الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

علاقات الصين مع روسيا.. هل الطريق ممهد بـ"الحرير"؟ خبراء يجيبون

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي ونظيره الصيني

القاهرة الإخبارية - محمد أبوعوف

وسط دويّ الحرب بين روسيا والغرب في أوكرانيا، وبين خاسر ومهزوم في صراع مكشوف لا تتوقف حدود أطرافه فقط على حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا، تصعد بقوة الصين بدور بارز بالمعادلة إلى جوار موسكو ما يجعلها في مواجهة "الناتو"، فهل سيكون طريق التحالف "الصيني - الروسي" ممهد بالحرير؟ 

خاصة أن مع بدء الأزمة "الروسية - الأوكرانية"، وقعت روسيا والصين اتفاقًا استراتيجيًا لبناء شراكة بلا حدود هدفها تحقيق التوازن مع ما وصفته الدولتان بالتأثير الخبيث للولايات المتحدة الأمريكية في العالم. 

وقال عدد من المحللين لقناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الاثنين، إن الغرب وأمريكا يخشيان من تطور التحالف "الصيني - الروسي" إلى المستوى العسكري، ويعتبرونه تهديدًا للأمن العالمي والأوروبي، فيما وصف البعض موقف الصين بـ"المحايد" حتى الآن، إذ لم يرتقْ إلى تحالف حقيقي ومؤثر على أرض الواقع.  

العلاقات الصينية الروسية
تحالف ناعم

الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية، قال لـقناة "القاهرة الإخبارية"، إن حلف شمال الأطلسي "الناتو" يرى التعاون "الصيني - الروسي" تهديدًا للأمن العالمي والأوروبي، وأوضح أن دول الاتحاد الأوروبي تضع التنسيق "الصيني - الروسي" في معسكر واحد. 

وأكد أن الكتابات الغربية ترى النظامين الروسي والصيني لا يؤمنان بـ"الديمقراطية" التي تمثل خطرًا عليهما؛ لأنهما على استعداد دائم لخوض مواجهات عسكرية خارجية، فضلًا عن توافق الأهداف بين الدولتين بشأن تغيير النظام العالمي وبناء نظام متعدد الأطراف.

ووصف "فرحات" أن الصين وروسيا تعيشان تحالفًا ناعمًا الآن قائمًا على معايير وضوابط محددة، مؤكدًا أن أمريكا والغرب لن ينتظروا طويلًا حتى يتطور هذا التحالف إلى "عسكري".  

العلاقات الصينية مع روسيا
موقف بكين المحايد

من جانبه، قال الدكتور إدموند غريب، أستاذ العلاقات الدولية، إن الصين تتبنى موقفًا محايدًا في الأزمة "الروسية - الأوكرانية" خصوصًا أن الرئيس الصيني أمضى سنوات في العلاقات مع أوكرانيا.

وأكد "غريب"، أن السياسات الأمريكية والعقوبات التي فرضتها على بعض الدول دفعت الصين لتطوير العلاقات مع روسيا. 

 وأشار إلى أن "أمريكا" انزعجت من عودة روسيا للمسرح الدولي مرة أخرى، فضلًا عن ظهور الصين كقوة اقتصادية كبرى، جعلها تستشعر وجود تحالف جديد يُهدد وجودها العالمي. 

 وأكد أن "واشنطن" وضعت فى حسبانها التقارير التي أصدرتها أجهزة الاستخبارات بشأن تطور الاقتصاد الصيني وتهديده لنظيره الأمريكي في 2025 ومصالحها في العالم.

المحلل السياسي محمد رجائي بركات، قال إن الاتحاد الأوروبي تربطه علاقات وطيدة مع الصين قائمة على التبادل التجاري، مضيفًا أن الأزمة الحقيقية هي تبني الدول الأوروبية لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية. 

وأكد "بركات" أن أمريكا هي صاحبة القرار بالنسبة لسياسات دول الاتحاد الأوروبي الخارجية، رغم علمها بأن بعض القرارات لا تتماشى مع مصالح الأوروبيين. 

وذكر أن أمريكا تخشى أن تتراجع وتصبح القوة الثانية في العالم بعد الصين، خصوصًا بعد تجهيزها لطريق الحرير الجديد والعمل على بنائه منذ 12 عامًا وأنفقت عليه 4 تريليونات دولار. 

وأوضحت أن أمريكا أرادت عبر تلك الأزمة استخدام الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" من أجل ضرب روسيا واستهدافها عسكريًا، ومن ناحية أخرى إضعاف دول الاتحاد الأوروبي من أجل الاعتماد عليها في الطاقة.