اختُتِمَت فعاليات الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بحفل مميز، بدأ بقصيدة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" للشاعر الراحل محمود درويش، ثم عرض فني من فلسطين لفرقة "وطن للفنون الشعبية"، لاقى تفاعلًا كبيرًا من حضور المهرجان ونجوم السينما العرب والأجانب ومنهم يسرا، وأحمد حلمي، ودرة، وأشرف عبدالباقي وابنته المخرجة زينة، وميمي جمال، ونبيلة عبيد ومحمود حميدة وأمير المصري.
مثلما طغت أجواء دعم القضية الفلسطينية في حفل الافتتاح وطيلة فعاليات المهرجان، استمر الدعم في حفل الختام، إذ وجه حسين فهمي، رئيس المهرجان، الشكر للفرق الفنية الحاضرة من غزة، قائلًا: "أؤكد أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، ومن خلال الفن نعلن مواقفنا تجاه القضايا المهمة".
وأضاف: "لمست حب واحتفاء الجمهور بالمهرجان، وسعداء بكل كلمة قيلت عنا.. مصر أم الدنيا وحاضرة بفنها وأفلامها في كل بيت عربي، والفيلم المصري يٌعرف بأنه الفيلم العربي، ومصر مهمة بفنها وفنانيها".
واختتم كلمته بالحديث عن بداية رحلته مع إدارة المهرجان، موضحًا: "حينما تسلمت المهرجان احتجت إلى راعٍ، ولجأت لصديق وهو نجيب ساويرس. أخبرته أنني أحتاج مساعدة، فقال لي: ولا يهمك. وتحدث مع الجميع ليساعدني".
جوائز مهرجان القاهرة السينمائي
أما في ما يتعلق بجوائز الدورة الـ45، أعلنت إدارة المهرجان جوائز المسابقة الدولية، إذ فاز بجائزة الهرم الذهبي الفيلم الروماني "العام الجديد الذي لم يأت أبدًا"، إخراج بوجدان موريشانو، بينما كانت جائزة الهرم الفضي من نصيب المخرجة ناتاليا نزاروفا عن فيلم "طوابع بريد" من روسيا، أما الهرم البرونزي كان من نصيب المخرج بيدرو فريري عن فيلم "مالو" من البرازيل.
وذهبت جائزة نجيب محفوظ لأفضل سيناريو إلى الفيلم الإيطالي "فيتوريا"، ونال ليي كانج شنج جائزة أفضل ممثل عن فيلمه الأمريكي "قصر الشمس الزرقاء" مناصفة مع ماكسيم ستويانوف بطل الفيلم الروسي "طوابع بريد"، بينما فازت بجائزة أفضل ممثلة يارا دي نوفايس عن فيلمها "مالو" من البرازيل، ومُنحت شهادة تقدير للممثلة ألينا خويفانوفا عن "طوابع بريد"، وفاز بجائزة هنري بركات أحسن إسهام فني مخرج فيلم "آيشا" نجمى سنجاك،
فيما ذهبت جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، مناصفة بين الفيلم المصري "أبو زعبل 89" للمخرج بسام مرتضى، والفيلم اللبناني الفلسطيني "حالة عشق" للمخرجتين كارول منصور ومنى خالدي.
وعبرت "منصور"، في كلمتها، عن فخرها بالجائزة التي يستحقها كل أبطال وفريق العمل والطواقم الطبية والإسعاف التي تعمل دون كلام، لكن رغم سعادتها بها إلا أنها حزينة بسبب المجازر التي تحدث في غرة ولبنان، قبل أن تختتم: "ولا نقول سوى فلسطين حرة إن شاء الله".
مسابقة أسبوع النقاد الدولية
حصل فيلم "أبو زعبل 89" على تنويه خاص، فيما ذهبت جائزة شادي عبد السلام لأحسن فيلم إلى "الماس خام" إخراج إجناس ريبينجر، فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة إلى فيلم "سيمون الجبل" للمخرج فيديريكو لويس.
وحصل على جائزة يوسف شاهين أحسن فيلم قصير الصيني "ديفيد" للمخرجين كاي شويه وهونج جييشي، وكانت جائزة لجنة التحكيم الخاصة من نصيب الفيلم المصري السعودي "انصراف" للمخرجة جواهر العامري، التي قالت في كلمتها "إنه مع استلامها الجائزة لا تنسى الأشقاء في فلسطين ولبنان والسودان".
