في بلد يجتاحه الصراع ويشن عليه جيش الاحتلال هجومًا عسكريًا داميًا كان التساءل المهم للفنان اللبناني شربل صموئيل عون عن دور الفن ومكانته.
وقال عون، وهو رسام ونحات يمزج بين فنون متعددة ويبلغ من العمر 45 عامًا: "الفن هل بيظل إله محل في هيك أزمة؟".
ويعبّر الفنانون اللبنانيون في أعمالهم عن الإحباط واليأس الذي يشعرون به منذ الهجوم الإسرائيلي على وطنهم.
وتعكس أعمال "عون" بشكل مباشر الأزمات المتتالية التي يمر بها لبنان، فقد بدأ في عام 2013 جمع التراب من مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان لرسم سلسلة من اللوحات متعددة الطبقات قبل أن ينتقل إلى استكشاف وسائل أخرى.
ويقول: "الظلام واليأس الناجمين عن الحرب والركام الذي خلّفته حملة القصف الإسرائيلي المكثفة في جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية لبيروت أحييا رغبته في العمل بالتراب".
ألغى معرضين لـ"شربل" بسبب الحرب. وبينما كان يعيش في السابق على الدخل الذي يجنيه من فنه، يعتمد الآن على بيع العسل من منحل أسسه في البداية كمشروع لصنع أعمال فنية من شمع العسل، ويقول: "لم يعد بإمكاني الاعتماد على سوق الفن".
وأُغلقت صالات العرض في مختلف أنحاء بيروت خلال الأشهر القليلة الماضية، وقال أصحابها لـ"رويترز: إنه لا يوجد طلب على شراء الأعمال الفنية في هذا التوقيت. ونقل متحف سرسق الشهير في لبنان، وهو متحف للفن الحديث، معروضاته إلى مخزن تحت الأرض.
وعانت المغنية والموسيقية اللبنانية جوي فياض من التأثير النفسي للصراع الذي جعل من الصعب عليها أداء عروضها منذ عدة أشهر، وقالت "ما بقى فيني أعطي غيري ولا أعطي حالي كمان".
ووجهت طاقتها في المقابل إلى كتابة الأغاني، وعادت مجددا لتأدية عروض في الفترة الماضية بالغناء للأطفال النازحين واللاجئين في لبنان خلال حفل خيري أقيم في شمال بيروت.