قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسون، إن سوريا تواجه واقعًا جديدًا تمامًا، بعد انهيار نظام الأسد، وشدد على أن سوريا لكل السوريين، والآن هو الوقت المناسب للسوريين للتقدم والقيادة.
وأضاف "بيدرسون" الذي كان يتحدث عبر الفيديو من دمشق، خلال كلمته أمام مجلس الأمن الدولي لتناول الأوضاع في سوريا: "الآن هو الوقت المناسب من أجل طمأنة جميع السوريين بأن حصتهم في المستقبل واضحة وأنها ستتجسد في ترتيبات انتقالية موثوقة وشاملة".
نزوح ونفي ودمار
وكرر "بيدرسون" تعازيه الصادقة إلى مئات الآلاف من السوريين الذين فقدوا أحباءهم خلال نحو 14 عامًا من الصراع، وتضامني مع الملايين الذين واجهوا النزوح والنفي والدمار والاعتقال والإساءة والمعاناة والخسارة خلال الصراع، وأيضًا لعقود من الزمن في ظل النظام السابق، وأعرب عن تضامني الصادق مع الأسر التي لا تزال تبحث عن معلومات عن أحبائها المفقودين.
وأشار المسؤول الأممي إلى لقائه بمجموعة من الجهات الفعّالة وتواصله المستمر مع السوريين، مؤكدًا أنه يستمع إلى آمال ومخاوف، ولفت إلى أن هناك شعورًا عميقًا ومشتركًا بين السوريين بأن هذا الوضع الجديد ينتمي إليهم، وأن هذه هي اللحظة المناسبة لتحقيق تطلعاتهم المشروعة.
وتابع: "التحديات التي تنتظرنا هائلة وأخشى أنه إذا لم يتم التعامل مع هذا الأمر بشكل صحيح - من قبل السوريين والمجتمع الدولي - فإن الأمر قد يتحول إلى الأسوأ مرة أخرى".
متطلبات العملية الانتقالية
وتطرق المبعوث الخاص إلى التطورات على الأرض بما في ذلك التقارير عن خطة مجلس الوزراء الإسرائيلي لتوسيع المستوطنات في الجولان، مشددًا على أنه يجب على إسرائيل أن توقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الجولان السوري المحتل، ووصف هذه الأنشطة بأنها غير قانونية وأن الهجمات على سيادة سوريا وسلامة أراضيها يجب أن تتوقف.
وأشار إلى التحديات التي تواجه سوريا في الوقت الراهن بما فيها أن الصراع لم ينتهِ بعد، علاوة على حجم الاحتياجات الهائل، إذ دمر هذا الصراع المروع اقتصاد سوريا، ودُمِرت بنيتها التحتية، ويعيش 90% من السوريين في فقر.
وأكد "بيدرسون" أن التحدي الآخر سياسي، داعيًا إلى ضمان أن العملية السياسية لا تزال على المسار الصحيح، وإلا فإنني أخشى من حالة عدم استقرار جديدة.
انتقال آمن ودستور جديد
وحدد المبعوث الأممي إلى سوريا مجموعة من المتطلبات بما فيها أن السوريين يحتاجون إلى انتقال منظم يوفر الحفاظ على مؤسسات الدولة التي تخدم مصالحهم وتوفر لهم الخدمات الأساسية، أن يكون الانتقال موثوقًا به وشاملًا، وأن يكون هناك دستور جديد بما يتماشى مع قـرار مجلس الأمن رقم 2254، وأن تكون هناك انتخابات حرة ونزيهة، تشمل جميع السوريين.
وأشار المبعوث الخاص كذلك إلى لقائه مع نساء سوريات في دمشق، مشددًا على ضرورة أن تكون النساء السوريات جزءًا من عملية الانتقال نفسها، وإلا فلن يمكن اعتبارها عملية شاملة.