الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صواريخه تكفي لعامين.. إسرائيل تفشل في وقف الحوثي وتخشى "المواجهة الطويلة"

  • مشاركة :
post-title
صاروخ حوثي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

شن الحوثيون 13 هجومًا على إسرائيل في 10 أيام، ما يُؤشر على فشل الاحتلال في ردع الجماعة اليمنية، التي ترهن توقفها عن إطلاق الصواريخ على دولة الاحتلال، بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة>

ومنذ نوفمبر 2023، يشنّ الحوثيون هجمات على الداخل الإسرائيلي وسفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن؛ انطلاقًا من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، فيما يعتبرونه "دعمًا" للفلسطينيين في قطاع غزة؛ جراء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الإسرائيليون بحقهم منذ 7 أكتوبر 2023.

200 صاروخ حوثي

وحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أطلق الحوثيون حتى الآن ما يقرب من 200 صاروخ على إسرائيل، تم اعتراض معظمها قبل الوصول إلى هدفها، وأفلت أكثر من 20 صاروخًا من الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

ونسبت الصحيفة لوسائل إعلام إيرانية، أن الحوثيين نفذوا 13 هجومًا على إسرائيل خلال الأيام العشرة الماضية.

وأعلنت جماعة الحوثي، اليوم الثلاثاء، استهداف عدة مناطق استراتيجية في إسرائيل، من بينها مطار بن جوريون وإحدى محطات الكهرباء.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، اليوم الثلاثاء، إن "عناصر الحوثي نفذوا عمليتين عسكريتين، استهدفوا فيهما مطار بن جوريون ومحطة كهرباء".

وأكد "سريع" أن استهداف مطار بن جوريون في يافا المحتلة تم بصاروخ باليستي فرط صوتي، فيما تم استهداف محطة كهرباء جنوبي القدس المحتلة بصاروخ باليستي.

وأعلنت هيئة الإسعاف الإسرائيلي "نجمة داوود الحمراء"، اليوم الثلاثاء، إصابة عدد من الأشخاص جراء التدافع نحو الملاجئ بفعل إطلاق صاروخين من اليمن.

ويأتي إطلاق الصاروخ، مساء الاثنين، بعد سلسلة من الهجمات التي يشنها الحوثيون في اليمن، والتي أدت إلى إرسال ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ.

أعلنت الجماعة اليمنية، السبت الماضي، استهداف قاعدة نيفاتيم الجوية في منطقة النقب، بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع "فلسطين 2".

واعترضت دفاعات جيش الاحتلال صاروخًا باليستيًا، أطلقه الحوثيون في اليمن على دولة الاحتلال، فجر الجمعة الماضي، وذلك بعد ساعات من الهجوم الجوي الواسع الذي نفذته نحو 100 طائرة إسرائيلية، الخميس الماضي، واستهدفت مواقع في صنعاء والحديدة.

وفي الأشهر الماضية، ركز الحوثيون في هجماتهم الصاروخية وبالطائرات من دون طيار على منطقة وسط إسرائيل، وخاصة تل أبيب.

وتتسبب هذه الهجمات، وخاصة تلك التي تشن في ساعات الليل، بإرباك واسع لملايين الإسرائيليين الذين يضطرون إلى الهرولة إلى الملاجئ والغرف الآمنة.

والأربعاء الماضي، أعلنت جماعة الحوثي مهاجمة هدف عسكري لإسرائيل في منطقة يافا بصاروخ باليستي فرط صوتي، محققًا هدفه بنجاح. 

وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إصابة 9 إسرائيليين فجر الأربعاء، خلال تدافع نحو الملاجئ في تل أبيب، بعد إطلاق صاروخ من اليمن ادعى جيش الاحتلال اعتراضه.

والسبت قبل الماضي، قصف الحوثيون هدفًا عسكريًا في مدينة يافا بصاروخ فرط صوتي فشل الجيش الإسرائيلي في اعتراضه، ما أدى إلى إصابة 20 إسرائيليًا بجروح مختلفة، وفق هيئة الإسعاف الإسرائيلي.

