الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بايدن في المكسيك للمرة الأولى.. و"الهجرة والمخدرات" يتصدران مباحثاته

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مروة الوجيه

يبدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن، أولى زياراته إلى المكسيك، اليوم الأحد، حيث يبحث مع نظيره المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور عددًا من الملفات المشتركة، وعلى رأسها الهجرة وتهريب المخدرات.

ويبدأ بايدن زيارته الرسمية من مدينة إل باسو جنوبي تكساس، ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها تهدف لإسكات مآخذ خصوم الرئيس الأمريكي عليه بأنه لم يزر الحدود المشتركة بين البلدين التي تمتد 3100 كيلومتر، منذ توليه منصبه قبل عامين.

وغدًا الإثنين، يتوجه الرئيس الأمريكي إلى مكسيكو للقاء نظيره المكسيكي، الذي يشاركه يوم الثلاثاء في قمة ثلاثية تضم رئيس وزراء كندا جاستن ترودو.

ووفق تصريحات لمايكل شيفتر؛ مدير معهد الحوار بين الأمريكتين، أوضح أن "المكسيك مناسبة جدًا للبحث في هاتين المشكلتين الحادتين، اللتين أصبحتا نقطتي ضعف سياسيتين لبايدن".

أزمة الهجرة

وتعتبر أزمة الهجرة غير الشرعية عبر الحدود المكسيكية، من أكثر الموضوعات الشائكة التي يواجهها الرئيس الأمريكي أمام خصومه الجمهوريين.

وفي خطوة للحد من هذه الأزمة، أعلن الرئيس الأمريكي سابقًا عن برنامج يسمح لثلاثين ألف شخص كحدّ أقصى من كوبا وهايتي ونيكاراجوا وفنزويلا، الدخول إلى الولايات المتحدة بطريقة قانونية شهريًا، إلا أن أعضاء الحزب الجمهوري في الكونجرس عملوا على تعطيل هذا البرنامج حتى الوقت الراهن.

وتطبق هذه الحصة على العمال الداخلين بطريقة قانونية، الذين لديهم كفيل في الولايات المتحدة، فيما لا يزال أولئك الذين يحاولون الدخول بطريقة غير قانونية يواجهون احتمال الطرد.

خطة جديدة وآمنة

وقال الرئيس الأمريكي، الخميس الماضي، إن نظام الهجرة الحالي تشوبه "عيوب"، في حين كشف عما قال إنها "ستكون خطة جديدة آمنة وإنسانية" لتخفيف الضغط عند الحدود مع المكسيك.

وبموجب الخطة التي أعلنها، سيُسمح للمهاجرين أن يستوفوا الشروط المطلوبة لدخول الولايات المتحدة كل شهر من كوبا وهاييتي ونيكاراجوا وفنزويلا، إذا وصلوا على متن طائرات، مع تشديد القيود على أولئك الساعين للدخول بشكل غير قانوني.

ووصف "بايدن" المقترح -في أثناء خطاب بالبيت الأبيض- بأنه "آمن وإنساني وعملي".

يذكر أنه في عام 2022، رُصد نحو 2.3 مليون عملية توقف وإجراءات طرد مهاجرين بطريقة غير قانونية، وهو الأمر الذي ينبغي أن يبدي بايدن تجاهه موقفًا حازمًا إذا قرر الترشح لولاية ثانية.

وجرى توقيف أكثر من 230 ألف شخص عند الحدود "الأمريكية - المكسيكية" كانوا يحاولون دخول الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية في نوفمبر2022 فقط.

"الفصل 42"

ويعتمد نظام الهجرة في الولايات المتحدة حتى الآن على الإدارة الأمريكية السابقة والتي تركز على تدبير اُعتمد في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، يقيد كثيرًا عمليات الدخول إلى الأراضي الأمريكية، بحجة وجود مخاوف صحية.

وكانت هذه الآلية القانونية -المعروفة باسم "الفصل 42"- موضع معارك قضائية عدة، وقررت المحكمة العليا الإبقاء عليها يوم 27 ديسمبر 2022 بانتظار البت في جوهر القضية الربيع المقبل.

وينتقد الناشطون المدافعون عن حقوق الإنسان الإجراء المعتمد حاليًا، الذي يتسم بطرد المهاجرين فورًا من دون استفادتهم من أي مسعى قانوني لمعارضة ذلك.

تهريب "الفنتانيل"

من جهة أخرى، سيتناول لقاء الرئيسين الأمريكي والمكسيكي مناقشة أزمة تهريب المخدرات، خاصّة بعد رصد الولايات المتحدة تهريب نسبة كبيرة من مخدر "الفنتانيل" الصناعي، الذي يعتبر أقوى بخمسين مرة من الهيرويين وتشرف على إنتاجه مجموعات غير شرعية مكسيكية، وتعمل هذه المجموعات على إضافة مكونات كيميائية تستورد من الصين، بحسب ما تفيد وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية.

وأظهرت إحصائية وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية أن نحو 108 آلاف شخص توفوا خلال عام 2021 بسبب جرعة زائدة من مخدر "الفنتانيل"، أما الكميات المضبوطة للمخدر في 2022 وحده، فتتجاوز الكمية الضرورية لقتل الشعب الأمريكي برمته.

وعمدت المكسيك قبل زيارة بايدن إلى إلقاء القبض، على أوفيديو جوسمان؛ أحد كبار تجار المخدرات، خلال عملية الخميس الماضي، أسفرت عن سقوط عشرة قتلى في صفوف القوى الأمنية و19 في صفوف "كارتل سينالوا".

وقال براين نيكولس؛ مسؤول الخارجية الأمريكية لشؤون أمريكا اللاتينية، إن الولايات المتحدة تسعى إلى "توسيع تبادل المعلومات" مع المكسيك حول المركبات الكيميائية و"تعزيز الوقاية".

تغيير نهج مكافحة المخدرات

وكانت الولايات المتحدة والمكسيك أعلنتا في 2021 تغيير نهجهما في سياسة مكافحة المخدرات، مع التركيز على أسباب هذه الظاهرة بعد استراتيجية عسكرية بحتة طبقت سابقًا لمدة 15 عامًا.

ومنذ عام 2006، قُتل 340 ألف شخص في أعمال عنف في المكسيك على ارتباط بالمخدرات، وأُعلن عن فقدان الآلاف من دون أن يؤدي ذلك إلى إضعاف هذه المجموعات المسيطرة على سوق المواد المخدرة في المكسيك

ووسط إراقة الدماء هذه، رفعت الحكومة المكسيكية دعوى قضائية على صناعات الأسلحة في الولايات المتحدة، متهمة إياها بتغذية العنف في صفوف تجار المخدرات على أراضي بلادها.