قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، اليوم الاثنين، إن لبنان يمر بأزمة تاريخية مصيرية غير مسبوقة تهدد حاضره ومستقبله، فهو يعاني من اعتداء إسرائيلي صارخ ينتهك أبسط قواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، التي وضعت لحماية المدنيين في النزاعات المسلحة.
وأوضح ميقاتي، خلال في كلمته أمام القمة العربية الإسلامية غير العادية، المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الاثنين، أن العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان تسبب في خسائر إنسانية فادحة، فتجاوز عدد الضحايا حتى الآن أكثر من 3 آلاف شهيد، والجرحى أكثر من 13 ألف شخص.
وتابع: "تسبب هذا التصعيد بإجبار نحو مليون ومئتي ألف لبناني، على النزوح في غضون ساعات معدودة، ما أضاف عبئًا جديدًا على كاهلنا وعلى وضعنا الداخلي المُثقل بالأزمات المتتالية".
واستطرد: "لا يجوز ولا يمكن أن تستمر إسرائيل في عدوانها المتمادي على لبنان وشعبه، وانتهاك سيادته وتهديد علة وجوده دون حسيب أو رقيب".
وذكر رئيس الوزراء اللبناني: "هذا الاعتداء يأتي ليضاف إلى كم من التحديات البنيوية والأزمات المتراكمة والملفات الشائكة".
وأضاف رئيس الوزراء اللبناني: "تأتي الآثار الاقتصادية لهذا التصعيد العسكري لتزيد من حجم المأساة، إذ وفقًا لتقديرات البنك الدولي الأخيرة، قدرت الأضرار والخسائر المادية لغاية اليوم بـ8 مليارات و500 مليون دولار، منها 3 مليارات وأربعمائة مليون دولار تشمل تدميرًا كليًا أو جزئيًا لمئة ألف مسكن، فيما الخسائر الاقتصادية بلغت 5 مليارات و100 مليون دولار وتشمل التربية والصحة والزراعة والبيئة وقطاعات أخرى".
وشدد على أنه لا يمكن لأي دولة أن تتحمل وحدها عبء هذا الدمار الهائل، فكيف بلبنان، الذي يواجه أزمة اقتصادية ومالية متفاقمة وغير مسبوقة منذ 5 سنوات.
وجدد تأكيد وقف العدوان المستمر على لبنان فورًا وإعلان وقف إطلاق النار، وإرساء دعائم الاستقرار المستدام، مع تأكيد التزام الحكومة اللبنانية الثابت والراسخ بالقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية لحفظ السلام، والعمل على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الحدود المعترف بها دوليًا.
ودعاء رئيس الوزراء اللبناني، الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بأسره، للدفع في الوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار وبدء تنفيذ هذا القرار كمدخل لاستقرار دائم.
وأفاد بأنه جرى إعداد برنامج دعم دقيق وشفاف لحسن ضيافة النازحين خارج ديارهم وتأمين المتطلبات الإنسانية لإقامتهم الموقتة وإخلاء المدارس لإعادة التدريس وتأمين التحاق الأولاد النازحين بمدارس ملائمة وتأمين المساعدة الغذائية والصحية، والتحضير، وفور بلوغ مرحلة وقف إطلاق النار، لعودة الأهالي إلى قراهم، وإعداد برنامج العودة".
وانطلقت، اليوم الاثنين، القمة غير العادية الثانية لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة 57 دولة، وحضور عدد من زعماء الدول العربية، لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة وبخاصة على الساحتين الفلسطينية واللبنانية، وتطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة.