يتزامن احتفال المخرج البريطاني ريدلي سكوت بعيد ميلاده الـ87، مع النجاح النقدي والجماهيري الكبير لأحدث أفلامه Gladiator II"المصارع2" بعد نحو 24 عامًا من إصدار الجزء الأول الشهير، إذ إن الجزء الجديد، الذي حقق حتى الآن نحو 314 مليون دولار، كان أحد أبرز أحلامه السينمائية التي أبصرت النور مؤخرًا.
لدى المخرج وصناع "المصارع" طموحات لتقديم جزء ثالث حسبما تردد مؤخرًا، فهو يعتز بهذه الملحمة الدرامية التاريخية ويعتبرها أحد أبرز إنجازاته السينمائية، لكن صفحات تاريخ سكوت السينمائية مرصعة بالأعمال المميزة التي جعلته أحد أبرز مخرجي جيله.
المخرج الذي وُلد يوم 30 نوفمبر 1937 في مقاطعة تاين وير شمال شرق المملكة المتحدة، سافر إلى العديد من البلدان في أوروبا بحكم عمل والده الضابط في سلاح المهندسين الملكي، وأراد الانضمام إلى الجيش البريطاني لكن والده شجعه على تطوير مواهبه الفنية بدلًا من ذلك، لذلك ذهب إلى كلية ويست هارتلبول للفنون ثم الكلية الملكية للفنون في لندن حيث ساعد في تأسيس قسم الأفلام، قبل أن يذهب في رحلته الفريدة إلى موضوعات شتى يتناولها بأفلام سينمائية بأسلوب مميز جعلت المنتج السينمائي مايكل ديلي يصفه بأنه "أفضل مخرج في هذا المجال".
بعيدا عن "المصارع" بجزأيه تبرز في مشوار سكوت السينمائي عدة أفلام سينمائية تدعو إلى التفكير سواء في مستقبل الكوكب والبشرية، أو إلقاء نظرة على جزء من التاريخ، فهذه تعد مناطق السرد المفضلة للمخرج البريطاني، كما هو الحال في فيلم الخيال العلمي Alien"فضائي" الصادر عام 1979.
تدور أحداث الفيلم الشهير حول وصول إشارة استغاثة من الفضاء الخارجي، لكن عندما يتم إرسال سفينة فضاء من الأرض للتحقيق في الأمر، يجد طاقمها أنفسهم وسط كمين لتدور معركة ملحمية فضائية بين الإنسان ومخلوقات فضائية.
ويواصل سكوت ولعه بالفضاء الخارجي في أفلامه، مع تجربته السينمائية الشهيرة The Martian"الماريخي" بطولة مات ديمون، والذي جسد فيه دور مارك واتني رائد الفضاء الذي يعتبره قادته في عداد الموتى عقب فقدانه أثناء رحلة إلى أحد الكواكب، حيث يجد نفسه هناك وسط بيئة خطرة ومعادية للإنسان.
حظي الفيلم بدعم نقدي شديد، ووصفته مقالات نقدية بأنه فيلم ذكي ومثير وتعتمد القصة بشكل أكبر على المغامرة بدلاً من الرعب.
ومزج سكوت بين اهتمامه بالعالم الخارجي ومحاولته الدائمة رصد مدى تدخل الآلة في حياة الإنسان مع تطور التكنولوجيا المستمر، وذلك من خلال فيلمه Blade Runner " بليد رانر" الصادر عام 1982 بطولة هاريسون فورد، الذي تدور قصته حول صناعة روبوتات تشبه البشر تمامًا للعمل في مستعمرات خارج كوكب الأرض، لكن 4 منها يخطفون سفينة فضاء للعودة إلى كوكب الأرض.
طور المخرج البريطاني أجزاء عدة من سلسلة أفلامه Alien، ومنها الفيلم الصادر عام 2012، لكن هذه المرة بعنوان Prometheus "بروميثيوس"، وبأسلوب عصري وممثلين منهم تشارليز ثيرون ومايكل فاسبندر.
ولا يضم الفيلم أيًا من الشخصيات التي ظهرت في الفيلم الأصلي، لكنه يحتفظ بروح الرعب والخيال العلمي التي يجيد سكوت دائمًا إخراجها.
مثلما كان سكوت مهووسا بالمستقبل وعالم الفضاء الخارجي، ذهب في بعض أفلامه إلى التاريخ، ومنها فيلمه الشهير Kingdom of Heaven "مملكة الجنة" الصادر عام 2005 الذي يرجع فيه إلى القرن الـ12 الميلادي أثناء الحروب الصليبية.
وأيضًا ذهب مع الجمهور إلى حكاية الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت من خلال فيلم Napoleon بطولة خواكين فينيكس، لكن الفيلم الأخير لم يحقق النجاح النقدي الذي كان متوقعًا له، كما كان حظه قليلًا في الإيرادات مكتفيًا بنحو 221 مليون دولار من شباك التذاكر العالمي.