الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

حيرة في إسرائيل.. الهجوم الواسع يفشل في وقف صواريخ الحوثيين

  • مشاركة :
post-title
صاروخ أطلقه الحوثيون على إسرائيل

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

اعترضت دفاعات جيش الاحتلال الإسرائيلي، صاروخًا باليستيًا أطلقه الحوثيون في اليمن، على دولة الاحتلال، فجر اليوم الجمعة، وذلك بعد ساعات من الهجوم الجوي الواسع الذي نفذته نحو 100 طائرة إسرائيلية، واستهدفت مواقع في صنعاء والحديدة.

وأعلن جيش الاحتلال، في وقت مبكر من فجر اليوم الجمعة، أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية اعترضت صاروخًا أطلق من اليمن. وأوضح أن الصاروخ تم إسقاطه قبل أن يدخل المجال الجوي الإسرائيلي، كما تم تفعيل صافرات الإنذار في عدة مناطق وسط إسرائيل بسبب احتمال سقوط الحطام.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنَّ أكثر من مليوني شخص هربوا إلى الملاجئ بعد إطلاق صاروخ من اليمن، ما أسفر عن إصابة 18 شخصًا أثناء التوجه للملاجئ للاختباء من الصاروخ.

هجمات الحوثيين

وتضامنًا مع غزة، تستهدف جماعة الحوثي منذ نوفمبر 2023 سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات، إضافة إلى شن هجمات على أهداف داخل إسرائيل، بالمسيرات والصواريخ الباليستية.

وفي الأشهر الماضية، ركز الحوثيون في هجماتهم الصاروخية وبالطائرات من دون طيار على منطقة وسط إسرائيل وبخاصة تل أبيب. وتتسبب هذه الهجمات، وبخاصة تلك التي تشن في ساعات الليل، بإرباك واسع لملايين الإسرائيليين الذين يضطرون إلى الهرولة إلى الملاجئ والغرف الآمنة.

والأربعاء الماضي، أعلنت جماعة الحوثي مهاجمة هدف عسكري لإسرائيل في منطقة يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي، محققًا هدفه بنجاح. وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إصابة 9 إسرائيليين فجر الأربعاء، خلال تدافع نحو الملاجئ في تل أبيب، بعد إطلاق صاروخ من اليمن ادعى جيش الاحتلال اعتراضه.

والسبت الماضي، قصف الحوثيون هدفًا عسكريًا في مدينة يافا بصاروخ فرط صوتي فشل الجيش الإسرائيلي باعتراضه، ما أدى إلى إصابة 20 إسرائيليًا بجروح مختلفة، وفق هيئة الإسعاف الإسرائيلي.

كما أعلن الحوثيون، في بيان الاثنين الماضي، أنها هاجمت بواسطة طائرتين مسيرتين هدفين عسكريين في يافا وعسقلان وسط وجنوب إسرائيل.

واليوم الجمعة، أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن، تنفيذ عملية نوعية استهدفت مطار بن جوريون في تل أبيب بصاروخ باليستي.

الهجوم الإسرائيلي الواسع

ويأتي الهجوم الصاروخي الأخير، بعد وقت قصير من استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية مواقع في اليمن، أمس الخميس، بما في ذلك المطار الدولي في العاصمة صنعاء، ردًا على الهجمات التي نفذها الحوثيون.

وذكرت وسائل إعلام عبرية، أن نحو 100 طائرة إسرائيلية شاركت في هجوم واسع على مناطق باليمن، أمس الخميس، مؤكدة أن الهجمات لا تزال مستمرة.

ونقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله، إن الهجمات الإسرائيلية على اليمن استهدفت مطار صنعاء وميناء الحديدة ومنشآت نفطية.

وأوضح الإعلام الإسرائيلي، أن الهجوم على مطار صنعاء استهدف المدرج الرئيسي وبرج المراقبة والطائرات الموجودة بالمطار، والهجمات لا تزال مستمرة.

وأفادت شركة أمبري للأمن البحري، بتلقيها بلاغًا عن تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على ميناء الحديدة باليمن.

وقال الحوثيون، إن إسرائيل شنت هجومًا واسعًا على مواقع عديدة في اليمن من بينها مطار صنعاء وميناء الحديدة، كما استهدفت منشآت للطاقة والنفط. وأضافت إن 4 غارات إسرائيلية طالت محطة كهرباء رأس كثيب بمحافظة الحديدة، كما أن إسرائيل قصفت محطة حزيز المركزية للكهرباء في صنعاء بغارتين.

