في ثمانينيات القرن العشرين، قرر جو بن بيفيرت الرئيس التنفيذي لشركة" Joby Aviation"، تحقيق حلم طفولته المتعلق بتحويل السيارات إلى طائرات أجرة يمكن أن تنقله إلى وجهته في غضون دقائق.
قصة "بيفيرت" تحولت إلى حلم يتحقق، إذ أطلق نسخة حديثة من "الأخوين رايت"، وهي فئة جديدة من الطائرات التي تعمل بالطاقة الكهربائية تتنافس لتصبح سيارات أجرة في السماء.
وتنطلق الطائرة المعروفة باسم "مركبة الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية، أو EVTOL" عن الأرض مثل المروحية، قبل أن تطير بسرعات تصل إلى 200 ميل في الساعة "322 كيلومترًا في الساعة"، بمدى يبلغ نحو 100 ميل (161 كيلومترًا).
وتفعل الطائرات المبتكرة ذلك دون ملء الهواء بالضوضاء المفرطة التي تسببها المروحيات التي تعمل بالوقود والطائرات الصغيرة.
وقال بيفيرت (51 عامًا)، لوكالة "أسوشيتد برس"، قبل إقلاع طائرة أجرة تابعة لشركة "جوبي" في رحلة تجريبية بمارينا بولاية كاليفورنيا، التي تقع على بعد نحو 40 ميلًا جنوبي المكان الذي نشأ فيه في الجبال: "نحن على بعد خطوات قليلة من خط النهاية.. نريد تحويل الرحلات التي تستغرق الآن ساعة أو ساعتين إلى رحلات تستغرق 5 دقائق".
شركة أرتشر للطيران، المتخصصة في تطوير وتصنيع الطائرات الكهربائية، اختبرت طائراتها العمودية فوق الأراضي الزراعية في ساليناس بولاية كاليفورنيا، حيث شُوهد نموذج أولي يسمى "منتصف الليل" وهو ينزلق فوق جرار يحرث الحقول في نوفمبر الماضي.
وتشكل الاختبارات جزءًا من الرحلة التي تقوم بها شركة "Joby Aviation" وشركات طموح أخرى جمعت بشكل جماعي مليارات الدولارات لتحويل السيارات الطائرة إلى أكثر من مجرد مفاهيم خيالية اشتهرت في سلسلة الرسوم المتحركة في الستينيات من القرن العشرين.
كما تتصدر شركتا أرتشر للطيران وويسك أيرو المجاورة، اللتان تربطهما علاقات بشركة بوينج العملاقة في مجال الطيران والفضاء، والمؤسس المشارك لشركة جوجل لاري بيج، السباق نحو طرح سيارات الأجرة الجوية في سوق الولايات المتحدة.
وشكَّلت شركة جوبي بالفعل شراكة لربط سيارات الأجرة الجوية الخاصة بها بركاب شركة "دلتا إيرلاينز"، في حين أبرمت شركة أرتشر للطيران صفقة لبيع ما يصل إلى 200 طائرة من طائراتها لشركة "يونايتد إيرلاينز".
وحققت سيارات الأجرة الطائرة تقدمًا تنظيميًا كافيًا مع إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية، ما أدى إلى إنشاء فئة جديدة من الطائرات تسمى "الطائرات ذات الرفع الآلي"، وهي خطوة لم تتخذها الوكالة منذ تقديم الطائرات المروحية للاستخدام المدني في الأربعينيات.
ولكن هناك المزيد من العقبات التنظيمية التي يتعين التغلب عليها قبل السماح لسيارات الأجرة الجوية بنقل الركاب في الولايات المتحدة، ما يجعل دبي المكان الأكثر احتمالًا لتسيير رحلات تجارية لسيارات الأجرة الكهربائية العمودية ربما بحلول نهاية هذا العام.
وتتنافس الصين أيضًا على جعل السيارات الطائرة حقيقة واقعة، وهو المسعى الذي أثار اهتمام الرئيس المنتخب دونالد ترامب بجعل هذه المركبات أولوية لإدارته القادمة، خلال السنوات الأربع المقبلة.
وإذا تحققت طموحات رواد الطيران العمودي الكهربائي في الولايات المتحدة، فسوف يتمكن الناس من ركوب سيارة أجرة جوية للوصول إلى المطارات التي تخدم نيويورك ولوس أنجلوس في غضون السنوات القليلة المقبلة.