الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

جفاف ضرب الأرض.. انخفاض مفاجئ في مستويات المياه العذبة عالميا

  • مشاركة :
post-title
المياه العذبة

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

دقّ علماء دوليون ناقوس الخطر، في مختلف أنحاء العالم، بعد النتائج التي توصلوا إليها بوجود انخفاض مفاجئ في مستويات المياه العذبة العالية، والتي كانت في الماضي وفيرة جدًا، وباتت الآن معرضة لخطر شديد.

وقام فريق دولي من العلماء بتحليل بيانات من الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا وألمانيا، واكتشفوا وفق موقع الأرض، أن مستويات المياه العذبة الإجمالية على الأرض شهدت انخفاضًا مفاجئًا بدءًا من مايو 2014، دون أي علامات على التعافي منذ ذلك الحين.

وكان متوسط ​​كمية المياه العذبة المخزنة على الأرض، والتي تشمل المياه السطحية السائلة مثل البحيرات والأنهار، بالإضافة إلى المياه في طبقات المياه الجوفية، أقل بنحو 290 ميلًا مكعبًا - بواقع 1200 كيلومتر مكعب من المستويات المتوسطة من عام 2002 إلى عام 2014.

واستخدم الفريق الملاحظات من أقمار تجربة استعادة الجاذبية والمناخ الموجودة في الفضاء، لتحديد هذا الانخفاض العالمي الكبير في المياه العذبة، وتم قياس التغيرات في جاذبية الأرض شهريًا، وكشفت عن وجود تحولات في كتلة الماء على السطح وتحته.

الاحتباس الحراري قد يكون سببا في نقص المياه العذبة

واقترح الباحثون أن هذا التراجع قد يشير إلى أن قارات الأرض تحولت إلى حالة جفاف دائمة، حيث بدأت بجفاف شديد في شمال ووسط البرازيل، تلاه سريعًا جفاف كبير في أستراليا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية وأوروبا وإفريقيا.

ولعبت درجات حرارة المحيط الأكثر دفئًا في المحيط الهادئ الاستوائي خلال ظاهرة النينيو في الفترة 2014-2016، والتي كانت واحدة من أشد ظواهر النينيو منذ عام 1950، دورًا حاسمًا في تحويل التيارات النفاثة الجوية وتغيير أنماط الطقس وهطول الأمطار العالمية.

ولكن الاكتشاف الأكثر إثارة للقلق جاء بعد انحسار ظاهرة النينيو، وفقًا للدراسة المنشورة في مجلة Surveys in Geophysics، حيث لم ترتفع مستويات المياه العذبة على مستوى العالم، وأشار العلماء إلى أن 13 من أشد حالات الجفاف في العالم حدثت منذ يناير 2015.

ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة تبخر الماء من السطح إلى الغلاف الجوي وقدرة الغلاف الجوي على الاحتفاظ بالمياه، مما يزيد من تواتر وشدة ظروف الجفاف، وهو ما أثار مخاوف علماء الأرصاد الجوية من أن الاحتباس الحراري العالمي قد يكون سببًا في نقص المياه العذبة.

وتحدث العلماء عن الدورة المفرغة التي تطلق تهديدات كبيرة للزراعة والمجتمعات والاستقرار العالمي، مشيرين إلى أن المشكلة تكمن في أنه عندما يكون لديك هطول أمطار غزيرة فالماء المنهمر ينتهي به الأمر إلى الجريان.

ذلك الأمر يعني أن الماء لا يتسرب إلى الأرض، وخلال فترات الجفاف الطويلة، يفرض الضغط على إمدادات المياه على المدن والمزارع الاعتماد بشكل كبير على المياه الجوفية، مما يخلق حلقة مفرغة من الاستخراج غير المستدام.

ويؤثر الاستنزاف الناتج عن ذلك على المزارعين والمجتمعات المحلية، مما يؤدي إلى تفاقم الفقر والمخاطر الصحية والصراعات المحتملة، وبحسب تقرير الأمم المتحدة بشأن الإجهاد المائي، فإن الأشخاص الذين يواجهون نقصًا حادًا في المياه قد يلجأون إلى مصادر مياه ملوثة، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض والمجاعة.