قال اللواء يحيي رسول، الناطق باسم القوات المسلحة العراقية، إن العراق يرفض بشكل قاطع الشكوى المقدمة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي عبر الأمم المتحدة، لتحميل الحكومة العراقية المسؤولية عن الهجمات المنفذة من أراضيه، مشيرًا إلى أن هذه الاتهامات تهدف إلى تبرير عدوان مخطط له ضد العراق من قِبل سلطات الاحتلال.
وبعث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رسالة إلى مجلس الأمن تحدث فيها عما أسماه بـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، محملًا الحكومة العراقية المسؤولية عن الهجمات، ودعا مجلس الأمن للتحرك والتأكد من أن الحكومة العراقية تفي بالتزاماتها.
وأضاف "رسول" خلال تصريحات خاصة لـ"القاهرة الإخبارية"، أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول جر العراق إلى عمليه استهداف مباشرة، وأن الحكومة العراقية مستمرة في منع استخدام أراضيها لشن أي هجوم، موضحًا أن العراق له دور أساسي في الوقوف إلى جانب الأشقاء من الدول المعتدي عليها، وأن بغداد تفي بواجبها الشرعي والأخلاقي بجانب أشقائها من خلال تقديم الدعم الإنساني والسياسي والقانوني لهذه البلدان فقط لا غير.
وأكد الناطق باسم القوات المسلحة العراقية، أن الحكومة تعمل على كبح جماح سلطات الكيان الصهيوني المحتل ووقف العدوان عبر الجهود الدولية، إزاء استمرار سلطات الاحتلال في انتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي الداعية لاحترام سيادة الدول والالتزام بالقانون الدولي ووقف الأنشطة الحربية.
وأشار إلى أن المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي أكد أن المزاعم الأخيرة لسلطات الكيان المحتل وأفعالها تعد تصعيدًا خطيرًا ومحاولة تلاعب بالرأي العام الدولي لتبرير العدوان وتقويض الجهود الرامية للحفاظ على السلم والأمن وتزيد من خطر توسع الصراع في المنطقة.
وذكر، أن العراق ملتزم بالقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، وأن بلاده تدين بشده تهديدات سلطات الاحتلال التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة ويدعو جميع الأطراف الفعالة، لإنهاء التصعيد وإعطاء الأولوية للحوار والالتزام بمبادئ القانون الدولي.
جبهات جديدة للصراع
من جانبه، قال فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تريد فتح مساحات جديده للصراع، كلما كانت هناك جهود دولية للتوصل لاتفاق أو هدنة لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان.
وأضاف "الشمري" خلال تصريحات خاصة لـ"القاهرة الإخبارية"، أن العراق يرفض تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بشن غارات على أراضيه، مشيرًا إلى أن بلاده أبلغت مجلس الأمن وشركاءه الدوليين وأصدقاءه في دول الجوار والولايات المتحدة الأمريكية لرد أي محاولة لاعتداء إسرائيلي على الأرض العراقية.
وأوضح، أن التحالف الدولي في العراق والولايات المتحدة الأمريكية، مطلعين باستمرار على حجم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة العراقية لمنع أي هجمات من أراضيه.
وأكد المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، أن الحكومة العراقية والأجهزة الأمنية وقواتها العسكرية استطاعت بملاحقة الكثير من الجماعات وأقفت الكثير من منصات الإطلاق.
وذكر أن العراق اتخذ لنفسه في خضم هذه الأزمة التي تعيشها المنطقة مسارا سياسيا ودبلوماسيا.
وأكد أن الحكومة العراقية لا تريد بأي شكل من الاشكال وتحت أي مبرر، بأن يتحول العراق لساحه صراع أمني أو عسكري من أي طرف من الأطراف ونجن نمضي بهذا الاتجاه ونريد أن نحافظ على هذه المسارات.
دعوة لمجلس الأمن
وكشفت تل أبيب، أول أمس الاثنين، عن أنها دعت مجلس الأمن الدولي عبر رسالة إلى اتخاذ إجراءات فورية بشأن الجماعات التي تهاجمها من العراق، متوعدة بما اعتبرته حق الدفاع عن النفس.
وفي ضوء هذا الوعيد الإسرائيلي، ترأس محمد الشياع السوداني، رئيس الحكومة العراقية، اجتماعًا طارئًا للمجلس الوزاري للأمن الوطني مساء أمس الثلاثاء، وفق بيان للمجلس أكد فيه أن اتهامات إسرائيل لا تعدو كونها ذرائع تهدف إلى تبرير عدوان مُخطط له ضد العراق.
وقال المجلس في بيانه إن بغداد مستمرة في إجراءاتها لمنع استخدام الأراضي العراقية لشن أي هجوم، وإن تلك الإجراءات أثمرت بالفعل عن ضبط أسلحة معدة للإطلاق، وتلاحق قانونيا كل مَن يشترك في أنشطة تهدد أمن العراق وسلامة أراضيه.
ووجَّه "السوداني" الخارجية العراقية بدعوة جامعة الدول العربية إلى اتخاذ موقف حازم وموحد ضد تهديدات سلطات الكيان المحتل، يتضمن إجراءات عملية تستند إلى وحدة المصير والدفاع المشترك.