يواصل مسلسل "ساعته وتاريخه" العزف منفردًا بتقديم قصص مستوحاة من الواقع، مُستقطبًا الجمهور لقصص وحكايات مأخوذة من ملفات المحاكم المصرية، إذ إن العامل المشترك في كل قصة أنه يُكتب على الشاشة العقاب الذي حصل عليه المتهم في نهايتها، ليقدم العمل مزيجًا مثيرًا من الدراما المستوحاة من قضايا اجتماعية شائكة.
ونجح المخرج الشاب أحمد عادل سلامة، في أن يخطف أنظار الجمهور في أولى تجاربه الدرامية من خلال إخراج حلقتين من المسلسل، هما "فنان دكتور" و"رجل العائلة"، موضحًا التحديات الفنية والدرامية التي واجهها، إضافة إلى تأثيرات رحلته المهنية ورؤيته لتطوير صناعة الدراما المصرية.
ويتميز مسلسل "ساعته وتاريخه" بتنوع حلقاته واختلاف طابعها، إذ جمع بين الكوميديا الخفيفة في حلقة "فنان دكتور" والعمق الدرامي في حلقة "رجل العائلة، ويكشف أحمد عادل سلامة، كيف كان اختيار الطابع المناسب لكل حلقة تحديًا مثيرًا، مشيرًا إلى أن حلقة "رجل العائلة" شكلت تجربة فنية استثنائية بفضل تناولها لقضية اجتماعية مؤلمة، هي جريمة الأب الذي فقد ضميره في حق ابنه، بسبب هوسه بالبحث عن الآثار.
صعوبات العمل
وكشف المخرج الشاب عن أبرز التحديات التي واجهته خلال تصوير "رجل العائلة"، إذ يقول لموقع "القاهرة الإخبارية"، إن من بين هذه الصعوبات التعامل مع طفل في دور البطولة، وذلك يتطلب جهدًا خاصًا لإخراج مشاعر درامية حقيقية من الطفل، وهو ما نجح فيه من خلال اختباراته الدقيقة واختيار الطفل المناسب الذي أظهر قدرة فائقة في تنفيذ المشاهد المعقدة، بعد أن أجرى الكثير من الاختبارات لأطفال آخرين ليقع اختياره على هذا الطفل الموهوب الذي لعب دور البطولة في القصة.
وكشف أيضًا عن تحدٍ آخر منها حفر حفرة عميقة بطول 3 أمتار ونصف المتر في منزل حقيقي تم اختياره ليكون موقعًا لتصوير القصة، وأشار سلامة إلى أن فريق العمل تعامل مع هذه المتطلبات التقنية بأعلى درجات الاحترافية، مع ضمان تنفيذ المشهد بشكل آمن وجودة درامية مميزة.
وأضاف أنه حرص على تخفيف حدة بعض المشاهد المؤلمة، بهدف الحفاظ على التوازن الدرامي.
دعم المواهب
أشاد أحمد عادل سلامة، بدعم المواهب الشابة عبر برنامج "كاستينج"، الذي سمح بظهور وجوه تمثيلية جديدة، وأكد أن المسلسل نجح في تقديم طاقات تمثيلية واعدة أسهمت في إثراء العمل الفني، كما أشار إلى أن المسلسل لم يقتصر فقط على دعم الممثلين الجدد، بل امتد لدعم المخرجين الشباب، ما يعزز من نمو صناعة الدراما المصرية.
تأثره بكبار المخرجين
تحدث أحمد عادل سلامة عن التأثيرات التي شكلت مسيرته الإخراجية، موضحًا أنه يعود في تكوينه المهني إلى المخرجين الكبار الذين عمل معهم، وعلى رأسهم المخرج علي بدرخان، الذي كان له الفضل في تنمية مهاراته خلال دراسته بمعهد السينما، كما لفت إلى سنوات عمله كمساعد مخرج مع مخرجين بارزين مثل خيري بشارة وأحمد خالد موسى، إذ اكتسب منهم العديد من الخبرات.
يشير إلى أن النص والسيناريو العنصر الأكثر جذبًا له، إذ وجده غنيًا بالقضايا الاجتماعية الحقيقية، التي تتيح له فرصة تقديم رؤية فنية مميزة.