وأضاف الحوثيون، إن 3 أشخاص قتلوا وأصيب 11 آخرون بجروح من الموظفين والمدنيين، نتيجة العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي، مساء اليوم الخميس.

وأعلنت وزارة الصحة اليمنية، أمس الخميس، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي، على العاصمة صنعاء إلى 4 قتلى و42 جريحًا.

وبعد الهجوم الواسع، وجه رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي، القوات الجوية بتحديث قدراتها في الكشف والإنذار ضد المسيّرات والصواريخ القادمة من اليمن.

وعيد نتنياهو وكاتس

وقال رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لم ننته من اليمن بعد بل بدأنا معهم للتو وسنضربهم بكل قوة مضيفًا "سنواصل قطع الذراع الإرهابية لإيران حتى نكمل المهمة".

وأضاف في رسالة مصورة سجلت بعد الهجوم الإسرائيلي على أهداف في اليمن، ونشرها مكتبه: "قبل ساعة ضرب سلاح الجو أهدافًا لمنظمة الحوثي الإرهابية في اليمن، سواء على الساحل أو في صنعاء. نحن عازمون على قطع هذه الأذرع لمحور الشر الإرهابي الإيراني. سنستمر حتى نكمل ما بدأناه".

وتوعد وزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس، الأسبوع الماضي، زعماء جماعة الحوثي بمصير مشابه لقادة حركة حماس وحزب الله اللبناني الذين اغتالتهم تل أبيب قبل أشهر.

حيرة في إسرائيل

وتجد إسرائيل صعوبة في تحديد سياسة تؤدي إلى وقف الهجمات التي ينفذها الحوثيون في اليمن ضدها بالصواريخ الباليستية والمسيرات رغم هجمات مضادة شنتها ضدهم. فبعد تجنب مهاجمة اليمن طوال بضعة أشهر في بداية الحرب على غزة، نفذت إسرائيل ضربتها الأولى على مواقع يمنية في يوليو الماضي، ثم أتبعتها بـ3 ضربات، آخرها الهجوم الواسع الذي استهدف صنعاء والحديدة، أمس الخميس.

وحذر رئيس مجلس "الأمن القومي" الإسرائيلي سابقًا غيورا آيلاند، من أن الحوثيين يمتلكون صواريخ تكفي لمدة عامين. وأوضح آيلاند أن التحدّي الذي تواجهه إسرائيل ضد اليمن لا يقتصر على المسافة، بحيث تتمثل المشكلة الرئيسة بالافتقار إلى المعلومات الاستخبارية.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن التقديرات في كيان الاحتلال تشير إلى امتلاك الحوثيين مخزونًا من الصواريخ، يكفيهم لأشهر طويلة، مضيفةً أن وتيرة القصف من اليمن من المتوقع أن تتصاعد.

تأتي هذه التعليقات بعد اعترافات إسرائيلية تصاعدت خلال الأيام الماضية، مع تصاعد القصف الحوثي على دولة الاحتلال، بحيث أكد مصدر أمني لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن الحوثيين "يمثلون تحديًا لم نواجهه من قبل، ولم نكن نعرف كيفية التعامل معه".

ووفقًا للصحيفة، فإن أسباب التعقيد في مواجهة الحوثيين تكمن في وجودهم على بعد آلاف الكيلومترات عن إسرائيل، وانتشارهم على مساحات شاسعة، معظمها غير محدد على الخريطة. وأقرت الصحيفة بصعوبة انكسار الحوثيين وهزيمتهم.

ويشير المحلل العسكري في موقع "واي نت" الإسرائيلي رون بن يشاي، إلى أن "الحوثيين لا يُردعون رغم الأضرار الاقتصادية" نتيجة الهجمات الإسرائيلية.

وأضاف "فقط الضربة الحاسمة لقيادة الحوثيين وأسلحتهم، على غرار استراتيجية إسرائيل ضد حزب الله، يمكن أن تغير موقفهم".

ولكن المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يوسي يهوشع أشار إلى عدم ارتداع الحوثيين بالهجمات الإسرائيلية. وقال: "لم تؤدّ الضربات الجوية في اليمن إلا إلى تشجيع الحوثيين على مواصلة الهجوم".