ارتفعت أسعار النفط بنحو واحد بالمئة، اليوم الخميس، معوضة بعض خسائرها الحادة التي سجلتها في وقت سابق من هذا الأسبوع بسبب قوة الدولار والمخاوف بشأن ارتفاع المعروض وسط تباطؤ نمو الطلب.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 70 سنتا إلى 72.98 دولار للبرميل بحلول الساعة 1401 بتوقيت جرينتش. كما كسبت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 68 سنتا إلى 69.11 دولار، وقثًا لما ذكرته رويترز.
وقال أحد الخبراء، "شهدت أسعار النفط انخفاضات كبيرة في الآونة الأخيرة، مدفوعة إلى حد كبير بقوة الدولار وجهود التحفيز الاقتصادي الصينية المخيبة للآمال واستمرار أوبك في مراجعة توقعات الطلب بالخفض".
وارتفع الدولار إلى أعلى مستوى في عام ليواصل مكاسبه التي حققها أمس الأربعاء عندما بلغ أعلى مستوى في سبعة أشهر مقابل العملات الرئيسية، وذلك بعد بيانات أظهرت أن التضخم في الولايات المتحدة لشهر أكتوبر تشرين الأول ارتفع بمعدل يتماشى مع التوقعات.
وهذا بدوره أثار مخاوف من تباطؤ الطلب في الولايات المتحدة.
وقال كلفن وونج كبير محللي السوق في أواندا إن السوق عبارة عن "تركيبة من عوامل الطلب الضعيفة"، مع المخاوف في الآونة الأخيرة التي تتمثل في ارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات.
وأضاف، "هذا يزيد من احتمال تباطؤ وتيرة خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) خلال 2025 وبشكل عام، فإن نقص السيولة يقلل القدرة على تحفيز الطلب على النفط".
وذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط اليوم الخميس أن العرض سيكون أكثر من الطلب في عام 2025 حتى لو ظلت تخفيضات مجموعة أوبك+ سارية لأن ارتفاع الإنتاج من الولايات المتحدة ودول أخرى خارج مجموعة البلدان المنتجة يقابله تباطؤ في نمو الطلب العالمي على الخام.
وأجرت الوكالة تعديلا طفيفا بالرفع لتوقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2024، بزيادة 60 ألف برميل يوميا مقارنة بالشهر السابق، ليصبح الإجمالي 920 ألف برميل يوميا.
وأبقت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقرا، على توقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2025 دون تعديل كبير مقارنة بالشهر السابق، إذ توقعت أن يشهد الطلب على النفط زيادة قدرها 990 ألف برميل يوميا في العام المقبل.
لكن أوبك خفضت توقعاتها لنمو الطلب على النفط لهذا العام والعام المقبل، لكن تقديراتها تظل أعلى بكثير من توقعات وكالة الطاقة الدولية.
وقالت تينا تنج، وهي محللة سوق مستقلة، هناك عوامل قليلة مرتبطة بالعرض والطلب تدعم صعود أسواق النفط، وذلك في ظل تباطؤ الطلب في الصين.