استُشهِد أكثر من 70 فلسطينيًا، معظمهم أطفال ونساء، وجُرِحَ أكثر من 150 آخرين في قصف إسرائيلي على حي سكني بمحيط مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
تدمير حي سكني
وفي هذا السياق، قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، إنَّ جثث عشرات الشهداء ملقاة على الأرض، بعد المجزرة الجديدة التي ارتكبها الاحتلال وأدت إلى تدمير حي سكني قرب المستشفى.
وأضاف أنَّ هناك أعدادًا كبيرة من الشهداء لا يزالون تحت الأنقاض، دون وجود أي طريقة لانتشالهم أو رفع الأنقاض عنهم.
وأوضح أن ما يصل إلى المستشفى هو أشلاء الشهداء، والجثامين المقطعة، ومعظهم أطفال ونساء، في مشاهد تدمي القلب.
وذكر أن طواقم المستشفى تعمل حاليًا على انتشال جثث الشهداء ومعالجة المصابين بموقع المجزرة التي ارتكبها الاحتلال فجر اليوم، وأدت إلى تدمير عدد من المنازل السكنية على رؤوس من فيها.
وشدد على أن المنظومة الصحية منهارة تمامًا في شمال غزة، ولا تستطيع الطواقم الطبية فعل شيء، في ظل صمت العالم عمّا يرتكبه الاحتلال في قطاع غزة.
إفراغ قطاع غزة
من جهته، قال الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، إنَّ دولة الاحتلال الإسرائيلي تسابق الزمن لإفراغ قطاع غزة من أهله، عبر تصعيد المجازر ضد المدنيين.
وفي حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أضاف "عبد العاطي" أنَّ الاحتلال الإسرائيلي ارتكب أكثر من 78 مجزرة منذ 45 يومًا من مواصلة العملية البرية الإسرائيلية وتهجير قرابة 180 ألفًا من السكان القاطنين.
وذكر أنَّ الاحتلال نسف مربعًا سكنيًا بشكل كامل ضم منازل عائلات بمحيط مستشفى كمال عدوان، لافتًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتبع تكتيكًا جديدًا في نسف المنازل عن طريق إلقاء براميل البارود والصواريخ الثقيلة على التجمعات السكنية.
وأشار إلى أنّ الحصيلة الأولية في مجزرة بيت لاهيا بلغت 200 شهيد وجريح، إذ إنّ مستشفى كمال عدوان أعلن استقبال 66 شهيدًا و150 مصابًا، وذكر أنَّ الاحتلال اقتحم في وقت سابق مستشفى كمال عدوان ودمر مخازن الأدوية منع دخول المستلزمات الطبية والمساعدات الإنسانية لأكثر من 55 يومًا.
ولفت إلى أنّ استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي لمنع اتخاذ قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة "بمثابة ضوء أخضر لمواصلة ارتكاب جرائم الاحتلال والتطهير العرقي وحدوث مجاعة حقيقة تؤدي إلى وفاة أعداد كبيرة من الفلسطينيين".
وتوقع أنَّ إسرائيل ستواصل ارتكاب مجازرها ونسف المنازل في شمال قطاع غزة من أجل تحويلها إلى مناطق غير صالحة للحياة، ومنع عودة الفلسطينيين إلى منازلهم وتحويله إلى منطقة عازلة، وربما ضمه لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أنّ دولة الاحتلال في مأزق بسبب إطالتها لأمد الحرب والإبقاء على الطبقة الحاكمة التي جعلت الحرب هدفًا وفرضت واقعًا اقتصاديًا صعبًا، منوهًا بأن المجتمع الإسرائيلي بات يعيش حالة من الرعب.
وحتى الثلاثاء 19 نوفمبر الجاري، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي 3 آلاف و838 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية منذ بداية الحرب على غزة، بحسب البيانات الفلسطينية الرسمية.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حربًا على غزة خلفت أكثر من 148 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورًا وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.