في خطوة مثيرة للجدل تعكس رؤية جديدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي تجاه قطاع غزة، نظّم وزراء وأعضاء كنيست جولة ميدانية بعنوان "غزة وجه مراقب" بهدف تعزيز فكرة الاستيطان اليهودي في القطاع.
المبادرة التي أطلقتها "لوبي تجديد الاستيطان في قطاع غزة"، وفق تقرير لصحيفة "يديعوت أحرنوت" تأتي في ظل ذكريات خطة فك الارتباط التي نُفِّذت عام 2005، لتثير تساؤلات عميقة حول جدواها السياسية والأمنية والاقتصادية، فضلاً عن انعكاساتها على الساحة الدولية.
خطط جديدة لاستيطان القطاع
أقيمت الجولة، أمس الخميس، بحضور أعضاء بارزين من الكنيست ووزراء الحكومة، وتمت مناقشة خطط لإنشاء 6 مراكز استيطانية جديدة على طول القطاع من شماله إلى جنوبه.
وقال عضو الكنيست تسفي سوكوت من حزب "الصهيونية الدينية": "الاستيطان اليهودي في غزة ضروري وواقعي بالتأكيد، في تلك الأماكن التي خرجوا فيها لذبحنا، سيكون هناك أطفالنا يلعبون هناك".
كما عُرضت خلال الجولة أهداف اللوبي على لافتة كبيرة تضمّنت تعزيز التشريعات التي تسمح بوجود مدني يهودي في جميع مناطق غزة، وتعديل قانون فك الارتباط، وتشجيع الهجرة الطوعية، مع التأكيد على عدم التنازل عن أراضي القطاع لأي كيان آخر غير دولة الاحتلال.
إعلان سياسي ودعم محلي
شارك في الجولة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن جفير الذي شدّد على ضرورة تعزيز الاستيطان في القطاع، قائلاً: "الاستقرار في جميع مناطق غزة وتشجيع الهجرة الطوعية خطوة ضرورية ومنطقية". كما أعرب نائب رئيس بلدية سديروت إيلاد كليمي، عن طموحه في ضم أجزاء من شمال غزة إلى المدينة.
ووفقًا لحركة "نخلة"، التي شاركت في الفعالية، هناك نحو ألف عائلة مستعدة للانتقال فورًا إلى غزة.
الجدل الشعبي والدولي
تثير المبادرة جدلًا واسعًا في الداخل الإسرائيلي وفي الأوساط الدولية. فبينما يصف المؤيدون الخطوة بأنها تعكس "رؤية إلهية" وتعزز السيادة الإسرائيلية، يرى المعارضون أنها قد تؤدي إلى تصعيد جديد مع الفلسطينيين ومزيد من الخسائر البشرية.
كما تتضمن المبادرة تحديات قانونية واقتصادية، أبرزها تعديل قانون فك الارتباط الصادر عام 2005، إلى جانب المخاطر المتعلقة بالتحرك الدولي ضد إسرائيل في لاهاي بسبب موقفها من القطاع.
التبعات الاقتصادية والسياسية
في ما يتعلق بالتمويل، تؤكد "نخلة" أنها جمعت تبرعات كافية لبدء المشروع، إلا أن الأسئلة حول الجدوى الاقتصادية للمبادرة لا تزال قائمة، خصوصًا في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة في القطاع.
من الناحية السياسية، يُنظر إلى المبادرة على أنها محاولة لتعزيز النفوذ الإسرائيلي في المنطقة، إلا أنها قد تواجه رفضًا عالميًا واسعًا.
هذا التقرير الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية يُبرز الانقسامات العميقة حول مستقبل قطاع غزة، بين من يرى في الاستيطان فرصة لتعزيز السيادة الإسرائيلية، ومن يحذر من أنه قد يشعل فتيل صراع جديد في المنطقة.