تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم بالضفة الغربية ومخيمها منذ 10 ساعات، فيما دفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى المخيم، وانتشرت آلياتها ودورياتها الراجلة "المشاة"، على مداخله وبين أزقته، ونشرت القناصة داخل البنايات العالية في المخيم ومحيطه وضاحية ذنابة، وسط إطلاقها للأعيرة النارية بكثافة تجاه كل شيء متحرك.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أنَّ جرافات الاحتلال تعمل على تخريب للشوارع والبنية التحتية من شبكات المياه والكهرباء والإنترنت وسط المخيم وجهته الشمالية، -التي تقع في حارات "المدارس والخدمات والبلاونة ومربعة حنون وأبو الفول والعكاشة والمقاطعة- ما أدى إلى انقطاع تلك الخدمات عن أجزاء واسعة من المخيم.
واقتحم جنود الاحتلال العشرات من المنازل في الحارات المذكورة، وسط أعمال العربدة والتفتيش والتنكيل بالفلسطينيين واحتجازهم في غرفة واحدة وإخضاعهم للاستجواب، وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية وأماكن للقناصة، فيما أجبروا عددًا من المواطنين على إخلاء منازلهم.
كانت فلسطينية أصيبت بجروح، جراء اعتداء جيش الاحتلال عليها بالضرب في حارة الغانم، ونقلتها طواقم إسعاف جمعية الهلال الأحمر إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في المدينة.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال ضاحية عزبة الجراد شرقي المدينة، ودفعت بتعزيزات عسكرية إليها، بعد تسلل قوة خاصة من جيش الاحتلال إلى المنطقة.
نشر الفوضى والتدمير
من جهته، قال محافظ طولكرم عبد الله كميل، إنَّ اجتياح قوات الاحتلال لمخيم طولكرم، جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائمه، وله أهداف خبيثة مرتبطة بخطة الاحتلال المستمرة لنشر الفوضى والتدمير والتخريب، واستنزاف دائم لمقدرات السلطة الوطنية الفلسطينية، عبر تجريف البنية التحتية واستهداف المحال التجارية، والأملاك الخاصة والعامة، وخلق حالة من عدم الاستقرار.
وأضاف "كميل"، في تصريح صحفي: "ستبقى محافظة طولكرم صامدة، ومخيماتنا شاهدة على المأساة والنكبة، ولن نتركها وحدها، حيث يسعى الاحتلال لتفريغها من سكانها، من خلال تكرار هذه الاجتياحات والاقتحامات، والتي تستهدف عموم المواطنين وتحد من حركتهم وتنقلهم وتؤثر في مجمل الحياة العامة، والحالة الإنسانية والاقتصادية والأمنية، وغيرها من المجالات".