بينما يشار إلى أن الكلاب هي الصديق الأوفى للبشر عمومًا، توصلت شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية في الولايات المتحدة، إلى إنتاج حبوب قد تمنح هذه الحيوانات عامًا إضافيًا، ومن المقرر أن تطرحه في أوائل العام المقبل، فيما ربطت بينه وبين إمكانية استخدامه بشريًا أيضًا.
وجمعت شركة "لويال" التي يقع مقرها في سان فرانسيسكو 125 مليون دولار من التمويل من الشركات التي امتنعت عن الاستثمار في مشروعات إطالة عمر الإنسان بسبب العقود التي قد تستغرقها هذه التجارب.
وعبرت سيلين هاليوا، المؤسسة والرئيسة التنفيذية للشركة -التي جزءًا من شركة Cellular Longevity، المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية وتبحث في علم إطالة العمر- عن اعتقادها بأنَّ عملهم سيفيد البشر.
وقالت "هاليوا" إن "اكتشاف كيفية منع التدهور المرتبط بالعمر لدى الكلاب هو وسيلة قوية حقًا للقيام بنفس الشيء مع البشر لأن الكلاب تصاب بأمراض مرتبطة بالعمر مماثلة، وتشترك في بيئاتنا وعاداتنا بطرق لا تتشاركها الفئران المعملية"
وتهدف الحبوب الجديدة إلى الحد من التغيرات الأيضية المرتبطة بالشيخوخة.
وذكرت هاليوا: "نحن لا نصنع كلابًا خالدة.. نفترض أن الطريقة التي يطيل بها الدواء العمر تحدث نتيجة تعزيز صحتهم وبالتالي تقصير معدل الشيخوخة".
ويجري البحث عن الهدف نفسه في مختبر آخر على بعد 900 ميل تقريبًا عبر أمريكا، حيث يقوم فريق من الباحثين الأكاديميين باختبار تأثير الراباميسين بحماس كجزء من مشروع شيخوخة الكلاب.
وثبت مرارًا وتكرارًا أن الراباميسين، وهو دواء رخيص وسهل الإنتاج يستخدم بالفعل كمضاد للمناعة للبشر بعد عمليات زرع الأعضاء، يزيد من متوسط العمر ويؤخر - أو حتى يعكس - العديد من الاضطرابات المرتبطة بالعمر في الفئران.
وبينما لم تتم الموافقة على الدواء للاستخدام في إطالة العمر لدى البشر، فإن العديد من علماء الشيخوخة يرون أنه أفضل أمل لإبطاء عملية الشيخوخة عن طريق تناول دواء.
ويشير مشروع شيخوخة الكلاب، وهو أول دراسة واسعة النطاق وطولية للحيوانات الكبيرة في بيئة طبيعية، إلى أن الجرعات المنخفضة من الراباميسين يمكن أن تزيد من عمر الكلاب، وتحسن وظائف القلب والإدراك من خلال تنظيم نمو الخلايا والتمثيل الغذائي.
وقال دانييل بروميسلو، عالم الشيخوخة الحيوية في جامعة واشنطن والمدير المشارك للمشروع: "دراستنا متقدمة بسنوات ضوئية عن أي شيء تم إجراؤه على البشر، ما نقوم به يعادل دراسة استمرت 40 عامًا على البشر، لاختبار قدرة الدواء على زيادة العمر الصحي".
ويأمل بروميسلو عندما يصدر المشروع تقريره في غضون أربع إلى خمس سنوات، أن يتمكن من إثبات أن الراباميسين لديه القدرة على إعطاء الكلاب ثلاث سنوات إضافية من الحياة الصحية، وأصرَّ على أنه من الواقعي أن نأمل في أن ينتقل بحثه إلى البشر.
وأضاف: "إذا نجحنا مع الكلاب، فقد يكون ذلك نقطة تحول في إعلامنا بكيفية منح البشر عمرًا إضافيًا صحيًا أيضًا".
ويتم الترحيب بالبحث لإطالة عمر الكلاب بحرارة في مجتمع طول العمر البشري، وقال البروفيسور توم راندو، مدير مركز أبحاث الخلايا الجذعية بجامعة كاليفورنيا، إن هذا العمل يمثل قطعة أخرى في اللغز الذي نأمل أن يمنحنا في النهاية الصورة الكاملة عن طول عمر الإنسان.
وفي المقابل، قال جيمي جاستيس، الأستاذ المساعد في علم الشيخوخة في كلية الطب بجامعة ويك فورست، إنه بدون إجماع بين العلماء على مؤشر حيوي بشري للشيخوخة في شكل اختبار دم بسيط، لا يمكن للعلماء اختبار أي عقاقير على البشر، بغض النظر عن مدى إيجابية النتائج في أماكن أخرى.