظ على مدى السنوات الأربع الماضية".

اختراقات كبرى

منح الاختراق الأخير، الذي تم اكتشافه في ديسمبر الماضي، المتسللين الصينيين المزعومين إمكانية الوصول إلى ملفات من وزارة الخزانة الأمريكية، التي وصفت الاختراق بأنه "حادث كبير"، وأعلنت عقوبات بحق شركة صينية لمساعدتها المزعومة.

وشمل حادث آخر قامت به مجموعة Salt Typhoon، اختراقًا هائلًا لشركات الاتصالات، بما في ذلك AT&T وVerizon، ومنح المتسللين إمكانية الوصول إلى المكالمات الهاتفية لحملتي ترامب وهاريس العام الماضي، إضافة إلى سجلات هواتف أكثر من مليون أمريكي.

وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي، الشهر الماضي، إن هذا قد يكون "أهم حملة تجسس إلكتروني في التاريخ".

ولعل التهديد الأكبر، المعروف باسم مجموعة Volt Typhoon، يتألف من قراصنة يخترقون البنية الأساسية خلسة، بما في ذلك مرافق الطاقة والاتصالات والمياه.

وفي انحراف واضح عن حملات القرصنة الصينية المزعومة الأخرى، التي تبدو مصممة عمومًا لجمع المعلومات الاستخباراتية، يقول المسؤولون الأمريكيون إن هذه المجموعة تستعد مسبقًا في حالة نشوب صراع عسكري -خاصة إذا غزت الصين جزيرة تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي- لإحداث فوضى عارمة وإعاقة الولايات المتحدة عن تنفيذ استجابة كاملة وفورية.

وبينما نفت الصين وقوفها وراء حملات الاختراق الثلاث، قال مسؤولون في البيت الأبيض إن عمليات الاختراق هذه يجب اعتبارها عمليات دائمة.

جهد مستدام

مع استعداد إدارة بايدن لمغادرة البيت الأبيض، هناك مؤشرات على أن الحكومة الأمريكية تدرك أنها لم تفعل ما يكفي لوقف القراصنة المزعومين المدعومين من الصين.

وفي أحد أعماله الرسمية الأخيرة كرئيس، الخميس الماضي، وقّع جو بايدن على أمر تنفيذي يعالج إلى حد كبير مشكلات الأمن السيبراني، بما في ذلك منح وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية المزيد من الصلاحيات لمراقبة الشبكات الفيدرالية بحثًا عن المتسللين.

وبحسب مذكرة نشرتها، في 6 يناير، منظمة مكافحة الإرهاب في جنوب نيفادا -وهي واحدة من عشرات المراكز المشتركة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة التي تتقاسم معلومات إنفاذ القانون والاستخبارات- تلقى أعضاء مجلس الشيوخ إحاطات متعددة بشأن قضية Salt Typhoon الشهر الماضي.

وحسب تقرير شبكة NBC News، في واحدة على الأقل من تلك الإحاطات، أخبر خبراء أعضاء مجلس الشيوخ أن مواجهة الصين تتطلب تقوية شبكات الهاتف الأمريكية -وهو استثمار ضخم- والبدء في "جهد مستدام ومباشر وأكثر قوة لإحباط التجسس الصيني".

واقترح أحد الخبراء أن تخلق الولايات المتحدة "تهديدًا موثوقًا به بالانتقام المؤلم" لمثل هذه الحملات.

حالة دفاع

خلال فترة ولايته الأولى، أقال ترامب مسؤول الأمن السيبراني في الحكومة الفيدرالية، وهي الخطوة التي أثارت انتقادات شديدة من الديمقراطيين.

وعلى الرغم من المشكلات المتصاعدة بشكل حاد، التي تؤثر على المواطنين والحكومة، أشاد خبراء بسياسات إدارة بايدن السيبرانية.

وهذه المرة، قال فريق ترامب القادم إنه يخطط لأن يكون أكثر عدوانية ومواجهة للصين، حيث نقل التقرير عن بريان هيوز، المتحدث باسم فريق ترامب-فانس الانتقالي "لقد كانت بلادنا لفترة طويلة في حالة دفاع عندما يتعلق الأمر بالهجمات الإلكترونية".

وقال هيوز: "إن إدارة ترامب ملتزمة بفرض تكاليف على الجهات التي تستمر في سرقة بياناتنا ومهاجمة بنيتنا التحتية".

أيضًا، الشهر الماضي قال النائب مايكل والتز، الذي اختاره ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي، لشبكة CBS إن الإدارة وأكد: "نحن بحاجة إلى البدء في الهجوم وفرض تكاليف وعواقب أعلى على الجهات الفاعلة -الخاصة والحكومية- التي تستمر في سرقة بياناتنا، التي تستمر في التجسس علينا، والأسوأ من ذلك، التي تضع حرفيًا قنابل إلكترونية موقوتة في بنيتنا التحتية".

بينما أغلب العمليات التي تقوم بها وكالة الأمن السيبرانية الأمريكية، بما في ذلك تعطيل عمليات القرصنة الصينية، سرية، ما يجعل من المستحيل الحكم بشكل كامل على مدى فعاليتها. لكن ليس من الواضح أن هذا يشكّل خطة فعّالة طويلة الأجل، كما قال براندون ويلز، المدير التنفيذي لوكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية خلال إدارة ترامب الأولى.

وأضاف: "أن العمليات السيبرانية الهجومية يمكن أن تعقد تخطيط الخصم وتعطل البنية التحتية التشغيلية، لكننا رأينا كل من الدول والمنظمات الإجرامية تعيد تشكيل هذه البنية التحتية بسرعة نسبية".