كشف الفنان المصري حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تفاصيل النسخة الجديدة، التي تُقام نوفمبر الجاري، مؤكدًا أنّها ستكون "منصة حقيقية تسلط الضوء على قضايا المنطقة وتحتفي بالتراث السينمائي المصري والعربي".
ووسط التحديات المتصاعدة إقليميًا ودوليًا، ينطلق المهرجان من قلب القاهرة إلى ضواحيها الجديدة، عاكسًا التزامه الراسخ بدعم السينما وقضايا الأمة العربية.
دعم فلسطين ولبنان
انطلاقًا من حسّه الوطني، أكد "فهمي" أنّ مهرجان القاهرة يدعم القضية الفلسطينية واللبنانية، قائلًا: "إبادة الشعب الفلسطيني أمر غير مقبول، والمهرجان منصة للتعبير عن تضامننا معهم".
وأضاف أن من حق العرب إبراز قضاياهم عبر السينما، مشيرًا إلى أنّ المهرجان يضع ضمن أولوياته هذا العام تسليط الضوء على السينما الفلسطينية واللبنانية من خلال مجموعة أفلام مخصصة لذلك، بما يمنح العالم نافذة لرؤية معاناة وتطلعات هذه الشعوب.
تحديات التأجيل
عقب تأجيل الدورة السابقة، بسبب الأوضاع في المنطقة، خصوصًا فلسطين، واجهت إدارة المهرجان تحديات كبيرة هذا العام، قال عنها "فهمي": "لم يكن ممكنًا إقامة المهرجان العام الماضي، بسبب المأساة الفلسطينية وما تعرض له المدنيون من قصف وقتل".
وأوضح فهمي أن فريق المهرجان واجه هذه الصعوبات بشجاعة، وتمكن من "إقناع المهرجانات الدولية الأخرى بتفهم الموقف" ليعود المهرجان بقوة جديدة هذا العام.
ميزانية مستقرة
أكد "فهمي" أن الوضع المالي للمهرجان مطمئن ومستقر بفضل شراكة ناجحة بين القطاعين الحكومي والخاص.
وأعرب عن سعادته لاستعادة ثقة الرعاة، قائلًا: "وضعنا المالي جيد جدًا، والميزانية مستقرة تتيح لنا العمل بفاعلية، ولدينا عدد كبير من الرعاة، معظمهم شركات مصرية، إضافة إلى دعم حكومي من هيئة تنشيط السياحة ومصر للطيران، ما يعكس أهمية هذه الشراكات في دعم المهرجان محليًا وعالميًا".
ترميم التراث المصري
وأعرب عن اعتزازه بمشروع ترميم الأفلام المصرية الكلاسيكية، مشيرًا إلى أنّه خطوة مهمة لإحياء تراث السينما المصرية، بالتعاون مع الشركة القابضة ومدينة الإنتاج الإعلامي، قائلًا: "تمكنا هذا العام من ترميم 10 أفلام، وهناك 12 فيلمًا آخر قيد الترميم".
وأوضح أن الأفلام المُرمّمَة سيتم توفير ترجمة لها، لتتيح للمشاهدين الأجانب فرصة اكتشاف التراث السينمائي المصري بعمقه وغناه، في خطوة تهدف إلى تعزيز الروابط بين الأجيال ودعم صناعة السينما.
دعم الشباب وصناع الأفلام
أشار رئيس مهرجان القاهرة إلى دعم الشباب وطلاب السينما، مؤكدًا الحرص الدائم على تقديم التسهيلات لجمهور الشباب من خلال تذاكر مُخفضة وبرامج تثقيفية متنوعة.
وأوضح أن المهرجان يوفر نافذة للمخرجين الشباب من مصر والعالم العربي لعرض أعمالهم، قائلًا: "أتمنى أن يكون المهرجان فرصة للشباب لرؤية أفلام تُعبر عن ثقافات متنوعة من أنحاء العالم".
وأضاف أن المهرجان يشهد هذا العام زيادة في مشروعات الأفلام المشاركة في برنامج ملتقى القاهرة للصناعة، في خطوة تُعزز من حضور الشباب في صناعة السينما.
وأشاد فهمي بالاهتمام الكبير الذي حظى به المهرجان من الصحافة العربية والدولية هذا العام، مُعربًا عن سعادته بحضور صحفيين من كل أرجاء العالم.
وأكد أن المهرجان وسع نطاق شراكاته الإعلامية ليشمل منصات عالمية مثل "فوربس" و"فاريتي" و"سكرين ديلي"، ما يُسهم في استعادة المهرجان لصورة دولية تليق بمكانته.
عودة قوية ورؤية متجددة
ودعا حسين فهمي الجمهور للحضور والاستمتاع بالفعاليات المتنوعة، متطلعا إلى تجاوز عدد الحضور في الدورة الماضية التي استقطبت 45.000 مشاهد.
واعتبر أن المهرجان في دورته الجديدة "يولد من جديد"، مُعربًا عن ثقته في أنها ستكون بداية قوية لاستعادة المهرجان مكانته الدولية وتعزيز حضوره بين جمهور الفن السابع.