يُواجه الجيش الألماني، أزمة الجنود الذي يتبنون أفكارًا يمينة متطرفة، الأمر الذي حمل وزارة الدفاع على إدراج 205 حالات ذات تصريحات عنصرية أو متطرفة لعام 2023.
وسرحت القوات المسلحة الألمانية إجمالي 62 جنديًا في عام 2023 بسبب أنشطة يمينية متطرفة، إذ تم فصل 41 مجندًا و11 ضابط صف و10 ضباط، وخلال الفترة نفسها، تم رفض 94 متقدمًا خلال عملية الاختيار؛ بسبب شكوك حول ولائهم، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وصنف جهاز مكافحة التجسس العسكري MAD، 33 شخصًا في منطقة التطرف اليميني ضمن "الفئة البرتقالية" في عام 2023، وهذا يعني أنه من وجهة نظر المخابرات العسكرية هناك معلومات تثير الشكوك حول عدم الولاء للدستور.
وتم تصنيف ستة أشخاص ضمن "الفئة الحمراء" خلال العام، على أنهم متطرفون، وتم تسريح عشرة من هؤلاء الجنود، المصنفين على أنهم "برتقاليون" أو "حمراء"، وما زالت الإجراءات القانونية جارية ضد نحو 20 منهم.
كما تدرج وزارة الدفاع في جدول 205 بلاغات عن حوادث يمينية متطرفة أو عنصرية أو معادية للسامية أصبحت معروفة لدى إدارات الجيش الألماني في عام 2023، وتم فصل عدد من الجنود؛ بسبب تصريحات عنصرية أو يمينية متطرفة تجاه جنود آخرين.
أصبح طرد موظفي الخدمة المدنية المتطرفين أسهل، بعد أن تم فصل جندي متعاقد في براندنبورج؛ لأنه قدم نفسه للجمهور في "تيك توك" على الموسيقى الروسية ومع أعلام الاتحاد الروسي، مرتديًا زيًا رسميًا مع شارات ورتب وطنية ألمانية يمكن التعرف عليها بوضوح.
وقالت النائبة اليسارية مارتينا رينر لحزب التجمع الديمقراطي الألماني إن النظرة العامة للقضايا تعطي انطباعًا بأن مشكلة المواقف اليمينية المتطرفة والعنصرية والمعادية للسامية، تؤخذ على محمل الجد في الجيش الألماني.
وأضافت رينر: "أن عدد المتقدمين الذين تم رفضهم بالفعل في عملية التجنيد لم يتغير تقريبًا، بالإضافة إلى أنه من غير الممكن على ما يبدو سحب جميع الجنود من القوة مع تقييم المخاطر، ويبقى أن نرى ما إذا كان هذا سيتغير مع الإمكانيات الجديدة لقانون الجنود".
وبعد إلغاء التجنيد الإجباري، تقلص تعداد وقدرات الجيش، وسط معارضة للقرار، وعلى رأسهم بوريس بيستوريوس، وزير الدفاع الفيدرالي الحالي، الذي وصفه بالقرار الخاطئ، داعيًا إلى البحث عن بدائل.
وتقلص عدد جنود الجيش الألماني بنحو 22 ألف جندي في 2022، بعد أن سجّل 183 ألف جندي، مُقارنة بعام 2011، الذي سجل 206 آلاف جندي، ويستهدف الجيش الألماني زيادة عدد الجنود الحاليين من 183 ألفًا إلى 230 ألف جندي في عام 2031.
وقال الوزير في البرلمان الألماني "البوندستاج" في نهاية يناير الماضي: "علينا أن نسأل أنفسنا من الذي يجب أن يدافع عن هذا البلد، عندما تصبح الأمور خطيرة"، ووفقًا للاستطلاع الذي أجرته مجلة "فورسا"، فإن 38% فقط مستعدون للدفاع عن ألمانيا بالأسلحة في حالة وقوع هجوم.