أجرى الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة المصري، مباحثات مع عبدالرحمن غُلام الله، وزير الشؤون الخارجية والتكامل الإفريقي والتشاديين في الخارج والتعاون الدولي، اليوم الخميس، خلال زيارته العاصمة نجامينا.
وأشاد الوزير المصري بالروابط التاريخية والثقافية التي تجمع مصر وتشاد، مؤكدًا أن زيارته تأتي في إطار الحرص على الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثماريّة والبناء على زيارة المارشال محمد إدريس ديبي، رئيس جمهورية تشاد إلى مصر، يوليو الماضي، فضلًا عن اللقاءات الدورية بين وزيري خارجية البلدين بما يعكس الالتزام المشترك بتعزيز التعاون الثنائي وتنسيق المواقف بالنسبة التطورات في الإقليم.
وأشار السفير تميم خلاف، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، إلى أن الوزير المصري أكد أهمية الارتقاء بمستوى التبادل التجاري بين البلدين واستكشاف الفرص المتاحة لزيادة الاستثمارات، إذ اصطحب وزير الخارجية وفدًا من ممثلي كبرى الشركات المصرية، لبحث فرص التعاون في مختلف القطاعات وعلى رأسها البنية التحتية والطاقة والزراعة، لتحقيق التنمية المشتركة بما يعود بالنفع والازدهار على شعبي البلدين.
وأكد عبدالعاطي حرص مصر على تقديم الدعم لتشاد لتعزيز قدرات المؤسسات الوطنية ذات الصلة بتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والتطرف، مشيرًا إلى أهمية تبني مقاربة شاملة تراعي الأبعاد التنموية والاجتماعية والأمنية والفكرية. وثمّن الدور المحوري الذي يقوم به الأزهر الشريف في تشاد بمكافحة الفكر المتطرف، وكذلك دور مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام في بناء القدرات في مجالات مكافحة الفكر المتطرف والجريمة المنظمة عابرة الحدود.
ولفت وزير الخارجية المصري إلى أهمية زيادة الدورات التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وتوفير العديد من المنح في التخصصات المختلفة للطلاب التشاديين بالجامعات المصرية، والتوسع في برامج تدريب الدبلوماسيين التشاديين بالقاهرة، وأشاد بدور فرع جامعة الإسكندرية في نجامينا، وتم الإعلان عن تسيير قافلة طبية مصرية في مجال طب العيون لدعم القطاع الصحي بتشاد، واتفق الوزيران على عقد اللجنة المشتركة بين البلدين في أقرب وقت، لبحث سبل تعزيز أطر التعاون القائمة ودفع العلاقات الثنائية.
على صعيد آخر، تبادل الجانبان الرؤى حول عدد من القضايا الإقليمية، وعلى رأسها التطورات في السودان، التي تؤثر بشكل مباشر على كل من مصر وتشاد، إذ تعد مصر وتشاد أكثر الدول استقبالًا للنازحين من السودان.
وتناول الوزيران تطورات الأوضاع في ليبيا، وفي منطقتي الساحل والقرن الإفريقي، فضلًا عن الأمن المائي المصري وتأكيد الوزير أنه أمر لا تهاون فيه.