رغم مرور 80 عامًا على الواقعة، إلا أن لغز اختفاء آلاف الماسات خلال الحرب العالمية الثانية على الساحل البعيد لأستراليا الغربية ما زال يحير الكثيرين، حتى إنه مع مرور الوقت أصبح البحث عنه جزءًا من الفولكلور الشعبي في المناطق النائية.
هجوم مفاجئ
القصة الكاملة لما حدث في صباح عام 1942 يرويها الزوجان الأستراليان لاشي وهنري، من سكان المناطق النائية، باعتبارها جزءًا من تاريخ أسرتهما، بحسب شبكة "إي بي إي نيوز أستراليا". وتحكي القصة عن فترة متوترة ومؤلمة عاشتها المدن الشمالية لأستراليا.
بدأت القوات اليابانية في مهاجمة الساحل، وقصف مدينة داروين وإرسال قوات إلى الطرف الشمالي. وتزايدت التكهنات بأن أستراليا على وشك الغزو. وفي 3 مارس، شن اليابانيون هجومًا مفاجئًا على مدينة بروم الساحلية الصغيرة، حيث قصفوا المطار والقوارب بنيران المدافع الرشاشة.
طاقم داكوتا
لم يستمر الهجوم سوى ساعة واحدة، لكنه كان مدمرًا، حيث تصاعدت أعمدة الدخان فوق القوارب المحترقة في خليج رويبوك، بينما طفت الجثث وسط أشجار المانجروف. في هذا اليوم، قُتل أكثر من 80 شخصًا، معظمهم من الرعايا الهولنديين.
ومن قبيل المصادفة، وفقًا للرواية، أنه بعد دقائق قليلة من الغارة، صادفت الطائرة اليابانية العائدة طائرة "داكوتا دي سي-3" الهولندية الصغيرة أثناء نقلها للنازحين. كان على متنها الطيار المقاتل إيفان سميرنوف، بالإضافة إلى ثلاثة من أفراد الطاقم وثمانية مدنيين.
رحلة مشؤومة
تعرضت الطائرة لإطلاق نار من مدافع رشاشة، وأُصيب سميرنوف برصاصة في ذراعه وساقه أثناء محاولته إخراج الطائرة من خط النار. هبطت اضطراريًا على الشاطئ بشكل عجيب، حيث أطفأت الأمواج المالحة النيران، ونجا جميع الأشخاص الـ12.
وفي مكان ما بين الحطام، كانت هناك علبة تحتوي على كمية كبيرة من الماس الثمين. وتعود قصتها إلى الدقائق التي سبقت الرحلة المشؤومة، حيث ظهر رجل غامض وطلب من الكابتن سميرنوف نقل شيء إلى أستراليا.
الرجل الغامض
قال الرجل الغامض، الذي كان يعمل مسؤولًا في شركة الطيران، إن العلبة ذات قيمة كبيرة ويجب تسليمها إلى أستراليا في أسرع وقت. لاحقًا، تم التأكيد على أنها تحتوي على آلاف الأحجار الكريمة غير المصقولة، التي تبلغ قيمتها حوالي 24 مليون دولار بأسعار اليوم.
لكن في خضم حالة الطوارئ، لم يتمكن أحد من العثور على الطرد الغامض. كانت أولويات الناجين مختلفة، حيث أصيب العديد بجروح بالغة، وكانوا عالقين على شاطئ بعيد مع القليل من الطعام والماء والمأوى.
رحلة بحث
خلال الساعات والأيام التي أعقبت سقوط الطائرة، بحث المصابون عن الطرد دون جدوى. وبعد ستة أيام من البحث والجوع، رصد الناجون طائرات في الأفق تابعة للقوات الجوية الأسترالية. أسقطت الطائرات حزمًا من الطعام والأدوية، وبعد فترة وجيزة، وصل فريق الإنقاذ سيرًا على الأقدام.
وعلى مدى الأسابيع التالية، لم تفلح محاولات الشرطة في العثور على أي أثر للطرد. في هذه اللحظة، ظهر رجل من السكان يدعى جاك بالمر، وقرر التحقق من حطام الطائرة. وبالصدفة، تمكن من العثور على كميات من الماس.
النصف المفقود
أكد الزوجان للشبكة أن بالمر بدأ في توزيع الماس على المواطنين بسخاء، مشيرين إلى أنه كان راضيًا عن قراره. ظل يوزع على الأصدقاء والأشخاص الذين يعرفهم في مدينة بروم، لكنه في النهاية تم القبض عليه بتهمة السرقة واستلام سلع مسروقة.
انتهت هيئة المحلفين إلى تبرئة بالمر والمتهمين معه، حيث أقر القاضي بأن اكتشاف مثل هذه المواد المخبأة بالصدفة كان على الأرجح أكثر مما يستطيع أي رجل مقاومته. وفقًا لسجلات المحكمة، كان الناس يعثرون على الماسات مخبأة في الأشجار، معتقدين أنها كرات زجاجية. كان الناس يصطادون الطيور بالماس.
بحسب الشبكة، كان الأمر بمثابة كنز، حيث أراد الجميع الماس، لكن في النهاية لا يعرف أحد ماذا يفعل به. لم يتم العثور إلا على حوالي نصف الماس، بينما أصبحت الأحجار الكريمة المفقودة جزءًا من الفولكلور المحلي.