قال وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي، اليوم الاثنين، إن مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة يأتي في ظل المأساة غير المسبوقة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في القطاع نتيجة العدوان الغاشم الإسرائيلي المستمر.
وأضاف "عبد العاطي"، في كلمته بمؤتمر القاهرة المقام حاليًا، أن ما يحدث في قطاع غزة مأساة فاقمت من معاناته الإنسانية المتواصلة منذ عقود بسبب استمرار الاحتلال، وهو ما يؤكد ضرورة إعلان تعهدات مالية ملائمة وقابلة للتنفيذ لدعم غزة، من أجل إعادة تأهيل البنى التحتية بالقطاع وإحياء الاقتصاد المحلي.
وأضاف أن العدوان الإسرائيلي على غزة خلّف حجمًا هائلًا من الدمار، يزيد من أعبائه عجز مؤسسات المجتمع الدولي والمنظومة القانونية الدولية عن اتخاذ قرار ومواقف رادعة وحاسمة تحقن دماء الشعب الفلسطيني الشقيق وتوقف الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها سلطة الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فاق كل الحدود، إذ تواصل إسرائيل ارتكاب الفظائع على مرأى ومسمع من العالم منذ أكثر من عام دون رادع، وفي مشاهد مروعة تعجز الكلمات عن وصفها، موضحًا أن إسرائيل تستخدم التجويع والحصار كسلاح والتهجير كعقاب جماعي للفلسطينيين بالمخالفة الفادحة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي.
وتابع: "على مدار 13 شهرًا وقف المجتمع الدولي متفرجًا أمام ما يتم ارتكابه من أفعال بشعة، ومشاهد قتل للأطفال والنساء، وتشريد للسكان المدنيين وتدمير المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس، وقصف سيارات الإسعاف واستهداف العاملين في المجال الإنساني، بمن فيهم موظفي الأمم المتحدة الذين أودى القصف بحياة أكثر من 173 منهم، غالبيتهم من شهداء وكالة أونروا، إضافة إلى تدمير أكثر من 2000 منشأة تابعة للوكالة في قطاع غزة من بينها أكثر من 65 مدرسة"، مدينًا بشكل كامل إقرار التشريع غير القانوني لحظر عمل وكالة أونروا.
وتناول وزير الخارجية المصري موقف بلاده من الأزمة، إذ أكد رفض مصر تصفية القضية الفلسطينية، وسياسة التهجير للشعب الفلسطيني، مشددًا على ضرورة انسحاب إسرائيل فورًا من الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
كما أكد أنه حان وقت التراجع عن سياسة المعايير المزدوجة، ودعا إلى تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في غزة، لافتًا إلى أدوار مصر في هذا الملف، بما في ذلك إنشاء أول مخيم إيواء في جنوب غزة، وتقديم نحو 70% من المساعدات التي دخلت القطاع.