كشفت صحيفة "التليجراف" البريطانية، عن احتمال أن يدعو الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، قوات أوروبية وبريطانية لفرض منطقة عازلة بطول 800 ميل بين الجيشين الروسي والأوكراني، كجزء من خطة لتجميد الحرب بين البلدين.
وذكرت الصحيفة، أن هذه الخطة واحدة من بين عدة خطط ينظر فيها ترامب، الذي قال قبل انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة، إنه سيبدأ محادثات السلام قبل توليه منصبه في يناير.
وحسب الصحيفة، تتضمن خطة الرئيس الأمريكي المنتخب، التي وضعها ثلاثة من موظفي ترامب، تجميد الخط الأمامي الحالي في مكانه، وموافقة أوكرانيا على تأجيل طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي" الناتو" لمدة عشرين عامًا.
وفي المقابل، ستقوم الولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بالأسلحة لردع روسيا عن استئناف الحرب. ولن تساهم الولايات المتحدة بقوات لدوريات، وفرض المنطقة العازلة الناتجة، ولن تمول مهمتها.
وقال أحد أعضاء فريق ترامب لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية: "يمكننا تقديم التدريب وغير ذلك من الدعم، لكن فوهة البندقية ستكون أوروبية".
وأضاف العضو: "نحن لا نرسل رجالًا ونساء أمريكيين للحفاظ على السلام في أوكرانيا. ولا ندفع ثمن ذلك. دعونا نجعل البولنديين والألمان والبريطانيين والفرنسيين يقومون بذلك".
وتأتي هذه الخطة في الوقت الذي تحدث فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للمرة الأولى منذ فوز ترامب في الانتخابات. وفي كلمته أمام منتدى فالداي للحوار في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود، قال بوتين إنه يأمل في استعادة علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، لكن الكرة في ملعب واشنطن.
وأشارت أوكرانيا إلى استعدادها للاستماع إلى خطط ترامب لإنهاء الحرب، لكنها قالت أيضًا إنها ستقاوم أي اتفاق من شأنه أن يبدو وكأنه انتصار روسي. وفي كلمته خلال قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في بودابست، قال زيلينسكي: "لا ينبغي أن يكون هناك أوهام بأن السلام العادل يمكن شراؤه بإظهار الضعف. السلام مكافأة للأقوياء فقط".
ودعا العديد من الزعماء الأوروبيين في القمة إلى زيادات فورية في الإنفاق الدفاعي؛ ردًا على المخاوف من أن ترامب سيخفض المساعدات لأوكرانيا ويتراجع عن الدعم لحلف شمال الأطلسي.
وحسب التليجراف، لم يشرح ترامب مطلقًا بالتفصيل نوع الصفقة التي يعتقد أنها يمكن أن تنهي الحرب. لكن حلفاء الرئيس الأمريكي المنتخب قدموا خططًا مختلفة تنطلق من فكرة تجميد خط المواجهة الحالي.
في سبتمبر، اقترح جيه دي فانس، نائب الرئيس المنتخب، أن تتمسك روسيا بمكاسبها الحالية كشرط للسلام. وأضاف أن بقية أوكرانيا ستبقى دولة مستقلة ذات سيادة، وسيتم تحصين جانبها من خط المواجهة بشكل كبير لمنع أي هجوم روسي ثان.
وفي المقابل، ستحصل روسيا على وعد بالحياد الأوكراني. وقال فانس في مقابلة مع برنامج شون رايان شو في سبتمبر: "إنها لا تنضم إلى حلف شمال الأطلسي، ولا تنضم إلى بعض هذه المؤسسات المتحالفة. أعتقد أن هذا هو الشكل النهائي للأمور".
وفي يونيو، قدم كيث كيلوج وفريد فليتز، اللذان قدما المشورة لترامب خلال رئاسته الأولى، اقتراحًا آخر يدعو أمريكا إلى خفض المساعدات لأوكرانيا ما لم تدخل في محادثات السلام.
وقال المحلل السياسي الأوكراني فولوديمير فيسينكو، إن أوكرانيا لن تقاوم الضغوط الأمريكية لإجراء محادثات بسبب خطر تعليق المساعدات.
وأضاف فيسينكو، إن الحكومة الأوكرانية قد تقبل بالتخلي عن عضويتها في حلف شمال الأطلسي إذا استطاعت الحصول على ضمانات أمنية مماثلة للاتفاقيات الأمريكية مع كوريا الجنوبية وإسرائيل.
ولم يعلق الكرملين بعد على خطط السلام المحتملة، لكن روسيا ليس لديها حوافز تذكر لصنع السلام على الفور لأن قواتها تحقق مكاسب مطردة في ساحة المعركة، وهي تعتقد أنها قادرة على تحمل الضغوط الاقتصادية الناجمة عن الحرب لمدة عام آخر على الأقل، وفق التليجراف.
وقال دميتري ترينين، المعلق السياسي الروسي والضابط السابق في جهاز المخابرات العسكرية الروسية، أمس الخميس، إن الكرملين لن يأخذ على محمل الجد أي خطة تعتمد فقط على تجميد خط المواجهة الحالي.
وفي مقال كتبه في صحيفة كوميرسانت الروسية، قال بوتين إن "الأمر سيحتاج أيضًا إلى تنازلات تتعلق بطبيعة النظام الأوكراني المستقبلي، وإمكاناته العسكرية والاقتصادية، فضلًا عن الوضع العسكري السياسي لأوكرانيا، والحقائق الإقليمية الجديدة".
ورجحت " التليجراف" أن تعتمد النسخة التي يختارها ترامب من الخطة على اختياره لحكومته. وأشارت الصحيفة إلى أن مايك بومبيو، الذي شغل منصب وزير الخارجية في عهد ترامب خلال ولايته الأولى، من المتوقع الآن أن يتولى رئاسة وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، وكان قد انتقد إدارة بايدن لتقديمها القليل جدًا من المساعدة ببطء شديد، ومن المرجح أن يقاوم الصفقة التي يمكن تفسيرها على أنها انتصار روسي.
وقال ريتشارد جرينيل، السفير السابق لترامب في برلين ومبعوثه إلى البلقان، إنه سيدعم إقامة مناطق "مستقلة" داخل أوكرانيا، ويشير هذا إلى تكرار اتفاقيات مينسك في عامي 2014 و2015، والتي شهدت محاولة روسيا استخدام مناطق دونباس التي تسيطر عليها، كحصان طروادة للسيطرة على السياسة الخارجية الأوكرانية، وفق التليجراف.