تستعد شركة "تيك توك" لمواجهة تحديات كبيرة بالولايات المتحدة، في وقت يقترب فيه الرئيس المنتخب دونالد ترامب، من تولي منصبه، 20 يناير المقبل. ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست"، من المتوقع أن يسعى ترامب لوقف الحظر المحتمل الذي يهدد التطبيق في حال لم تتمكن الشركة من إيجاد مالك جديد غير مقيم في الصين قبل 19 يناير، بموجب قانون صدر أبريل الماضي، إذ يعتبر المشرعون أن الروابط بين "تيك توك" وشركة "بايت دانس" الصينية تشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي.
المخاوف الأمنية
يعتمد المشرعون في الولايات المتحدة على مخاوف أمنية تتعلق بتهديدات محتملة لخصوصية بيانات المستخدمين الأمريكيين، ويشيرون إلى احتمال تأثير الحكومة الصينية على مستخدمي التطبيق. رغم هذه المخاوف، فإن ترامب نفسه يظهر موقفًا متساهلًا تجاه "تيك توك"، إذ أبدى إعجابه بانتشاره الواسع واستخدامه المبدع في حملاته الإعلامية. في تصريح سابق، قالت المستشارة السابقة لترامب، كيليان كونواي، إن ترامب يقدّر اتساع التطبيق ويعتقد أن هناك طرقًا أخرى لمحاسبة الصين دون خسارة 180 مليون مستخدم أمريكي شهريًا.
حرب تجارية مستمرة
ترامب الذي سبق أن فرض تعريفات جمركية على الواردات الصينية في سياق حرب تجارية مستمرة، قد يوسع نزاعه مع الصين ليشمل "تيك توك". في الوقت الذي لم يعلن فيه ترامب بعد عن خطوات محددة بشأن التطبيق، صرّح يونيو الماضي، بأنه سيعمل على "إنقاذ تيك توك" في الولايات المتحدة، ما يعكس استعداده للتدخل لصالح التطبيق الصيني.
وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على جميع الصادرات الصينية، وهي ضربة للاقتصاد الصيني. تشكل الرسوم الجمركية عنصرًا أساسيًا في سياسة ترامب الاقتصادية "أمريكا أولًا"، التي تهدف إلى حماية الصناعات الأمريكية وتعزيز النمو.
ودخل الرئيس المنتخب والصين بالفعل في مواجهة مباشرة في حرب تجارية متوترة بدأت خلال فترة ولاية ترامب الأولى. فقد فرض تعريفات جمركية شاملة على الواردات الصينية، وهي الخطوة التي قوبلت بسرعة بتعريفات جمركية انتقامية من بكين.
الآن، قد يشن ترامب حربًا مع الصين بشأن "تيك توك". وفي حين لم يعلن الرئيس المنتخب عن أي شيء بعد، فقد قال فعليًا إنه سيساعد خلال مقطع فيديو على التطبيق، يونيو.
قال ترامب: "سأنقذ تيك توك".
إدارة الخلافات
ويعتقد مراقبون أن رد فعل بكين إزاء فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية لا يزال يتسم بالشك مع التطلع للمستقبل إزاء ما ستشهده السنوات المقبلة، إذ هنأه الرئيس الصيني شي جين بينج على فوزه، لكنه أضاف أن "التعاون يجلب المكاسب، والمواجهة تؤدي للخسارة"، داعيًا إلى إدارة الخلافات بين بكين وواشنطن بـ"الطريقة المناسبة".
التحديات القانونية
تواجه "تيك توك" وشركة "بايت دانس" الأم، تحديات قانونية عديدة في الولايات المتحدة، إذ وقع الرئيس جو بايدن، قانونًا فيدراليًا قد يؤدي إلى حظر التطبيق في اليوم السابق لتنصيب ترامب. من جهته، يعتقد النائب الجمهوري جون مولينار، رئيس اللجنة الخاصة بالحزب الشيوعي الصيني، أن إدارة ترامب ستكون في وضع مثالي للتوسط في عملية استحواذ أمريكي على "تيك توك"، ما يضمن استمرارية استخدام التطبيق في الولايات المتحدة مع معالجة المخاوف الأمنية.
وفي أغسطس الماضي، رفعت وزارة العدل الأمريكية دعوى ضد "تيك توك"، متهمة إياها بعدم حماية خصوصية الأطفال. وفي سبتمبر، تحدت الشركة قرار الحظر في المحكمة الفيدرالية، مستندة إلى حرية التعبير وحماية حقوق المستخدمين. وفي أكتوبر، رفعت 13 ولاية أمريكية دعوى قضائية جديدة ضد التطبيق، متهمة إياه بالتسبب في الإدمان وتأثيره السلبي على الصحة العقلية للمراهقين.
بينما يواجه "تيك توك" سلسلة من التحديات القانونية والأمنية في الولايات المتحدة، يبقى الرئيس المنتخب ترامب، في موقف حاسم. وبينما تسعى الإدارة المقبلة إلى معالجة العلاقات المعقدة مع الصين، يبقى التطبيق الشهير في دائرة الضوء، إذ يتوقع أن تواصل "تيك توك" كفاحها ضد الحظر المحتمل في ساحة القضاء والسياسة الأمريكية.