الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

محمد سامي: نصائح وحيد حامد جعلت مسلسلاتي حديث المقاهي

  • مشاركة :
post-title
ندوة المخرج محمد سامي

القاهرة الإخبارية - إنجي سمير

نجح المخرج المصري محمد سامي في فرض أسلوبه ووجهة نظر منذ اليوم الأول له في عالم الفن؛ ليتمكن في غضون سنوات قصيرة من تحقيق بصمة واضحة سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية التي صنع فيها علامات مضيئة مكنته من تنفيذ مشروعه الفني وتطوير أدواته بأسلوب فريد، وخلال ندوة ضمن فعاليات النسخة الرابعة لمهرجان البحر الأحمر، حلّ فيها المخرج المصري ضيفًا، تحدث "سامي" عن مشروعه الفني وطموحاته وبداياته التي كانت من خلال مسلسل "آدم" إنتاج 2011، ولعب بطولته الفنان تامر حسني.

يتذكر "سامي" خلال الندوة بداية المشوار وكواليس التجربة الدرامية الأولى، إذ قال: "عندما عَرض عليّ الفنان تامر حسني إخراج مسلسل "آدم" لم يكن قد سبق لي تنفيذ أعمال تلفزيونية أو سينمائية، وكانت المسلسلات في ذلك الحين يتم تصويرها بطريقة كلاسيكية، بالرغم من عظمتها، لكن كان العمل بالكاميرات القديمة، وكنت متأثرًا وقتها بالمسلسل الأمريكي "الهروب من السجن" إنتاج 2005؛ لذلك طرحت على منتج العمل التصوير بشكل سينمائي، لكنه لم يرحّب بالفكرة وقال إن الدراما التلفزيونية تتطلب الشكل الكلاسيكي حتى لا يخرج المشاهد من إطارها، ويشعر بغربة لكنني لم أوافق على ذلك وأقنعت تامر حسني بالفكرة، وكان هناك فرق مادي بين استخدام الكاميرات القديمة والحديثة، لكن تامر أصر على دفع التكاليف، وقدمنا المسلسل الذي نجح كثيرًا".

وأضاف: "العمل لم يقدّم بشكل احترافي، حيث كنت مثل الطفل الصغير الذي يريد النجاح وتقديم الجديد، وبالفعل طوّرت من نفسي بتوصيل فكرة تصوير المسلسل التلفزيوني بشكل سينمائي، وظهر ذلك بوضوح في المسلسل الذي يليه وهو "مع سبق الإصرار".

يؤكد "سامي" أنه تعلّم الكثير من السيناريست الراحل وحيد حامد، لذا لم يتردد من اتباع خطواته في مسلسله التالي، إذ يقول: "نفّذت نصائح المؤلف الكبير وحيد حامد في مسلسل "البرنس" القائم في حواره على مبدأ المباراة، وتعلمت منه أيضًا كيفية الكتابة بتركيز شديد مع شروق الشمس بجانب كوب القهوة على الرغم من أنني لم احتسيها، لكن أرى أن وجودها على المكتب يضيف لي التركيز، وأكتب السيناريو بحب للعمل واكتشفت أن الكتابة شيء جميل وتحمل فكرًا مهمًا، وأتذكره كلما يقول أحد إن الجمهور الذي يشاهد مسلسلات محمد سامي في المقاهي كأنه يشاهد مباراة كرة قدم، لذا أؤمن بأن السيناريو مهم جدًا وهو الوسيط بين المخرج والجمهور، وأهم سلاح لابد أن يحمله المخرج والممثل والعمل كله حتى يخرج في أفضل صورة".

