الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فريق الأحلام.. اليمين المتطرف في إسرائيل الأكثر سعادة بترشيحات ترامب

  • مشاركة :
post-title
فلسطيني وزوجته يقفان على أنقاض منزلهما الذي هدمته سلطات الاحتلال في القدس الشرقية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يرى اليمين المتطرف في إسرائيل، أنّ كبار المسؤولين في إدارة دونالد ترامب الجديدة، يمثلون "فريق الأحلام" الذي سيقدم فرصة فريدة وخاصة لتوسيع قبضة الاحتلال على الأراضي المحتلة، وإنهاء أي احتمال لقيام دولة فلسطينية بشكل دائم.

هكذا استهلت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، تقريرها عن ترحيب اليمين المتطرف في إسرائيل، بترشيحات الرئيس المنتخب، والتي تدعم بشدة خطط الاحتلال، فيما لفتت إلى صدمة الفلسطينيين والمنظمات غير الحكومية اليسارية في إسرائيل من تعيين ترامب لداعمين صريحين لمشروعات نشطاء اليمين المتطرف في إسرائيل، وتقول إن حكومة بنيامين نتنياهو أصبحت أكثر جرأة بعد فوز ترامب.

ونقلت الصحيفة تحذير افتتاحية صحيفة "هاآرتس" اليسارية الإسرائيلية، من أن "سلسلة التعيينات التي أعلن عنها ترامب يجب أن تثير قلق كل من يهتم بمستقبل إسرائيل".

وكشف التقرير أنه منذ الانتخابات الأمريكية، واصلت سلطات الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين.

وفي الأسبوع الماضي، كان السكان الفلسطينيون في حي البستان في القدس الشرقية المحتلة يغربلون الحطام الناجم عن هدم تسعة منازل مؤخرًا من قبل سلطات الاحتلال، بعد أن قضت محكمة إسرائيلية بأن بنائها غير قانوني.

وقال فخري أبو دياب، وهو ناشط مخضرم لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية في تقريرها، أنه قاد لسنوات مقاومة جهود هدم منازل العائلات الفلسطينية في البستان، إن الجرافات عادت في يوم الانتخابات الأمريكية، لتدمير الجزء من منزله الذي تركته فرق الهدم البلدية قائمًا في وقت سابق من هذا العام.

وقال أبو دياب (62 عامًا) إن 40 شخصا، بينهم أطفال، أصبحوا بلا مأوى، وإن 115 منزلًا مهددة الآن. وأضاف إن "إسرائيل تريد هدم هذا المكان منذ 20 عامًا، وهي الآن تستغل الفرصة.. هذه مجرد وسيلة لمعاقبتنا وإجبارنا على الرحيل.. أنا هنا، حيث كان والداي وأجدادي، وسأبقى هنا". وقالت زوجته أمينة إنه مع وجود ترامب في السلطة "لا يوجد ما يكبح جماح إسرائيل".

وقالت منظمة "عير عميم" الحقوقية، إن الهدف الحقيقي من عمليات الهدم هو ربط جيوب المستوطنين الإسرائيليين المزروعة في الأحياء الفلسطينية بالقدس الغربية، وأضافت أن سلطات الاحتلال شجعها فوز ترامب، وأضافت أن عمليات الهدم في منطقة البستان "يمكن أن تكون بمثابة نذير لما هو آت".

وفي الأسبوع الماضي أيضًا، هدمت سلطات الاحتلال قرية بدوية في صحراء النقب لإفساح المجال أمام إقامة مجتمع يهودي أرثوذكسي جديد، بناءً على أوامر من إيتمار بن جفير، وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، كما هدمت 25 مبنى فلسطينيًا في الضفة الغربية المحتلة، وفقًا للأمم المتحدة.

وذكرت "ذا جارديان" أن السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، الذي رشحه ترامب لمنصب وزير الخارجية الأمريكي المقبل، يعارض وقف إطلاق النار في غزة.

ونقلت الصحيفة عن إليز ستيفانيك، المرشحة لمنصب سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وصفها للمنظمة الدولية بأنها "بؤرة لمعاداة السامية" بسبب إدانتها للإبادة الإسرائيلية في غزة.

