اتهمت أنجيلا ميركل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاستمتاع بعدم راحتها بعد أن أحضر كلبه لابرادور إلى اجتماع رغم معرفته بخوفها من الكلاب، وهو ما ذكرته في كتاب يحمل مذكراتها وحياتها السياسية بعنوان "الحرية".
في أعقاب اللقاء الأول بينهما في سوتشي عام 2007، ادعت المستشارة الألمانية السابقة أن بوتين أحضر معه عمدًا حيوانه الأليف "كوني"، في محاولة لترهيبها وإزعاجها، بحسب "ديلي ميل".
وفي ذلك الوقت، نفى بوتين هذه المزاعم، وقال لصحيفة "بيلد" الألمانية: "لم أكن أعرف أي شيء عن هذا"، عندما سُئل عن نواياه، وقال إن "كوني"، التي توفيت عن عمر ناهز 15 عامًا في عام 2014 وكانت هدية من وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، كانت كلبة ودودة.
أصبحت هذه الحادثة سيئة السمعة في ألمانيا، حيث قيل إنها كانت جزءًا من استراتيجية القوة التي يتبعها بوتين للحصول على ميزة في لقائهما الأول المهم للغاية.
تحدثت ميركل بصراحة عن علاقتها وتاريخها مع الزعيم الروسي، مدعية أنه كان يعرف جيدًا أنها كانت تخاف من الكلاب، وفي حديثها لصحيفة "ذا تايمز"، قالت: "من خلال تعابير وجه بوتين، استطعت أن أفهم أنه كان يستمتع بالوضع".
ويبدو أن بوتين سأل ميركل في بداية الاجتماع عندما دخلت كوني الغرفة: "الكلب لا يزعجك، أليس كذلك؟ إنها كلبة ودودة وأنا متأكد من أنها ستتصرف بشكل جيد"، وأجابت ميركل :"لا، إنها لا تأكل الصحفيين على الإطلاق"، باللغة الروسية الأصلية، في ما كان يعتقد أنه محاولة للاستخفاف بالوضع.
ورغم أنها كانت تضحك أثناء المحادثة، إلا أن الصور من اجتماع عام 2007 تظهر مدى صعوبة محاولات السياسية الألمانية إخفاء خوفها.
ترامب مفتون ببوتين
وخلال لقائها الأول مع الرئيس الأمريكي المنتخب حديثًا آنذاك ترامب عام 2017 في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، سألها عن علاقتها ببوتين.
وقالت ميركل: "من الواضح أنه كان مفتونًا جدًا بالرئيس الروسي، وفي السنوات التي تلت ذلك، كان لدي انطباع بأن السياسيين ذوي السمات الاستبدادية والديكتاتورية قد وضعوه تحت تأثير سحرهم".
كتاب الحرب
وكشفت الديمقراطية المسيحية البالغة من العمر 70 عامًا في مذكراتها، في الكتاب الذي يحمل عنوان "الحرية"، تصف ميركل لقاءات لا تُنسى مع مستشار الحزب الديمقراطي الاشتراكي جيرهارد شرودر، والرئيس الأمريكي آنذاك والمستقبلي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذ استعرضت سياسية حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي حياتها السياسية في نحو 700 صفحة تحت عنوان "ذكريات الحرية 1954 – 2021".
خلال فترة وجودها في منصبها، حاولت المستشارة السابقة أنجيلا ميركل إحباط رغبة أوكرانيا في الانضمام بسرعة إلى حلف شمال الأطلسي لأنها كانت تخشى بالفعل ردًا عسكريًا من روسيا.
وقالت "ميركل" عن قمة الناتو الحاسمة في بوخارست في عام 2008، عندما تمت مناقشة خطة للحصول على وضع مرشح للانضمام لأوكرانيا وجورجيا: "لقد فهمت رغبة دول وسط وشرق أوروبا في أن تصبح أعضاء في الناتو في أسرع وقت ممكن إلا أن قبول عضو جديد لا ينبغي أن يجلب المزيد من الأمن له فحسب، بل أيضًا لحلف شمال الأطلسي".
لقد رأت ميركل المخاطر المتعلقة بوجود أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم الأوكرانية قائلةً: "لم يحدث مثل هذا الدمج مع الهياكل العسكرية الروسية من قبل في أي من المرشحين لعضوية الناتو، وفي ذلك الوقت، كانت أقلية فقط من السكان الأوكرانيين تؤيد عضوية البلاد في الناتو".
وقالت ميركل: "حقيقة، إعلان الناتو إعطاء كل من أوكرانيا وجورجيا عضوية حلف شمال الأطلسي، بمثابة إعلان حرب لروسيا".