الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أدب المقاومة في فلسطين.. أقلام في وجه النار

  • مشاركة :
post-title
نقاد وأدباء يبرزون دور أدب المقاومة في فلسطين أمام محاولات الطمس الصهيوني للهوية والتراث الفلسطيني

القاهرة الإخبارية - وكالات

تحت عنوان "أدب المقاومة في فلسطين: أقلام في وجه النار"، أجمع نقاد وأدباء على أن المقاومة الثقافية الفلسطينية شكّلت "سلاحًا جوهريًا" للحفاظ على الوجود الفلسطيني من خلال محاربة جميع محاولات طمس الهوية والتراث الفلسطيني التي يمارسها الكيان الصهيوني منذ عشرات السنين.

وذكر أدباء ونقاد من الجزائر وفلسطين وتونس، خلال ندوة نظمت في إطار البرنامج الأدبي لصالون الجزائر الدولي للكتاب في نسخته الـ27، أن المقاومة الثقافية الفلسطينية على مر عقود متتالية ومن خلال الإنتاج الروائي والشعري والنقدي والسينما شكّلت سلاحًا وأداة جوهرية لمقاومة محاولات الإبادة الثقافية، واستهداف المكونات الثقافية الفلسطينية التي يمارسها الكيان الصهيوني.

 الناقد والمترجم الفلسطيني فخري صالح، أشار إلى أن "الأدب الفلسطيني ساهم بغزارته في التعريف بالتراث وتاريخ النضال الفلسطيني منذ ثلاثينيات القرن الماضي, باعتباره مرآة للشعب الفلسطيني"، مضيفًا أن "حيوية الشعب الفلسطيني ليست فقط في مقاومته اليومية للاحتلال، بل وفي تجذره وتمسكه بثقافته وتراثه"، موضحًا أن "هذا الإنتاج الأدبي يساهم في ترسيخ فكرة أن فلسطين موجودة، وأن شعلتها باقية في ضمير الشعب الفلسطيني والعربي وضمير العالم.

وأكد أن ما يميز مسار الأدب الفلسطيني المقاوم هو "تواصل واستمرار الأجيال الأدبية التي تحمل قيمه مع تعاقب أسماء معروفة للكتّاب والشعراء الفلسطينيين، بدءا بأسماء شهيرة من قبيل إدوارد سعيد وغسان كنفاني ومحمود درويش وسميح القاسم وجبرا إبرهيم، وصولًا إلى جيل جديد من الشباب يحمل هموم القضية الفلسطينية بوعي ويكتب بلغات عديدة، ومنهم عدنية شبلي، وإيزابيلا حماد، وابتسام عازم، وباسم خندقجي".

واعتبر المتحدث أن "الأدب أداة لإبراز هموم الشعب الفلسطيني ونضاله اليومي من خلال النصوص التي تتولد جراء اللحظات الدموية التي يعيشها، ومنها ما يتعرض له أبناء غزة بفلسطين"، مؤكدًا أنه "شعب محتل ومطرود، يواجه عملية إبادة جماعية هدفها الأكبر محوه من التاريخ والثقافة، وهنا تكمن أهمية المقاومة الثقافية لمجابهة العدو الذي يسرق أيضًا التراث الفلسطيني وينسبه لنفسه بعد أن سرق الأرض".

ولفت إلى أن "الأدب أبقى القضية الفلسطينية حية لأزيد من 100 عام، وحفر بعمق في تفاصيل التاريخ، ضاربًا المثل برواية "الشوق والقرنفل" ليحيى السنوار التي كتبها في السجن وصدرت في 2004، واصفًا إياها بأنها "تعكس في واقع الأمر سيرة المقاومة الفلسطينية منذ 1976 وإلى غاية بداية الانتفاضة الثانية".

من جانبها، تناولت الروائية حفيظة قارة بيبان، من تونس، مختلف النصوص الروائية التي تناولت القضية الفلسطينية على مر عقود، كإبداعات غسان كنفاني، وغسان أبو شار، وبشرى أبو شاور، وإبراهيم نصر الله، وصولًا إلى الروائي الأسير باسم خندقجي الموجود حاليًا بالسجون الصهيونية الذي حاز جائزة البوكر لدورة 2024.

وتطرقت المتحدثة أيضًا لتجربتها الذاتية في كتابة رواية حول المقاومة الفلسطينية من خلال مؤلفها الروائي "العراء"، وهو بمثابة "شهادة عن التاريخ الفلسطيني في تونس، وعمل جعل من القضية الفلسطينية المحور الذي يدور حوله عالم الرواية التخييلي وفي المستوى الدلالي"، مضيفة أن الرواية "تتناص مع حدثين مهمين" وقعا بتونس هما "نزوح الفلسطينيين إلى ميناء بنزرت في 1982 وحادثة اغتيال أبو جهاد في حمام الشط في 1985".

فيما أشار الناقد الجزائري قلولي بن ساعد، إلى محطات من إسهامات المفكر والناقد الفلسطيني العالمي إدوارد سعيد، باعتباره مثقفًا موسوعيًا وأستاذًا للأدب المقارن وباحثًا جامعيًا خدم القضية الفلسطينية بمنهج علمي أكاديمي، لافتا إلى كتابيه الشهيرين "الاستشراق" (1978)، و"الثقافة والإمبريالية" (1993).

بينما أكد الشاعر الجزائري سعيد حمودي أن أدب المقاومة في فلسطين، سواء تمثل في القصيدة الشعرية أو الرواية أو المسرح، قد "أثبت تجذر الإنسان الفلسطيني على أرضه وعراقة تاريخه وانتمائه لهذه الأرض"، كما سلّط الضوء على "مأساته وفضح البطش الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني".