حذر قادة جيش الاحتلال من أن بقاء القوات الإسرائيلية في الأراضي السورية التي توغلت فيها بعد سقوط نظام بشار الأسد، لفترة طويلة من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد المقاومة ضد الاحتلال، وفق ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن قادة جيش الاحتلال، أن البيئة العملياتية تفتقر إلى الأهداف الواضحة، حيث يتمركز جنود الاحتلال في مواقع ثابتة على بعد 18 إلى 20 كيلومترًا من الحدود.
وقال ضابط كبير في جيش الاحتلال الإسرائيلي في القيادة الشمالية: "إنها مسألة وقت فقط قبل أن نواجه نيرانًا مفاجئة مضادة للدبابات أو قذائف الهاون".
وأضاف أن "القوات تشعر بالإحباط من مهمة لا تتضمن عدوًا مرئيًا أو عمليات ذات معنى، خاصة بعد الانتقال من القتال المكثف ضد حزب الله في لبنان وحماس في غزة".
وبعد سقوط نظام الأسد، شنَّت قوات الاحتلال مئات الغارات الجوية، التي استهدفت تدمير قدرات الجيش السوري، تزامنًا مع اقتحام قوات الاحتلال المنطقة منزوعة السلاح التي أُقيمت داخل الأراضي السورية بعد حرب عام 1973، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن قوات الاحتلال ستبقى فوق جبل الشيخ طوال فترة الشتاء على الأقل.
ووافقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، على خطة لتوسيع المستوطنات في مرتفعات الجولان التي تحتلها، وذكر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، في بيانٍ: "إن تعزيز الجولان تعزيز لدولة إسرائيل، وهو أمر مهم بشكل خاص في هذا الوقت، وسنواصل التمسك به، والعمل على ازدهاره، والاستيطان فيه".
والأربعاء الماضي، أعلن التلفزيون السوري، أن جيش الإحتلال بدأ يتوغل في أطراف بلدة سويسة بريف القنيطرة، جنوب غربي سوريا.
كما أوضحت مصادر أن جرافات وآليات إسرائيلية دخلت إلى منطقة سد المنطرة في محافظة القنيطرة، وثبتت قوات الاحتلال نقاط عسكرية ورفعت سواتر ترابية حول السد.
وأفادت تقارير بتوغل جيش الاحتلال بعمق نحو 7 كيلومترات من المنطقة العازلة، كما أبلغت الأهالي في قريتي أم العظام والعدنانية بأوقات محددة للدخول والخروج.
وواجهت قوات الاحتلال التي توغلت بالدبابات في القرى بالمنطقة العازلة، احتجاجات من سكان المنطقة. وبالقرب من القنيطرة، أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار على المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة شخص واحد على الأقل.
ويزعم جيش الإحتلال أن قواته شعرت بالتهديد، وشدد على الجهود الرامية إلى خفض التصعيد، بهدف التعامل بشكل إيجابي مع 70 ألف سوري يعيشون في المنطقة.
وحسب "يديعوت أحرونوت"، رصدت الاستخبارات الإسرائيلية إشارات مبكرة تفيد بأن جماعات مسلحة من جنوب سوريا، بما في ذلك بالقرب من درعا، تفكر في التحرك نحو الجولان المحتل.
ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم لم يتم رصد أي خلايا مسلحة بالقرب من مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن القادة يخشون من استغلال الجماعات المسلحة للوضع.
وركز جيش الاحتلال على نزع سلاح المجتمعات المحلية، وجمع مئات الأسلحة التي خلفتها قوات الجيش السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد. ومع ذلك، لا تزال المقاومة مستمرة في مناطق مثل جباتا الخشب، حيث أصدر جيش الاحتلال إنذارًا نهائيًا للسكان بتسليم الأسلحة أو مواجهة عمل عسكري، وفق "يديعوت أحرونوت".
وقالت الصحيفة إن جيش الاحتلال قرر إرسال لواءين نظاميين إلى الجولان السوري، بهدف منع الجماعات المسلحة من ترسيخ موطئ قدم لها على طول الحدود. وأضافت أن قوات الإحتلال الإسرائيلية عززت تواجدها في جنوب سوريا، بما في ذلك قرية حضر بالقرب من جبل الشيخ، وسط التهديدات من جانب الجماعات السلفية.