أزمة جديدة ظهرت على السطح بين باريس وطهران، على خلفية قيام مجلة "شارلى إبدو" الفرنسية، بنشر رسوم كاريكاتورية للمرشد الأعلى في إيران، التي استدعت السفير الفرنسي لديها.
ونشرت "شارلي إبدو" قبل أيام قليلة، عشرات الرسوم الكاريكاتورية التي تصور المرشد الأعلى في إيران "علي خامنئي"، الأمر الذي أثار رد فعل غاضبا من طهران، وحذر وزير خارجيتها "أمير حسين عبد اللهيان" من أن الخطوة التي وصفها بأنها "عدائية ومشينة" ستستتبع ردا حازما من طهران واتهم الحكومة الفرنسية بالتمادي.
ونشر وزير الخارجية الإيراني، تغريدة على صفحته الرسمية بموقع "تويتر"، قال فيها إن "العمل المهين وغير اللائق من قبل ناشر فرنسي بنشر رسوم كاريكاتورية ضد السلطة الدينية والسياسية لن تمر دون رد حاسم وفعال".
وأضاف الوزير الإيراني: "لن نسمح للحكومة الفرنسية أن تتجاوز بساطها. لقد اختاروا بالتأكيد الطريق الخطأ. في وقت سابق، قمنا بإدراج هذا الناشر في قائمة العقوبات".
وردت وزيرة الخارجية الفرنسية "كاثرين كولونا" على تصريحات نظيرها الإيراني، قائلة إن على إيران أن تهتم بما يحدث داخلها قبل أن تنتقد باريس. وأضافت كولونا في تصريحات لمحطة "إل.سي.آي" التلفزيونية، إن إيران تنتهج سياسات سيئة عبر اتباع العنف مع مواطنيها وباعتقال فرنسيين.
وتابعت قائلة: "دعونا نتذكر أن حرية الصحافة موجودة في فرنسا على عكس ما يحدث في إيران وأن تلك الحرية يشرف عليها قاض في إطار قضاء مستقل وهو أمر لا تعرفه إيران جيدا بلا شك"، مضيفة أن فرنسا ليست بها قوانين تجرم التجديف.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين فرنسا وإيران تدهورت في الأشهر الأخيرة مع تعطل جهود إحياء المحادثات النووية التي تشمل فرنسا، ومع اعتقال طهران لسبعة فرنسيين.
كما اتهمت السلطات الإيرانية، أجانب بالوقوف وراء الاحتجاجات الحاشدة التي أعقبت مقتل الشابة الكردية "مهسا أمينى" بعد احتجازها من قبل شرطة الأخلاق شهر سبتمبر الماضي.