أطلق الجيش الأمريكي الأسبوع الماضي صاروخًا فرط صوتي، يمكنه الطيران بسرعة "17 ماخ"، ما يعادل 12,940 ميلًا في الساعة أو 17 ضعف سرعة الصوت، وذلك من قاذفة في محطة كيب كانافير التابعة لقوة الفضاء الأمريكية في فلوريدا، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الخميس الماضي.
وصرّح مسؤول دفاعي أمريكي بأن الاختبار يمثل خطوة كبيرة نحو أول نشر تشغيلي لصاروخ فرط صوتي، وفقًا لما نقلته مجلة نيوزويك الأمريكية. ويُشار إلى أن الأسلحة الأسرع من الصوت تتميز بسرعتها التي تتجاوز 5 ماخ (خمسة أضعاف سرعة الصوت)، بالإضافة إلى قدرتها على التحرك داخل الغلاف الجوي، مما يجعلها قادرة على التهرب من معظم أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي.
وقد وضعت كل من روسيا والصين، اللتين تنافسان الولايات المتحدة استراتيجيًا، أسلحتهما الأسرع من الصوت في الخدمة بالفعل. وظهر الشهر الماضي صاروخ روسي جديد أسرع من الصوت يُعرف باسم "أوريشنيك"، عندما أُطلق لأول مرة على أوكرانيا.
وأوضح المسؤول الدفاعي الأمريكي في بيان لـ "نيوزويك: "نعتقد أن هذا الحدث يبرز قدرتنا المشتركة على تقديم قدرات فرط صوتية لقواتنا، وهو خطوة كبيرة نحو النشر التشغيلي الأول لنظام (All Up Round) الأسرع من الصوت الذي سيُستخدم مستقبلًا من قِبل البحرية الأمريكية".
ويُعد صاروخ (All Up Round) جزءًا من نظام الأسلحة الأسرع من الصوت بعيد المدى (LRHW) المعروف باسم Dark Eagle "النسر الأسود"، والذي يبلغ مداه 1,725 ميلًا. وهو نفس الصاروخ المستخدم في نظام الضربة السريعة التقليدية التابع للبحرية الأمريكية.
وقد تأجل نشر البطارية الأولى من نظام "النسر الأسود"، التي تضم ثمانية صواريخ موزعة على أربع قاذفات، من السنة المالية 2023 إلى 2025 بسبب اختبارات سابقة فاشلة. ولم يُعلن حتى الآن عن جدول زمني محدد لنشر النظام، حيث أضاف المسؤول: "سنواصل تحليل البيانات المستخلصة من الاختبار الأخير".
وفي يوليو الماضي، أعلنت الولايات المتحدة وألمانيا عن خطط لبدء عمليات نشر تدريجية لصواريخ "النسر الأسود" في ألمانيا بحلول عام 2026، وذلك ضمن إطار دعم قوة المهام متعددة المجالات التابعة للجيش الأمريكي في أوروبا. وبحسب وثيقة أعدتها دائرة أبحاث الكونجرس الأمريكي، سيتم بناء خمس فرق عمل متعددة المجالات، ستركز ثلاث منها على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بينما ستدعم واحدة المسرح الأوروبي، وستركز الفرقة الخامسة على مناطق يتم تحديدها لاحقًا.
وفي هذا السياق، قال ديمتري ستيفانوفيتش، الباحث في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في موسكو، لمجلة نيوزويك: "إن النسر الأسود جزء من قوة المهام متعددة المجالات التابعة للجيش الأمريكي، ومن المتوقع أن تصل عاجلًا أو آجلًا إلى ألمانيا".
واختتم وزير البحرية الأمريكي، كارلوس ديل تورو، بالقول في بيان صادر عن البنتاجون: "يمثل هذا الاختبار علامة فارقة في تطوير أحد أكثر أنظمة الأسلحة تقدمًا لدينا".