مع نهاية العام الجاري، تتهيأ إسبانيا إلى انتخابات برلمانية جديدة، والتي قد تشهد تبادل الأدوار فيما يعرف بلعبة الكراسي الموسيقية، إذ من المحتمل أن تقلب المعارضة الطاولة على الاشتراكيين "الحزب الحاكم في الانتخابات".
وأظهرت استطلاعات للرأي زيادة شعبية المعارضة المحافظة، في ظل خلاف سياسي محتدم بين اليسار الحاكم، واليمين المعارض، ما يعني أن المنافسة بدأت مبكرًا، بحسب صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية.
استقرار اقتصادي وخلاف سياسي
وإذا كانت حالة الاقتصاد وحدها هي التي تحسم الانتخابات 2023 في إسبانيا، فلن يكون لدى الاشتراكيين الحاكمين ما يدعو للقلق، وخاصة بعد أن سجلت إسبانيا رابع أقوى اقتصاد في القارة العجوز أدنى معدلات التضخم في الاتحاد الأوروبي في نوفمبر، تزامنًا مع استقرار نسبي في سوق العمل.
وتوقع البنك المركزي الإسباني أن ينمو الاقتصاد 4.6 في المئة عام 2022، و1.3 في المئة العام المقبل.
المحليات بروفة للبرلمان
ويرأس حاليًا بيدرو سانشيز منصب رئيس وزراء إسبانيا منذ يونيو 2018، عن حزب العمال الاشتراكي، والذي استطاع أن يحافظ على حكومة الأقلية، وينتظره منافسة شرسة بعد اتساع الصدع بين الاشتراكيين والمحافظين خلال السنوات الثلاث الماضية.
ويشهد شهر مايو المقبل أولى الانتخابات الإسبانية، وهي الانتخابات المحلية، والتي غالبًا ما تكون مؤشرًا للانتخابات البرلمانية، فعادة من يفوز بالأولى يفوز بالثانية.
إسبانيا تنجو من أزمة الطاقة
من ناحية أخرى، لا تعاني إسبانيا من أزمة الطاقة بنفس القدر الذي تعاني منه بقية دول أوروبا، نظرًا لأنها لا تتلق أي غاز من روسيا، وبدلاً من ذلك لديها خط أنابيب غاز من الجزائر، علاوة على ذلك لدى مدريد قدرة كبيرة على الاعتماد على الغاز المسال.
ويعول رئيس الوزراء الحالي على الطاقة المتجددة، إذ جعل بلاده مركزًا للهيدروجين الأخضر في أوروبا، ما يزيد من أسهمه قبل الانتخابات.
ويشغل حزب العمال الاشتراكي الإسباني 84 مقعدًا في مجلس النواب، وحزب بوديموس 67، بينما يحتل الحزب الشعبي الإسباني المحافظ "حزب المعارضة الأساسي" 134 مقعدًا.