وقالت الصحيفة عن السفير الأمريكي الجديد لدى إسرائيل مايك هاكابي، بأنه مسيحي إنجيلي يؤيد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، ووصف حل الدولتين في فلسطين بأنه "غير قابل للتطبيق". وخلال زيارة إسرائيل في عام 2017، قال هاكابي: "لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية.. لا يوجد شيء اسمه مستوطنات، بل هي مجتمعات وأحياء ومدن.. ولا يوجد شيء اسمه احتلال".

ويعتبر بيت هيجسيث، وزير الدفاع المحتمل، مسيحيًا إنجيليًا آخر يحمل وشمًا لرموز وشعارات مسيحية غالبًا ما ترتبط بالحروب الصليبية واليمين المتطرف.

وعلقت دانييل لوريا، المدير الذي يتحدث باسم منظمة "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية، على ترشيحات ترامب، قائلة: "لم يكن بإمكان إسرائيل أن تطلب أي شيء أكثر من هذا".

و"عطيرت كوهانيم" هي منظمة غير حكومية تقف وراء عدد من المشروعات المثيرة للجدل في القدس المحتلة، بما في ذلك طرد الأسر الفلسطينية من منازلهم لإفساح المجال أمام المستوطنين.

وزعم لوريا قائلًا: "لا وجود لدولة عربية على أرض إسرائيل.. نواجه الآن وضعًا فريدًا للغاية.. أصبح لدينا حرفيًا شرق أوسط جديد، وإعادة ضبط كل شيء"، على حد ادعائه.

وأشارت "ذا جارديان" إلى أن الأحزاب المؤيدة للاستيطان تشغل مناصب رئيسية في حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، وفي الأسبوع الماضي، قال بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية اليميني المتطرف، والمدافع الصريح عن توسيع المستوطنات، إن عام 2025 سيكون "عام السيادة في يهودا والسامرة"، في إشارة إلى الضفة الغربية المحتلة بالمصطلحات التوراتية التي يستخدمها الإسرائيليون اليمينيون وأنصارهم في الولايات المتحدة، ومشيرًا إلى الأمل في ضم الأراضي المحتلة.

وتزايدت وتيرة التوسع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين طيلة الحرب على غزة، والتي أسفرت عن استشهاد 43 ألف شخص، معظمهم من المدنيين.

وكان عدد من الوزراء الإسرائيليين، ومن بينهم سموتريتش، حاضرين في مؤتمر الشهر الماضي، والذي دعا إلى إعادة المستوطنات اليهودية في غزة.

ويعتبر هاكابي، الذي رفض استخدام أي مصطلحات أخرى غير "يهودا والسامرة" لوصف الضفة الغربية المحتلة، من المؤيدين المتحمسين لمؤسسة مدينة داود، وهي حديقة أثرية تمولها حكومة الاحتلال في حي فلسطيني بالقدس المحتلة.

ويتم إدارة الحديقة من قبل منظمة "إيلاد" وهي جماعة استيطانية إسرائيلية متهمة بتهجير العائلات الفلسطينية من القدس المحتلة من خلال شراء منازل فلسطينية واستغلال القوانين المثيرة للجدل التي تسمح لدولة الاحتلال بالاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية.

وذكر تقرير للاتحاد الأوروبي في عام 2018، أن مشروعات "إيلاد" في أجزاء من القدس الشرقية المحتلة تُستخدم "كأداة سياسية لتزييف الرواية التاريخية ودعم المستوطنات وإضفاء الشرعية عليها وتوسيعها". ورفضت المؤسسة مناقشة الدعم الذي تتلقاه المشروعات من الحكومة الإسرائيلية والخارجية.

وتجدر الإشارة إلى أن الولاية الرئاسية الأولى لترامب، شهدت خطوات غير مسبوقة لدعم مطالبات إسرائيل، بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك، والاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان المحتلة.

وخلص تقرير "ذا جارديان" إلى أن ناشطي اليمين المتطرف في إسرائيل، والمؤيدين للاستيطان، يرون أن اختيارات ترامب تعني أن الإدارة الجديدة ستذهب إلى أبعد من ذلك بكثير. ونقلت الصحيفة عن لوريا: "لقد تحدثوا عن حق اليهود في العيش في كل مكان، وأنه من المستحيل تقسيم القدس إلى قسمين".