وكان هناك تنويه خاص للفيلم المصري "الأم والدب" للمخرجة ياسمينا الكمالي، التي اعتذرت عن عدم حضورها، ولكنها أرسلت كلمة قائلة: "أريد التعبير عن شكري لوالدتي التي سمحت بتصويرها وتقديم فيلم عنها، وفي النهاية لن ننسى الدعم الكامل للشعبين الفلسطيني واللبناني".
جوائز فيبريسي
أعلنت نتائج لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للنقاد "فيبريسي" فوز فيلم "دخل الربيع يضحك" للمخرجة نهى عادل بجائزتها، وعبرت عن سعادتها قائلة: " كنت مصممة على تقديم أفضل ما لديّ، وسبق أن حصلت على جائزة لفيلمي القصير في القاهرة، ولم أتخيل يومًا أنني سأحصل على جائزة لفيلمي الطويل من هنا أيضًا وبعدها بعام، وأصررنا على عرض الفيلم لأول مرة في بلدي، ليكون رسالة شكر لكل من ساهم في إنجازه".
وكانت جائزة منظمة ترويج السينما الآسيوية "نيتباك" لأفضل فيلم آسيوي طويل من نصيب الفيلم الصيني "تاريخ موجز لعائلة" للمخرج لين جيانجي، مناصفة مع نهى عادل مخرجة "دخل الربيع بيضحك".
آفاق السينما العربية
أما في مسابقة آفاق السينما العربية، فجاءت جائزة يوسف شريف رزق الله لأحسن سيناريو -قيمتها 6 آلاف دولار- من نصيب الفيلم اللبناني "أرزة" للمخرجة ميرا شعيب وتأليف لؤي خريش وفيصل شعيب.
وجائزة أحسن ممثل (قيمتها 2000 دولار) من نصيب الفنان محمد خوي بطل الفيلم المغربي "المرجا الزرقا" للمخرج داود أولاد السيد، الذي قال في كلمته إنَّ هذه الجائزة ستكون بمثابة الشفاء لمخرج العمل لمروره بأزمة صحية.
أما جائزة أحسن ممثلة (قيمتها 2000 دولار) كانت من نصيب الفنانة دياموند بو عبود عن الفيلم اللبناني "أرزة"، إذ أعربت عن سعادتها وفخرها بهذه الجائزة، موجهة الشكر للجمهور المصري ومهرجان القاهرة ولعائلة "أرزة" وعائلتها وزوجها، مؤكدة أن اليوم يشهد عيد الاستقلال اللبناني وبالتالي تهدي جائزتها للشعب اللبناني.
وكان هناك تنويه خاص للفنانة رحاب عنان بطلة الفيلم المصري "دخل الربيع يضحك"، التي قالت إنها ليست ممثلة محترفة، وهذه أولى تجاربها في عالم التمثيل، ولا تصدق أنها فازت بها، وتهديها لوالدتها الراحلة.
وكانت جائزة سعد الدين وهبة لأحسن فيلم عربي -قيمتها 10 آلاف دولار- من نصيب المنتجتين كارول منصور ومنى خالدي عن الفيلم اللبناني الفلسطيني "حالة عشق". فيما ذهبت جائزة صلاح أبو سيف -قيمتها 7 آلاف دولار- إلى نهى عادل مخرجة الفيلم المصري "دخل الربيع يضحك".
الفيلم الفلسطيني
وفي مسابقة الفيلم الفلسطيني، فاز "أحلام كيلو متر مربع" بالجائزة الأولى، وكانت الثانية من نصيب "حالة عشق" إخراج كارول منصور، وذهبت الجائزة الثالثة لفيلم "أحلام عابرة".
كما قررت لجنة التحكيم منح شهادة تقدير لكل من غسان أبو سنة، والمخرج رشيد مشهراوي عن فيلم "سن الغزال"، إذ قال مشهراوي: "جائزتي الكبرى للمساحة التي تركها المهرجان للسينما الفلسطينية، والفرص التي حصل عليها السينمائيون ليحكوا عن تجاربهم".
أما جوائز أفلام غزة، ففاز بالجائزة الأولى فيلم "جلد ناعم" للمخرج خميس مشهراوي، وذهبت الجائزة الثانية لفيلم "خارج التغطية" إخراج محمد شريف، أما الجائزة الثالثة فكانت من نصيب "يوم دراسي" إخراج أحمد الدنف.