يستعد رئيس الوزراء البريطاني ريشى سوناك، لإجراء محادثات مستقبلية سريعة المسار حول رواتب القطاع العام، في محاولة لإنهاء الإضرابات التي تنظمها قطاعات عدة في المملكة المتحدة، للمطالبة بزيادة الأجور المتدنية أمام ارتفاع نفقات المعيشة ومعدلات التضخم المتزايدة.
ونقلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، اليوم الخميس، عن رئيس الوزراء البريطاني قوله: "إن التسويات للسنة المالية المقبلة هي بالضبط الأمر الذي يجب أن نجلس ونتحدث فيه، ولا يتعلق الأمر فقط بالأجور".
الإضرابات تتواصل الشهر الجاري
تجدر الإشارة إلى أن الإضرابات احتجاجا على تراجع القوة الشرائية تكثفت في العديد من القطاعات في الأشهر الماضية في بريطانيا، وطالت خصوصا قطاع الصحة في ديسمبر مع إضراب قطاع التمريض، ثم سائقي سيارات الإسعاف، وأيضا عاملي البريد ومشغلي الاتصالات.
ومن المتوقع أن تتواصل العديد من الحركات في يناير، مع إضراب المسعفين مجددا يومي 11 و 23 والممرضات في 18 منه ليومين، في حين يعاني النظام الصحي البريطاني الذي يواجه نقصًا في التمويل منذ سنوات، من الضغط.
وحذرت العديد من منظمات الأطباء، الاثنين الماضي، من أزمة تواجه خدمات الطوارئ، مشيرة إلى أن العديد من المرضى يموتون بسبب نقص الرعاية في الوقت المناسب، داعية الحكومة إلى الاستجابة للمطالب الاجتماعية.
تأثر وسائل النقل خلال فترة الأعياد
وكانت حركة وسائل النقل تأثرت في فترة الأعياد بإضرابات عمال السكك الحديدية، وموظفي السير على الطرقات السريعة البريطانية والحدود، حيث اضطرت السلطات لنشر جنود في عدة مطارات بريطانية.
وبدأت إضرابات وسائل النقل في بريطانيا، الثلاثاء، بعدما أحدثت اضطرابات في الحركة خلال فترة الأعياد، حيث يخطط عمال السكك الحديدية لخمسة أيام من الإضراب مع "اضطرابات كبرى" لحركة القطارات.
إضراب 40 ألف عامل في السكك الحديدية
وينفذ حوالى 40 ألف عامل سكة حديد يعملون لدى "نت وورك ريل"، الشركة العامة المشغلة لشبكة السكك الحديدية، وأيضا 14 شركة قطارات خاصة، إضرابا لمدة أربعة أيام بدعوة من نقابة "آر أم تى" ودعت نقابة سائقي القطارات "آسليف" إلى يوم إضافي.
وتطالب "آر أم تي" التي أطلقت في يونيو أكبر إضراب منذ 30 عامًا في القطاع بتحسين الأجور، في مواجهة التضخم الذي يقترب من 11% في البلاد، لكن أيضا بضمانات حول ظروف العمل. وتتهم النقابة الحكومة المحافظة بعرقلة المفاوضات.
رئيس النقابات العمالية يهدد بالتصعيد
وحذرت شركة "نتورك ريل" من "اضطرابات خطيرة" هذا الأسبوع في عدة أقسام من الشبكة، داعية البريطانيين إلى عدم السفر إلا إذا كان الأمر ضروريا.
وقد أثار الأمين العام لاتحاد النقابات العمالية في بريطانيا احتمال تصعيد الإضراب هذا العام، قائلا إن الإضرابات المنسقة منطقية تماما.
كما حث "بول نوفاك" الذي تولى مؤخرا منصب زعيم النقابات في بريطانيا، سوناك على تحمل المسؤولية والارتقاء إلى المستوى المطلوب، وتسهيل مفاوضات الأجور، بدلًا من الاستمرار في استخدام هيئات مراجعة الأجور الحكومية، باعتبارها درعا بشريا- على حد وصفه.
في رسالة إلى "سوناك" أمس الأربعاء، وصف نوفاك الخدمات العامة بأنها في أزمة بعد سنوات من نقص التمويل ونقص الموظفين، ما دفع العاملين ذوي الخبرة والمحبطين في قطاعات عدة بما في ذلك المدارس والمستشفيات إلى التفكير في الاستقالة. وحث رئيس النقابات "سوناك" على قيادة مفاوضات الأجور.