تفتح كاتدرائية نوتردام في العاصمة الفرنسية باريس أبوابها مجددًا، اليوم السبت، بعد مرور خمس سنوات ونصف السنة على اندلاع حريق هائل دمر برجها وسقفها المبنيين على الطراز القوطي، وأدى إلى انهيارهما بالكامل خلال دقائق فقط.
ويعود تاريخ بناء الكاتدرائية إلى العصور الوسطى قبل 860 عامًا، وهي رمز باريسي وفرنسي، وتم ترميمها بعناية فائقة مع تشييد برج وأقبية مضلعة جديدة وعودة دعائمها وتماثيل الجارجول (كائن خرافي) الحجرية المنحوتة إلى مجدها القديم، فيما أصبحت الأحجار البيضاء والزخارف الذهبية تتألق أكثر من أي وقت مضى.
في مساء يوم 15 أبريل 2019، وأمام أعين الباريسيين المذعورين الذين هرعوا إلى المكان وعلى شاشات التلفزيون في شتى أنحاء العالم، انهار برج الكاتدرائية وسقفها في الحريق الهائل الذي هدد أبراج الجرس الرئيسية والهيكل بأكمله.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبيل حفل الافتتاح الذي يقام اليوم: "اهتز العالم في ذلك اليوم.. أعتقد -وأريد أن أصدق- أن إعادة الافتتاح ستكون بنفس قوة صدمة الحريق، لكنها ستكون صدمة أمل".
وفي خضم أزمة سياسية يواجهها ماكرون في بلده، ستتاح له فرصة نسيان تلك المحنة عندما يستقبل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب والأمير البريطاني وليام وعشرات من رؤساء الدول والحكومات، ومنهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في حفل الافتتاح الفخم الذي يبدأ في نحو الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي
وعمل آلاف الحرفيين الخبراء، من نجارين وبنائين وفناني الزجاج الملون، على مدار الساعة طوال السنوات الخمس الماضية، باستخدام أساليب قديمة لإصلاح أو استبدال كل ما تم إتلافه.
وتدفق المال من أنحاء العالم من أجل أعمال الترميم، وقال مكتب ماكرون إن المبلغ تجاوز 840 مليون يورو، ولا تزال هناك أموال متبقية لمزيد من الاستثمار في المبنى.
وتتوقع الكنيسة الكاثوليكية أن تستقبل الكاتدرائية نحو 15 مليون زائر سنويًا، وتقول الكاتدرائية إنه بدءًا من اليوم، سيتمكن الزوار من حجز تذكرة مجانية عبر الإنترنت.