كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، أنَّ مستشاريْ الأمن القومي لكل من الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، والرئيس المنتخب دونالد ترامب، عقدا اجتماعهما الأول، وناقشا تطورات الحرب على غزة وجهود استعادة المحتجزين من القطاع.
ونقل الموقع عن مصدريْن مطلعيْن على الاجتماع، أن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، التقى الأسبوع الماضي، مع النائب الجمهوري من فلوريدا مايك والتز، الذي رشحه ترامب مستشارًا للأمن القومي.
وقال المصدران إنَّ سوليفان ووالتز ناقشا العديد من قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية، بما في ذلك الحرب على غزة وقضية المحتجزين في القطاع.
وهذا هو اللقاء الأول بين سوليفان وخليفته المفترض والتز، الذي سيرث سلسلة طويلة من الأزمات المتصاعدة في مختلف أنحاء العالم، وفي مقدمتها الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
وقبل أقل من شهرين على تنصيب ترامب، يبدو من غير المرجح أن يتم التوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار في غزة لاستعادة المحتجزين، في أي وقت قريب.
ووفق تقرير منفصل لأكسيوس، رجَّح أنْ يرث ترامب الأزمة والمسؤولية عن الأمريكيين السبعة الذين تحتجزهم حماس، ويُعتقد أن أربعة منهم على قيد الحياة.
وأشار التقرير إلى أنه عندما اتصل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج بترامب لتهنئته على فوزه في الانتخابات، أخبر الرئيس المنتخب أن تأمين إطلاق سراح المحتجزين الـ101 هو "قضية ملحة"، وفقًا لثلاثة أشخاص مطلعين على المكالمة.
وقال هرتسوج للرئيس الأمريكي المنتخب: "عليك إنقاذ المحتجزين"، ليرد ترامب قائلًا إن أغلب المحتجزين "ماتوا على الأرجح"؛ لكن هرتسوج أكد أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية "تعتقد أن نصفهم لا يزال على قيد الحياة".
وعندما التقى هرتسوج ببايدن في البيت الأبيض في 11 نوفمبر، طلب من الرئيس الأمريكي العمل مع ترامب بشأن هذه القضية حتى 20 يناير المقبل، عندما يتولى ترامب منصبه، حسبما قال مصدر مطلع على الاجتماع لـ"أكسيوس".
وبعد يومين، عندما استضاف ترامب في اجتماع لمدة ساعتين في المكتب البيضاوي، أثار بايدن قضية المحتجزين واقترح العمل معًا للدفع نحو التوصل إلى اتفاق.
وقال "بايدن" لعائلات المحتجزين الأمريكيين في اجتماع عقد بعد ساعات قليلة من محادثته مع ترامب: "لا يهمني إن حصل ترامب على كل الفضل طالما عادوا إلى الوطن".
وفي الواقع، لا تزال المفاوضات بشأن اتفاق المحتجزين ووقف إطلاق النار متوقفة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وفي اجتماع عُقد في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال قادة جيش الاحتلال والموساد والشاباك لـ"نتنياهو"، إنهم يعتقدون أنه من غير المرجح أن تتخلى حماس عن شروطها للانسحاب الإسرائيلي من غزة وإنهاء الحرب.
وقال مسؤولان إسرائيليان مطلعان على الاجتماع لـ"أكسيوس"، إنهم أبلغوا نتنياهو أنه إذا كانت الحكومة الإسرائيلية مهتمة بالتوصل إلى اتفاق، فيجب عليها تخفيف مواقفها الحالية.
نتنياهو رفض إنهاء الحرب مقابل صفقة إطلاق سراح المحتجزين، مدعيًا أن ذلك "سيسمح لحماس بالبقاء، ويشير إلى أن إسرائيل هُزمت".
ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي، قوله "إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، فإن ذلك سيزيد الضغوط على حماس، وسيعيد تركيز الجهود على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة".
ويقول بعض المسؤولين الإسرائيليين إن ترامب، الذي قال إنه يريد أن تنتهي الحرب في غزة بسرعة، سيكون له نفوذ وتأثير أكبر بكثير من بايدن، الذي ضغط، مرارًا وتكرارًا، على نتنياهو لتليين موقفه، إلا أن محاولاته باءت بالفشل.