كما أعلن الحوثيون، في بيان الاثنين الماضي، أنهم هاجموا بواسطة طائرتين مُسيرتين هدفين عسكريين في يافا وعسقلان وسط وجنوب إسرائيل.

والخميس الماضي، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مواقع في اليمن، بما في ذلك المطار الدولي في العاصمة صنعاء، ردًا على الهجمات التي نفذها الحوثيون.

واستبعد قادة في جيش الاحتلال توقف الحوثيين في اليمن عن مهاجمة إسرائيل، وأنّ العمليات ضد الجماعة ستستغرق فترة أطول مما تصوروه من قبل، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

مخاوف المواجهة الطويلة

ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، تقريرًا للقناة 12 الإخبارية، حذّر من أن الحملة الإسرائيلية طويلة الأمد ضد الحوثيين، قد تكون لها عواقب مُحتملة، مثل تعطيل الرحلات الجوية الدولية في مطار بن جوريون، وزيادة عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها من اليمن على إسرائيل.

وذكر التقرير أن إسرائيل قررت البدء في جمع المزيد من المعلومات الاستخباراتية، وتنفيذ المزيد من الضربات على الحوثيين، ما يشير إلى بدء حملة أوسع.

وأشارت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أول أمس الأحد، إلى أن وزارة دفاع الاحتلال تدرس إمكانية فرض حصار بحري على اليمنيين، في إشارة إلى تشديد الحصار على ميناء الحديدة الذي يُعد الشريان الاقتصادي الرئيسي لملايين اليمنيين، وذلك من خلال منع وصول سفن إمدادات الغذاء والدواء.

وأشار موقع مجلة "إيبوك" الإسرائيلي، الأحد أيضًا، إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية لم تنجح في وقف الصواريخ والطائرات بدون طيار التي يطلقها اليمنيون، ومن المرجح ألا تنجح الهجمات الأخرى في وقفها أيضًا.

ونقل الموقع عن مسؤولين أمنيين في إسرائيل قولهم: "إن المعلومات الاستخباراتية المستمدة من أقمار التجسس والتنصت ليست كافية لإنشاء "بنك أهداف" ويجري بذل جهود في هذا الشأن، لكن من المتوقع أن يستغرق الأمر بعض الوقت لإعطاء نتائج".

صواريخ تكفي عامين

وحذّر رئيس مجلس "الأمن القومي" الإسرائيلي سابقًا، جيورا أيلاند، من أن الحوثيين يمتلكون صواريخ تكفي لمدة عامين، موضحًا أن التحدّي الذي تواجهه إسرائيل ضد اليمن لا يقتصر على المسافة، بحيث تتمثل المشكلة الرئيسة في افتقار المعلومات الاستخباراتية.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن التقديرات في كيان الاحتلال تُشير إلى امتلاك الحوثيين مخزونًا من الصواريخ يكفيهم لأشهر طويلة، مضيفةً أن وتيرة القصف من اليمن من المتوقع أن تتصاعد.

ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، عن مصدر أمني إسرائيلي، أن الحوثيين "يمثلون تحديًا لم نواجهه من قبل، ولم نكن نعرف كيفية التعامل معه".

ووفقًا للصحيفة، فإن أسباب التعقيد في مواجهة الحوثيين، تكمن في وجودهم على بُعد آلاف الكيلومترات عن إسرائيل، وانتشارهم على مساحات شاسعة، معظمها غير محدد على الخريطة، وأقرت الصحيفة بصعوبة كسر الحوثيين وهزيمتهم.

ويشير المحلل العسكري في موقع "واي. نت" الإسرائيلي رون بن يشاي، إلى أن "الحوثيين لا يُردعون، رغم الأضرار الاقتصادية"؛ نتيجة الهجمات الإسرائيلية. 

وأضاف "فقط الضربة الحاسمة لقيادة الحوثيين وأسلحتهم، على غرار استراتيجية إسرائيل ضد حزب الله، يمكن أن تغير موقفهم".

المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يوسي يهوشع، أشار إلى عدم ارتداع الحوثيين بالهجمات الإسرائيلية. وقال: "لم تؤدّ الضربات الجوية في اليمن إلّا إلى تشجيع الحوثيين على مواصلة الهجوم".