الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قبل الانتخابات.. شولتس يواجه انتقادات أنصاره بسبب أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
المستشار الألماني أولاف شولتس - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

لم تهدأ وتيرة الانتقادات الموجهة إلى المستشار الألماني أولاف شولتس، قبل أقل من شهر على الانتخابات المبكرة، إثر انهيار الحكومة وحل البرلمان، غير أن الانتقادات جاءت هذه المرة من داخل حزبه، بعد أن اتهم سياسيو الحزب الاشتراكي الديمقراطي شولتس بمنع المساعدات لأوكرانيا، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.

وتعد الحرب الروسية الأوكرانية، أهم الأوراق الانتخابية في يد كل من المستشار الألماني أولاف شولتس، ومنافسه المباشر فريدريش ميرز، إذ سبق للاثنين زيارة كييف قبل نحو شهر، في رسالة تأكيد على وقوف ألمانيا إلى جانب أوكرانيا في الحرب التي تدخل عامها الثالث.

جر ألمانيا للحرب

ولكن قبل أسابيع قليلة فقط من الانتخابات الفيدرالية، لم يعد شولتس مستشارًا لألمانيا فحسب، بل أصبح أيضًا المرشح الأعلى للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يتعين عليه أن يناضل من أجل كل صوت لصالح الديمقراطيين الاشتراكيين.

ويبدو السأم من الحرب واضحًا بين أنصار الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ونظرًا لحالة الميزانية المتوترة والمشكلات الاقتصادية، لم يعد هناك استعداد كبير لاستثمار مليارات اليورو في شحنات الأسلحة.

وقال شولتس: "إن المواطنين يمكن أن يعتمدوا عليه ليظل حذرًا، ورغم دعمه لأوكرانيا، فإنه سيضمن ألا تنجر ألمانيا إلى هذه الحرب، وأن دعم أوكرانيا لا ينبغي أن يأتي على حساب الشعب الألماني".

انتقادات داخلية

وانتقد العديد من السياسيين في الحزب الاشتراكي الديمقراطي رفض المستشار أولاف شولتس، تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا بمبلغ 3 مليارات يورو لتسليم الأسلحة قبل الانتخابات الفيدرالية.

وقال سياسي الميزانية والدفاع في الحزب الديمقراطي الاشتراكي أندرياس شوارتز: "إذا كانت هناك أغلبية بين القوى الديمقراطية في البرلمان تؤيد حزمة مساعدات إضافية لأوكرانيا، فيجب أن نقرر هذا قبل الانتخابات الفيدرالية، فالحروب لا تعتمد على الانتخابات".

وقال كريستيان كلينك، السياسي الدفاعي من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إن الجمع بين الدعم لأوكرانيا والدبلوماسية هو وحده الذي يمكن أن يجعل وقف إطلاق النار المستقر أقرب.

وأوصى بإخراج حزمة المساعدات سواء حدث ذلك من خلال نفقات غير مجدولة من الميزانية الفيدرالية أو من خلال استخدام القرض الذي قدمته دول مجموعة السبع.

وتعقيبًا على ذلك قال شولتس: "أنا ضد حقيقة أن نحصل على هذا التمويل من معاشات التقاعد، وأن نفعل ذلك من خلال التخفيضات في البلديات، أو أن نستثمر أموالًا أقل في السكك الحديدية والطرق".

أزمة الميزانية

دعت مسودة الميزانية الأخيرة التي قدمها تحالف إشارة المرور قبل فشلها إلى خفض المساعدات المقدمة لأوكرانيا إلى النصف هذا العام، لتصل 4 مليارات يورو، ومن المقرر منع الإفراج عن مبلغ إضافي قدره 3 مليارات يورو للذخيرة والدفاع الجوي.

لم يتم إقرار الميزانية الفيدرالية لعام 2025 بعد، بسبب انهيار حكومة إشارة المرور المكونة من الديمقراطيين الاشتراكيين والخضر والحزب الديمقراطي الحر.

على الرغم من عدم وجود ميزانية للعام الحالي، يبقى الجدل الدائر حول تسليم أسلحة تبلغ قيمتها 3 مليارات يورو، التي تهدف في المقام الأول إلى خدمة الدفاع الجوي لأوكرانيا.

وقال روبرت هابيك، وزير الاقتصاد ومرشح حزب الخضر لمنصب المستشار: "ميزانية 2025 ليست موجودة، لذا فإن النقاش حول مصدر الأموال لها ما يبرره".

وسيكون إعداد موازنة العام الحالي من أولى مهام الحكومة الجديدة، وقال المستشار: "إن أي شخص يدعو الآن للحصول على مساعدات أسلحة جديدة يجب أن يقول أيضًا من أين تأتي الأموال".

بيستوريوس في كييف

وسرعان ما توجه وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، إلى كييف، في زيارة غير معلنة، شدد فيها على أن ألمانيا تواصل وقوفها إلى جانب أوكرانيا.

قبل أسبوع من تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، أراد أن يرسل إشارة دعم أخرى بزيارته إلى كييف، في ظل مخاوف أوكرانيا من أن يقوم ترامب بتخفيض المساعدات الأمريكية بشكل كبير، وهذا يعني أن الأوروبيين سيضطرون إلى زيادة دعمهم بسرعة.

صواريخ كروز الألمانية

في الوقت الذي أعربت أوكرانيا عن حاجتها الماسة للأسلحة، في ظل التفوق الروسي، مع دخول الحرب عامها الثالث، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، رفضه القاطع لتسليم كييف صواريخ "توروس" بعيدة المدى، خوفًا من جر بلاده إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.

ورفض المستشار أولاف شولتس، بشكل واضح تسليم صواريخ كروز من طراز توروس إلى أوكرانيا، مشيرًا إلى خطر تورط ألمانيا في الحرب.

وقال المستشار الألماني: "سنمنع الحرب التي بدأتها روسيا ضد أوكرانيا من التصعيد إلى حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، ومن الواضح جدًا أنه لن يكون هناك جنود ألمان على الأراضي الأوكرانية، ولا يوجد أي تدخل لبلادنا والهياكل العسكرية لبلادنا في هذه الحرب، وهذه مسؤولية تقع على عاتق الحكومة وعليّ كمستشار تجاه المواطنين".

ألمانيا أكبر داعم أوروبي

وتعد الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر داعم لأوكرانيا في حرب أوكرانيا، ويقاس من حيث الدعم الثنائي المقدم في الفترة ما بين 24 يناير 2022 و31 أغسطس 2024، بحسب موقع "ستاتيستا".

وقدّمت الولايات المتحدة حتى الآن نحو 100 مليار يورو من الدعم الثنائي، منها نحو 65.6 مليار يورو على شكل دعم عسكري، و31.6 مليار يورو على شكل دعم مالي ونحو 2.9 مليار يورو على شكل مساعدات إنسانية.

وتأتي ألمانيا في المرتبة التالية بنحو 23 مليار يورو، على الرغم من أن مشاركة ألمانيا في مساعدات الاتحاد الأوروبي لم تؤخذ في الاعتبار بعد، ومع الأخذ في الاعتبار مساهمات الاتحاد الأوروبي، بلغ إجمالي الدعم الألماني لأوكرانيا نحو 41 مليار يورو، وقدّم الاتحاد الأوروبي باعتباره اتحادًا من الدول حتى الآن دعمًا بقيمة نحو 79.8 مليار يورو.