الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

جهود كبيرة و3 مراحل.. تفاصيل "الصفحة الأخيرة" في أيام الحرب على غزة

  • مشاركة :
post-title
أب فلسطيني يسير مع طفله وسط ركام المباني في غزة

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تمكنت جهود الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، من التوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وينهي معاناة الشعب الفلسطيني ويبدأ معه عملية إعادة الإعمار وعودة النازحين لمنازلهم، وإنهاء قضية المحتجزين.

ومنذ أكثر من عام و3 أشهر شهد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخه، حيث قتل الاحتلال الإسرائيلي خلال تلك الفترة ما يزيد على 45 ألف شهيد أكثرهم نساء وأطفال، و110 آلاف جريح آخرين، وتعرضت البنية التحتية للدمار الهائل ما أدى لنزوح 95% من السكان ومحو الاحتلال لمجتمعات بأكملها.

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني
صفقة على 3 مراحل

ووفقًا لنص بيان الوسطاء، فإن صفقة وقف إطلاق النار التي تمت الموافقة عليها ستدخل حيز التنفيذ يوم 19 يناير، تشمل 3 مراحل، وتستمر المرحلة الأولى منها 42 يومًا.

وقبل أيام كانت الصفقة تمر بمنعطفات خطيرة وعراقيل، كشفت عنها وسائل الإعلام العبرية، من جانب رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي وأعضاء حكومته من اليمين المتشدد الذين وقفت مصالحهم السياسية أمام مصلحة المحتجزين الإسرائيليين.

حرية الحركة وانسحاب الاحتلال وإدخال المساعدات في المرحلة الأولى
انسحاب وإدخال مساعدات

 وبحسب مصدر مصري مطلع، فإن إصرار وضغط الوسطاء،خلال الأيام الماضية على الطرفين، كان بهدف إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، وإتاحة الحركة بحرية بجميع مناطق القطاع وإدخال أكبر قدر من المساعدات.

وتشمل المرحلة الأولى، من الاتفاق، وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي شرقًا على طول حدود غزة بعيدًا عن المناطق المأهولة بالسكان، كما تتضمن إفراج حماس عن 33 محتجزًا بينهم نساء وأطفال وشيوخ ومدنيون جرحى ومرضى.

وفي المقابل، تلتزم دولة الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وعودة النازحين إلى منازلهم، وتسهيل سفر الجرحى والمرضى لتلقي العلاج.

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي
التزام مصري

وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن مصر ستظل دائمًا مدافعة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ووفية لعهدها وداعمة للسلام العادل ومشاركة في تحقيقه، مشيرًا إلى أن الاتفاق جاء بعد جهود الوساطة المضنية من جانب مصر وقطر وأمريكا على مدار أكثر من عام.

وشدّد الرئيس السيسي، في تعقيبه على البيان المشترك لوقف إطلاق النار في غزة، على أن هذا الاتفاق يتطلب معه الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، من أجل مواجهة الوضع الكارثي الراهن بدون أي عراقيل.

وستسمح المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وفقًا لرئيس الوزراء القطري، بإدخال الوقود ومعدات الدفاع المدني، إضافة إلى الاحتياجات الأساسية للنازحين الذين فقدوا منازلهم نتيجة الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.

الرئيس الأمريكي جو بايدن وبجواره وزيرة خارجيته بلنكين ونائبته كامالا هاريس
بايدن راضٍ

ومن المنتظر أن تتضمن المرحلة الأولى أيضًا زيادة تدفق المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة، إضافة إلى إعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز.

من جانبه أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن فخره بأن المرحلة الأولى من الصفقة ستشمل الأمريكيين المحتجزين في القطاع، مشيرًا إلى أن مراحل الاتفاق هي في الأساس ما تضمنته خطته التي طرحها في مايو الماضي.

ويرى بايدن أن الطريق إلى الصفقة لم يكن سهلًا، واستمر أشهر صعبة من الدبلوماسية الأمريكية، مؤكدًا في كلمته عقب البيان المشترك، أن هذا الاتفاق كان واحدًا من أصعب المفاوضات التي مر بها على الإطلاق خلال مسيرته الدبلوماسية.

إعادة إعمار غزة

وعبّر بايدن عن رضاه عن الصفقة التي ستنهي معاناة الأبرياء، حيث مر الشعب الفلسطيني بجحيم وتدمرت بيئته، وبموجب هذه الصفقة سيتعافى أهالي غزة وستبدأ مرحلة إعادة البناء والتطلع إلى مستقبل، مشيرًا إلى أن خطة إعادة إعمار غزة الكبرى ستبدأ في المرحلة الثالثة.

وحول تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار، من المفترض أن يتم الانتهاء منها أثناء تنفيذ المرحلة الأولى، ويأمل الوسطاء أن تكون هذه الصفقة هي الصفحة الأخيرة في أيام الحرب، مطالبين بضرورة التزام الطرفين بتنفيذ المراحل الثلاث من الاتفاق" من أجل "منع إراقة دماء المدنيين".