قال محمد صلاح، نجم ليفربول ومنتخب مصر، إن عمر مرموش لاعب ممتاز جدًا، لكن يجب أن يبتعد عن المقارنة بينى وبينه لأنها لن تكون مفيدة له، فهو لاعب مميز جدًا و"عافر" للوصول إلى ما هو عليه الآن.
في أمسية استثنائية تجمع بين روح الرياضة وشغف المعرفة، خلال فعاليات الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، تحدث "صلاح" عن مسيرته الكروية، وشارك الحضور جوانب من حياته؛ بدءًا من بداياته وصولاً إلى النجومية العالمية، مسلطًا الضوء على التحديات التي واجهته، والدروس التي تعلمها، كما كشف عن الكتب التي ألهمته وأثرت في تطور رؤيته للحياة والعالم، ليمنح الجمهور لمحة عن جوانب جديدة في شخصيته تتجاوز حدود الملاعب.
قال نجم ليفربول ومنتخب مصر : "قصتى بدأت من ساعة ما خرجت من مصر وعمرى 19 عامًا، وكان هدفي اللعب فى أوروبا، ولقد عانيت كثيرًا في بازل السويسري، فكنت لا أتحدث إلا العربية، والموضوع كان صعب جدًا، لأنتقل بعد ذلك إلى تشيلسي، ثم إلى إيطاليا، وبعد ذلك لنادى ليفربول".
وأضاف صلاح: "عاداتنا أن اللاعب الذي يفشل فى نادٍ أوروبى يعود من جديد، والموضوع بالنسبة لي كان صعبًا"، مواصلا "اللعب فى الخارج لا يُكتب عنه شيء فى الصحف بالخارج لكن عربيًا الصحف تكتب يوميًا، والوطن العربي لا فرق فيه بين المواهب، واللاعبين العرب الذين نجحوا فى الخارج قليلين جدًا، ولهذا علينا دعم المواهب دائمًا".
ولفت إلى أن "هناك اختلافات فنية بين كل الدوريات التي لعبت بها، في الدورى الإيطالي التكتيك صعب جدًا، أما الدوري الإنجليزي فقائم على السرعة والالتزامات"، مؤكدًا "الدوري الإنجليزى أفضل دوري في العالم حتى الآن، وكيفية التكيف فى الفرق التي لعبت بها تأتى من المرونة، فلابد أن يكون لدى اللاعب مرونة للتأقلم مع الدوريات الأوروبية".
وأضاف "صلاح"، خلال ندوة ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب، أن أكثر الكتب التي أثرت به هو فن اللامبالاة، إلى جانب العديد من الكتب الأخرى، فهناك كتب كثيرة قرأها واستفاد منها ومن كل عقل يكتب، موضحًا أن الثقافة لعبت دورًا كبيرًا في نجاح تجربته.. "إذ رأيت الحياة بأسلوب مختلف خاصة مع احترافي فى الخارج والثقافة المختلفة التي عشت فيها، وعندما رأيت الحياة بمنظور أوروبي تم تغيير كل شيء لديّ".
وتابع: "الثقافة معرفة وساعدتني بنحو 90% من أسلوب حياتي، منذ تجربتي فى تشيلسي التي كانت غير ناجحة ، ومَن يريد أن ينجح يجب أن يبحث عن أمور أخرى، وبالقراءة التي غيرت في حياتي"، مضيفًا: " ما شجعني فى القراءة أنني شخص أحب النجاح.. وأسأل الناجحين في الخارج ماذا فعلوا حتى نجحوا، ومن خلال قراءتي لكتب مصطفى محمود ورفضه أن يعيش دور الضحية، كما أن إبراهيم الفقي من خلال كتبه غيّر فيَّ الكثير، والربط بين الرياضة والقراءة مهم جدًا لأي شخص يريد النجاح".
وأضاف نجم مصر وليفربول: "يجب أن تكون قارئًا في مجالك حتى تعرف كيف تتعامل، والكتب التي قرأتها صالحة للرياضيين وغير الرياضيين، ويجب القراءة فى علم النفس لفهم الناس والتعامل معهم، ويجب أن أعيش الحياة التي أحبها لأنها حياتي".
وأردف "صلاح" قائلًا: "عندما ذهبت إلى بازل وشاهدت التدريبات هناك سألت نفسي "لماذا يفعلزم ذلك؟.. وقررت أن أتبع النظام نفسه حتى أنجح بل قررت أن أعمل الأفضل، ويكون ليّ تأثير داخل وخارج الملعب، إذ يجب أن أكون إيجابيًا، وهناك لاعبون عرب على مستوى عالٍ بل ربما تكون هناك موهبة أفضل مني لكن هل لديه دافع النجاح؟.
وعن نصيحته لأي لاعب صاعد قال: "يجب أن يكون لديه دافع ومميز في اللعب، فالشهرة ليست مميزة أو الظهور في التلفزيون، يجب أن يكون هناك دوافع كثيرة لتطوير نفسك".
هذا وقد احتشد آلاف الزوار خلال فعاليات الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب أمام بوابات الدخول، في انتظار استقبال لاعب كرة القدم المصري العالمي محمد صلاح، الذى استضافه المعرض اليوم في لقاء جماهيري يروي فيه رحلة وصوله للعالمية، ويكشف علاقته بالكتب وتأثيرها على مسيرته الرياضية.