مع استعداد ألمانيا للانتخابات المبكرة في فبراير المقبل، تزايد القلق من قبل الحكومة من الهجمات الإلكترونية والذكاء اصطناعي التي تهدد الانتخابات، حيث تواجه ألمانيا تهديدات رقمية في الفترة التي تسبق الانتخابات العامة، بحسب موقع "دويتش فيله".
وبينما من المتوقع أن تنتخب البلاد برلمانًا جديدا في 23 فبراير، أثارت السلطات والباحثون مخاوف بشأن التأثير المحتمل لعمليات الاختراق والتسريب وحملات التضليل التي تهدف إلى التأثير على الرأي العام أو بث الانقسام قبل التصويت.
يقول الخبراء، إن الهجمات الإلكترونية على الأفراد والمنظمات البارزة قد تشكل تهديدًا كبيرًا للانتخابات، فبمجرد الحصول عليها، يمكن استخدام البيانات الحساسة في عمليات "اختراق وتسريب" منسقة، حيث يتم نشر المواد المسروقة، والتي غالبًا ما يتم تغييرها أو إخراجها من سياقها، لتقويض مصداقية المرشحين أو الأحزاب السياسية.
تحذير من روسيا
وفي أواخر نوفمبر، حذرت وكالة الاستخبارات المحلية الألمانية، المكتب الاتحادي لحماية الدستور، من أنه على خلفية الحرب الروسية ضد أوكرانيا، ربما يكون لدى روسيا المصلحة الأعظم والأكثر وضوحًا في التأثير على الانتخابات لصالحها.
وحذرت وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية من محاولات دول أجنبية لممارسة نفوذها، وقالت كلوديا بلاتنر، رئيسة وكالة الأمن السيبراني في ألمانيا، المكتب الاتحادي لأمن المعلومات (BSI)، إن هناك قوى داخل ألمانيا وخارجها لها مصلحة في مهاجمة العملية الانتخابية وتعطيل النظام الديمقراطي.
بدوره قال جوزيف لينش، الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة التكنولوجية السياسية، الذي سيعقد في برلين في نهاية يناير المقبل إن هناك قضايا مختلفة، من الاقتصاد إلى الوضع الجيوسياسي، تعمل على تقسيم المجتمع، وأن الشعبويين والمتطرفين ماهرون بشكل خاص في استغلال هذه الانقسامات الاجتماعية.
وقد تجلت القوة السياسية لهذا النوع من البنية التحتية الرقمية في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا، مع الفوز المفاجئ للقومي كالين جورجيسكو، المعجب اليميني المتطرف بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
دروس من رومانيا
في يوم الجمعة 6 ديسمبر، ألغت المحكمة الدستورية في رومانيا نتائج الانتخابات بعد أن رفع الرئيس كلاوس يوهانيس السرية عن وثائق أمنية، وزعمت الوثائق أن روسيا شنت حملة شملت آلاف الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وتيليجرام للترويج لجورجيسكو.
وقال لينش إن رومانيا دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، وما حدث هناك يمكن أن يحدث في أماكن أخرى، بما في ذلك ألمانيا.
في ألمانيا، يعتقد أن الحزب الذي ينشر أكبر قدر من المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي هو حزب البديل من أجل ألمانيا"، في إشارة إلى تحليل أجرته حول الانتخابات الأوروبية، فضلاً عن الانتخابات الإقليمية في عام 2024.
ولمواجهة الهجمات الإلكترونية، شكلت هيئة الاستخبارات الداخلية الألمانية فريق عمل خاص لمراقبة التهديدات، وتقدم وكالة الأمن السيبراني BSI ندوات عبر الإنترنت للمرشحين والأحزاب لمساعدتهم على تأمين أجهزتهم وحساباتهم عبر الإنترنت ضد المتسللين الإلكترونيين.
4 مرشحين للمنافسة
ولأول مرة سيكون هناك 4 مرشحين لمنصب المستشار في حملة انتخابية، ويعد كل من الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي أول من اتخذ القرار مع زعيم المجموعة البرلمانية للاتحاد فريدريش ميرز.
واختار حزب الخضر، وزير الاقتصاد روبرت هابيك، كمرشح له لمنصب المستشار في مؤتمر حزبه، ودفع مجلس إدارة حزب البديل من أجل ألمانيا بزعيمة الحزب أليس فايدل، وستجرى الانتخابات الجديدة، 23 فبراير 2025، وحتى ذلك الحين، يتبقى أقل من 100 يوم على الحملة الانتخابية.