الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تنتج المسيرات محليا.. روسيا تكثف حربها الجوية في أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
روسيا تنتج المسيرات محليا

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

على مدى الأشهر الستة الماضية، زادت هجمات الطائرات بدون طيار الروسية من حوالي 400 في مايو إلى أكثر من 2400 في نوفمبر، وما لا يقل عن 1700 ضربة حتى الآن في ديسمبر، وفقًا لإحصاء شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، للبيانات الصادرة عن القوات المسلحة الأوكرانية. وأرجعت الشبكة الأمريكية، السبب وراء تزايد الهجمات الروسية بالمسيرات في الحرب بأوكرانيا، إلى توسع مصنع سري يغذي حرب الطائرات بدون طيار التي تشنها موسكو.

ووفق تحليل الشبكة لحسابات وسائل التواصل الاجتماعي المرتبطة والتقييمات التي أجرتها مصادر استخبارات الدفاع الأوكرانية، قام المصنع الواقع في المنطقة الاقتصادية الخاصة ألابوجا، في منطقة تتارستان الجنوبية في روسيا، بتوسيع إنتاجه من الطائرات بدون طيار المصممة من قبل إيران للهجوم والمراقبة بشكل كبير، باستخدام مجموعة من المكونات الصينية، وتجنيد قوة عاملة شابة ومنخفضة المهارة من المراهقين الروس.

وقال المصدران اللذان تحدثا إلى الشبكة، إن المصنع ينتج الآن أيضا آلاف الطائرات بدون طيار "الوهمية"، المصممة لاستنزاف الدفاعات الأوكرانية. وتظهر صور الأقمار الصناعية التي حللتها الشبكة والخبراء، أنه تم تشييد مبنيين إضافيين في الموقع، وتم تعزيز الإجراءات الأمنية.

واستنادًا لوثائق مسربة قدمتها مجموعة الاستخبارات الإلكترونية الأوكرانية لسي إن إن، بدأت روسيا في استيراد الطائرات بدون طيار من طراز شاهد من إيران، بعد الشروع في العمليات العسكرية في أوكرانيا في فبراير 2022، وبحلول أوائل عام 2023، وقعت موسكو وطهران صفقة بقيمة 1.75 مليار دولار لروسيا لتصنيع الطائرات بدون طيار محليا.

كانت المنطقة الاقتصادية الخاصة في ألابوجا، التي تقع على بعد نحو 600 ميل شرق موسكو، قد أنشئت في الأصل في عام 2006 لجذب الشركات الغربية من خلال إعفاءات ضريبية سخية. ولكن بعد بدء الحرب، غادرها العديد من المستأجرين الرئيسيين. وتظهر صور الأقمار الصناعية أن جزءا من الموقع توسع بشكل كبير منذ تحوله إلى الإنتاج العسكري، وفق سي إن إن.

وأصبحت ألابوجا الآن المصنع الرئيسي لإنتاج طائرة بدون طيار "شاهد-136" - أو "جيران-2"، كما تشير إليها روسيا - باتفاقية لإنتاج 6000 وحدة بحلول سبتمبر 2025، وفقًا للوثائق المسربة.

وذكرت "سي إن إن"، إن مصنع ألابوجا أنتج 2738 طائرة بدون طيار من طراز شاهد في عام 2023، وضاعف هذا العدد بأكثر من الضعف في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، حيث أنتج 5760 طائرة بين يناير وسبتمبر، وفقًا لمصادر استخبارات الدفاع الأوكرانية.

ويعتقد معهد العلوم والأمن الدولي، ومقره واشنطن، والذي يتتبع ألابوجا منذ عام 2022، أن الطائرات بدون طيار البالغ عددها 6 آلاف تم تصنيعها قبل عام من الموعد المحدد.

وقال ديفيد أولبرايت، مفتش الأسلحة السابق في الأمم المتحدة والذي أسس المعهد: "إنهم يتحركون بسرعة ويمكنك رؤية ذلك في جميع صناعات الإنتاج العسكري في روسيا. إنهم لا يصنعون الأشياء ذات التقنية العالية بأنفسهم، بل يستوردون ما يحتاجون إليه للقيام بذلك، ولكنهم قادرون على تعزيز إنتاج الأشياء التي يسهل صنعها، والطائرات بدون طيار ليست صعبة بشكل أساسي".

وبالإضافة إلى مسيرات "شاهد"، يبدو أن مصنع "ألابوجا" يصنع طائرات بدون طيار منخفضة التقنية منذ الصيف، وفقًا لما ذكرته مصادر في الاستخبارات الدفاعية الأوكرانية لسي إن إن. وتُعرف الطائرات بدون طيار الوهمية باسم "جيربيرا"، وهي مصنوعة من الخشب الرقائقي والرغوة وتحاكي الشكل المثلث المميز لطائرات "شاهد".

وقال صامويل بينديت، المستشار في منظمة "سي إن إيه" البحثية غير الربحية ومقرها فيرجينيا: "اكتشف الجيش الروسي بسرعة نسبية أن الدفاعات الجوية الأوكرانية قادرة تماما على إسقاط غالبية طائرات شاهد"، مضيفًا أن "روسيا بحاجة إلى سلاح ونظام يمكنه في الأساس تقديم العديد من الأهداف الزائفة للمدافعين الأوكرانيين".

وتستهدف روسيا إنتاج نحو 10 آلاف طائرة بدون طيار من طراز "جيربيرا" بحلول نهاية عام 2024، وهو ما يقرب من ضعف عدد طائرات "شاهد"، وفقا لمصادر استخبارات الدفاع الأوكرانية. ومن المرجح أن تكون التكلفة عاملًا رئيسيًا في دفع هذه الاستراتيجية، نظرا لأن تكلفة إنتاج مسيرة "جيربيرا" واحدة تقدر بنحو 10 مرات أقل من تكلفة إنتاج مسيرة شاهد، وفقا للمصادر.

ومن المستحيل التمييز بين الطائرات بدون طيار الحقيقية والطائرات الوهمية على الرادار، ويقدر أنه إذا أطلقت روسيا 150 طائرة بدون طيار في ليلة واحدة، فلن يكون هناك سوى 20 إلى 30 منها من نوع "شاهد".

وتشير" سي. إن. إن" إلى أدلة تشير إلى أن روسيا بدأت في تجربة الرؤوس الحربية الحرارية، التي تنتج موجات انفجارية أكثر قوة وتدميرًا، على الطائرات بدون طيار.

وذكرت الشبكة، إنه في نهاية أكتوبر، أفاد معهد كييف للأبحاث العلمية للخبراء الجنائيين بأنهم اكتشفوا آثار ذخائر حرارية، والمعروفة أيضًا باسم القنابل الفراغية، على شظايا طائرات بدون طيار من طراز شاهد. وقال كبير خبراء الطب الشرعي في معهد كييف، أوليكسي ستيبانيوك: "إذا ضربت في مكان محصور، أي في الداخل، فإن قوتها التدميرية أعلى بكثير من الذخيرة المتشظية".