علاقة استثنائية

"علاقة المخرج بالممثل استثنائية".. بهذه الكلمات أكد محمد سامي أن أسلوبه في إدارة الممثل تغير مع مرور الوقت، إذ يقول: "عندما كنت في بداية مشواري الفني كان الممثل الذي يعمل معي لا يعرفني وبالتالي كنت أريد إقناعه وأتحدث معه كثيرًا، وأثناء ذلك أمثل المشاهد أمامه لكي يدخل في الحالة ويقتنع بي ثم حققت نجاحًا في أعمالي بعد ذلك، وشاهد الفنانين النجوم الذين تعاونوا معي ونجحوا، ومن هنا جاءت الثقة وأصبح الوضع سهلًا لكن كل ممثل له طريقة مختلفة في الإدارة، فهناك ممثل موهوب للغاية، لكنه ليس محترفًا، وآخر نجم لكنه ليس موهوبًا، وثالث نجم وموهوب لكنه لا يريد التعلّم من أحد".

وتابع قائلًا: "الممثل هو تركيبة نفسية صعبة للغاية، لأنه يعيش شخصيات غيره وبالتالي هو ليس شخصًا مثل باقي الناس العادية، والخلاف يحدث لو المخرج تعامل مع الممثل وكأنه شخص عادي، فلا بد من التعامل معه وكأنه طفل وليد وضعيف للغاية قابل للكسر مثل الزجاج، وأن نضع له المعلومات بهدوء وتريث وألا نجعله يخاف، فإذا ما شعر الممثل بخوف يفشل العمل، ولا بد من راحته واستخراج كل الكلام الذي بداخله، وفي النهاية أترك مساحة له ليشعر بالإبداع، فهو مثل الطالب الذي كلما شجعته يتفوق أكثر وأكثر، وأيضًا في الأدوار ذات المساحة القليلة ألجأ للممثلين الذين يملكون موهبة وإحساسًا بالجملة ونطق اللفظ بحرفية شديدة".

كيمياء الممثل

كرر المخرج محمد سامي التعاون مع عدد من الممثلين أكثر من مرة، ليقول عن ذلك: "هذا التكرار يحدث في السينما العالمية والمصرية وحقق العديد من النجاحات، فعلي سبيل المثال الزعيم عادل إمام تعاون مع المخرجين مثل شريف عرفة ومحمد عبد العزيز كثيرًا ونجح معهما، وبالنسبة لي كمخرج هناك ممثلون أشعر معهم بالأمان والنجاح يتطور بيننا مثل محمد رمضان ومي عمر وتامر حسني، فالنجاح بيننا يكبر والممثل الذي اعتاد التعاون معه أشعر أننا قطعنا شوطًا طويلًا في إنجاز العمل، لكن بدأت أشعر أن هذا فيه جزء من الاستسهال بعض الشيء بأنني أتعاون مع من يعرفني بدلًا من شخص جديد أستغرق وقتًا معه، وبالتالي أشعر أن ذلك سيكون خطأ في الفترة المقبلة، ولذلك أحتاج للعمل مع أشخاص جديدة وأكثر حتى يكون لدي أعمال متنوعة مع العديد من النجوم، والممثلون هم رأس مالي ولا يجوز التفرقة بينهم، ومن الممثلين الذين أريد التعاون معهم الفنانة يسرا التي أرى أن عملي معها سيكون أهم محطة في تاريخي".

السينما

على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه المخرج محمد سامي في مسلسلاته التلفزيونية فإن أعماله السينمائية لا تزال قليلة وخطواته بطيئة فيها، حيث كشف قائلًا: "قدمت عددًا من الأعمال السينمائية التي أحبها مثل "أهواك" و"تصبح على خير" وأخرى لا أحبها لأنني أرى أنني تعجلت فيها، وبالتالي أشعر حتى الآن أنني لم أقدم سينما، فهناك حاجز نفسي يمنعني عنها خوفًا من ألا أحقق نجاح التلفزيون نفسه، لكنني أعد جمهوري أنني سأقدم أعمالًا سينمائية خلال الفترة المقبلة بعد انتهاء تعاقداتي التلفزيونية وستكون قوية".