يحلُّ الشتاء الثاني على أهالي قطاع غزة، وهم مشردون في الخيام ومراكز الإيواء وتحت التحليق المُكثف لمسيّرات وطائرات الاحتلال الإسرائيلي على مدار الساعة. أفراد العائلات الفلسطينية ينصبون الخيام في العراء، ويجلسون في البرد القارس في محاولة منهم للصمود.
وعلى مدار الأيام الماضية، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي من استهداف المستشفيات شمالي قطاع غزة، ولا سيما مستشفى كمال عدوان الذي جرى اقتحامه، أمس، وإحراقه بعد مُحاصرته وإخراج 350 شخصًا من بينهم 75 مُصابًا ومريضًا و180 من الكادر الطبي تحت تهديد السلاح.
وقال الدفاع المدني في غزة، اليوم الأحد، إن الخيام التي تؤوي النازحين الفلسطينيين تتعرض إلى أضرار جسيمة، خصوصًا في ظل البرد القارس وتدفق مياه الأمطار بداخلها؛ ما أدى إلى تضرر وإتلاف أمتعتهم.
لا ملاذ آمنًا
وفي هذا السياق، قال رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، الدكتور صلاح عبدالعاطي، إنَّ سكان قطاع غزة طوال 15 شهرًا على التوالي يتعرضون لجريمة إبادة جماعية تُعد الأبشع في التاريخ الإنساني.
وأوضح "عبدالعاطي" في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، اليوم الأحد، أنَّ حكومة الاحتلال تُعرقل جهود الوسطاء؛ لأن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، وضع الحرب هدفًا، واستخدم المفاوضات لإطالة أمد الحرب والبقاء في السلطة، وظهر ذلك تدريجيًا من خلال استمرار جيش الاحتلال في تطبيق خطة الجنرالات في شمال قطاع غزة.
وذكر أنَّ إسرائيل تمكنت من السيطرة على 40% من مساحة قطاع غزة، في إطار الضغط على السكان المدنيين ودفعهم للإقامة على 10% فقط من مساحة القطاع تحت مسمى وهمي "المناطق الآمنة"، لكنها تعتبر مصائد إسرائيلية للتخلص من الفلسطينيين، وظهر ذلك من خلال استهداف خيام النازحين بشكل يومي.
تدمير القطاع الصحي
وفيما يتعلق بالنزوح المُتكرر للفلسطينيين، أكد رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، أنَّ أهالي قطاع غزة سئموا من عمليات النزوح المُتكرر؛ لذا أصبح الأمر اليوم داخل الخيام في مناطق المواصي ودير البلح والنصيرات -والتي تضم ما يقارب 700 إلى 800 ألف فلسطيني- كارثيًا، خصوصًا في ظل انهيار القطاع الصحي وشح الأدوية وانتشار الأمراض الموسمية بفصل الشتاء، مما يعرض العديد من المرضى إلى الوفاة.
وحسب "عبدالعاطي"، فإن الاحتلال يسير بخطوات مدروسة، وما يدلل على ذلك ما يجري الآن من تدمير جميع القطاعات الخدمية والإنسانية، وتماشيًا مع ذلك جرى تخريب 80 مركزًا صحيًا، فضلًا عن إخراج 34 مستشفى عن الخدمة، وأخيرًا إحراق مستشفى كمال عدوان والتنكيل بالأطباء والمرضى.